حمد الحمد

هذه الأيام أي خليجي إلا يكون على سفر وسياحة في بلاد الله الواسعة، وما يؤزمه إلا الخوف من النصبْ، وأذكر العام الماضي كنت في غلاسغو أجلس في لوبي الفندق، وإذ بشاب هندي يتقدم نحوي، ومن دون مُقدمات طلب موبايلي يريد أن يتحدث مع والدته التي فقدها في السوق، طبعاً رفضت، قال «أنا مسلم»، ورفضت خشية أن يستغل الهاتف أو يهرب به، عندما رفضت للمرة الثانية غضب وقال لي «أنت مسلم غير طيب»! ومشى، وكتبت في الحدث تغريدة أحذّر بها إخواني السياح، والتغريدة كان لها ذلك الصدى الطيب وانتشرت ليومنا هذا.

لكن أخطر عملية نصب سمعتها من صديق يقول: له قريب كان في سياحة مع أسرته في عاصمة بلد آسيوي، تتجول أسرته في الفترة الصباحية في المولات وفي المرافق السياحية، وفي المساء يجلس بمفردة في لوبي الفندق يتصفّح هاتفه أو ينظر لحركة القوم، وذات مساء ألقى عليه التحية شخص يتكلّم العربية، ورحّب به ودعاه للجلوس، وشعر بود معه، حيث راح القادم يحكي عن البلد وهو يعرفه شبراً شبراً، وطال الحديث، حتى أخرج الرجل من جيبة قطعة صغيرة من الكاكاو وكسرها لنصفين، وقدّم لصاحبنا جزءاً منها الذي رفضها بالبداية، ولكن مع الحديث وإصراره ومن دون وعي وضعها في فمه.

لكن المفاجأة أنه وجد نفسه بعد يومين يرقد في مستشفى وبجانبه زوجته، سألها كيف أتيت إلى هنا؟، قالت استقبال الفندق طرقوا باب غرفتنا وسلّموك لنا وأنت تترنح، حيث سقطت بالحال ونُقلت للمستشفى، وهنا عرف أن ذلك الأخ قدّم له ما قدّم، وبه مادة مخدرة وسرق كل ما في جيبه.

حوادث النصب كثيرة، لهذا احذروا يا قوم.