أحمد المغلوث

بفضل الله يتواصل معي مجموعة من الأحبة والمعارف الذين تعرفت عليهم منذ بداية عملي الصحفي قبل 5 عقود وأكثر أمد الله في أعمارنا جميعاً على حسن عبادته وشكره، وبعضهم يبعث لي رسائله التي تحمل مقتطفات من كتب إسلامية.. أو مما تحتفظ به ذاكرتهم.. بل هناك من تحمل رسالته المختصرة أو المصورة معلومات قيمة جديرة بتحويلها لمعارفه أو القروبات المشارك فيها في هذا «الواتساب» الذي بات يتجدد كل يوم، وبالتالي كل يوم يضاعف من انتشاره، بل بات ومن خلال تقنيته مسيطرا على مئات الملايين إذا لم يكونوا بالمليارات. أحد الأحبة هذا الصباح كتب في رسالته الواتسابية: (الزعل المستمر واللوم المستمر يميت لذة كل شيء وإن كان من غير قصد)، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فتذكرت أحد المعارف الذي يتابع ما كنت أكتبه من تقارير في هذه الصحيفة العزيزة (الجزيرة) والتي شهدت أول مقالة لي كتبتها عندما كنت فتي وعاشقا ومشجعا لنادي «الفتح» وكانت تحمل عنوانا وأقولها بتواضع (الفتح القادم إلى النصر) في أول لقاء لنادي الفتح مع نادي النصر العملاق.. وتمضي العقود وإذا بي أصبح أحد الذين تشرفوا بالكتابة فيها.. و»الجزيرة» الغراء والتي يتابعها الملايين عندما كانت تباع في الأسواق والآن عبر موقعها النابض مما جعلها ومن خلال ما تنقله من خلاصة الأفكار والآراء لملايين من القراء داخل المملكة وخارجها وبالتالي تجمع بينهم بأسباب من ثقافة عالية ومتميزة استطاعت أن تقرب بين قلوبهم وآمالهم وتطلعاتهم في نشر الوعي في هذا الزمن المتنامي في وطن يتجدد كل يوم لقد أقامت هذه الصحيفة «الجزيرة» الدليل على أن القراء من أبناء الوطن وغير الوطن استطاعت أن تجذبهم لموضوعاتها المختلفة والعميقة المتميزة بطابع الجدية والوطنية وبالتالي باتت «الجزيرة» شمساً مشرقة منذ تأسست على يد الأديب الكبير عبد الله بن خميس رحمه الله، وها هي «الجزيرة» مستمرة في عهد أستاذنا الكبير أبي بشار خالد المالك رئيس التحرير هذا القلم المفعم بالوطنية والإنسانية الذي يكتب لنا يوميا مقالات رائعة وممتعة ونافعة تنساب من سطورها جداول من الثقافة والمعرفة والنقد البناء ينثر بين سطورها الحب والتفاؤل مجسدا للحقائق السامية فتجد لذة فيما يكتبه من مقالات وها هو مقاله «إسرائيل الإرهابية» الذي وضع فيه النقاط على الحروف فكتب بصراحة عما يدور في غياهب السجون في إسرائيل.. مقال تداوله القراء وعشاق الواتساب وعالم اتواصل الاجتماعي بصورة واسعة. هذا وأعيد هنا بعض مما ما جاء في مقالته الرائعة: (لا أحد يدري ما الذي يجري في غياهب السجون في إسرائيل من جرائم ضد المحتجزين الفلسطينيين لدى إسرائيل، وكأن الجرائم التي تُرتكب، والمعاملات غير الإنسانية التي تُمارس مع السجناء تندرج تحت الحق الإسرائيلي في التنكيل بالأحرار من الفلسطينيين، وسط غياب الضمير الإنساني العالمي، وإفلات قادة إسرائيل من المحاسبة والعقاب)، وماذا بعد أن المشاهد القبيحة والقذرة التي سجلتها كاميرات السجون الإسرائيلية من قيام بعض من جنود الكيان بالاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني لا حول له ولا قوة وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين جريمة كبرى وإهانة لإنسانيته ودينه، وكل ما حدث ويحدث يوميا في غزة من مسلسل الإبادة الوحشية بدعم أمريكي واضح يطالعه مليارات من المشاهدين وعلى عينك يا تاجر.