حمد الحمد

تطبيق «سهل» في الحقيقة سهل، لكن ليس على كل مواطن، أنا لديّ إلمام بالكمبيوتر وكذلك من يعمل لدينا، لكن كبار السن وغيرهم الذين ما زال لديهم موبايل «نوكيا» بوكشاف، وأحدهم صاحبنا بالديوان أبوعزيز، الموضوع صعب صعب جداً.

قبل أسبوعين كان لنا معاملة في مؤسسة حكومية، وقيل ادخل «سهل» والأمور «سهالة»، لكن لثلاث محاولات يأتي الرد... المعاملة مرفوضة، وراجعنا ولم نحصل على نتيجة، لكن آخر رد يقول راجع «الدائرة القانونية» قلنا فُرجت، ذهبت إلى الدائرة القانونية، إلا وأجد مكتباً أربعة في أربعة أمتار مكتظاً بموظفين من الشباب الكويتي بعمر الزهور، ولكن لا مكاتب لهم ويستقبلون القوم وقوفاً.

بالنهاية، مسؤول في القانونية قال اذهب لفلان وذهبنا له، وقال فلان اذهب لفلان الآخر، وذهبنا، وبالأخير قيل لنا الحل الأخير في القسم الفلاني، لكن ذلك القسم لا يدخله أي مراجع، هنا قلت أكيد عندهم تجارب ذرة ويخشون ما يخشون!

لكن طفح الكيل، قلت بقابل المدير العام، قيل روح لقسم خدمات المواطن، قلت حُلت، أسرعت للقسم قابلني شاب مُحترم، وعندما طلبت مقابلة المدير ابتسم وكأنه يقول «هذا في الحلم»!، لكن طلب مني أن أكتب شكوى مكتوبة، قلت أريد أقابله شخصياً، قال لا يجوز، ولكن قدّم طلباً أنك تريد مقابلته شخصياً، هنا غضبت قلت «شلون تريد أن اكتب تغريدة»، ابتسم ولكن وجد لنا الحل أن أتحدث شخصياً مع قسم الذرة الذي لا يدخله أحد، وتكلمت بالهاتف مع موظفة التي تفهمت الطلب وخرجت بحل وسط وتم حل موضوعنا.

هنا أذكر، قبل سنوات كان لنا مُعاملة وحكم محكمة نافذ من القضاء، وأخذت الحكم إلى الجهة المعنية لكن قيل لا تنجز العاملة إلا إذا اجتمعت لجنة من كبار المسؤولين ولا يُعرف متى تجتمع، قلت خير، وباليوم نفسه توجهت إلى النائب السابق خالد العدوة في ديوانه، الذي استقبلني بقوله «هلا بكاتبنا»، وشرحت له الموضوع وتسلّم مني وصلَ المعاملة، النائب كلّم الوزير والوزير كلّم المدير ورحنا تسلّمنا المعاملة مُنجزة في ظرف يومين.

بعض المسؤولين بالوزارات رفعوا الجامات، ولم يستوعبوا أوامر صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل، حفظه الله، بفتح أبوابهم وتسهيل خدمة المواطنين، لهذا اعذروني لم أكتب إلا بعد أن طفح الكيل.

واليوم ذاهب ودرجة الحرارة فوق الخمسين إلى المؤسسة نفسها لمعاملة أخرى، وبالي مشغول ألا تكون عند قسم الذرة أيضاً.