شيماء المرزوقي

المحافظة على البيئة ليست مهمة حكومية، أو مسؤولية تقع على المنظمات ومؤسسات حماية البيئة وحسب، بل هناك جانب فردي وشخصي، يتعلق بكل واحد منا، خاصة إذا علمنا أن الإنسان هو المتسبب الرئيسي، ويكاد يكون الوحيد في إيذاء البيئة وتلويثها، وسبب أي خلل يحدث فيها.

تشير كثير من البحوث والدراسات إلى أن الإنسان هو العامل الرئيسي، وأنشطته هي التي تقف خلف الكثير من التغييرات البيئية، ومن تلك الدراسات دراسة نشرت في مجلة Nature عام 2018، جاء فيها أن البشر قد تسببوا في فقدان 83% من الثدييات البرية و50% من النباتات منذ بداية الحضارة.

وهناك تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) لعام 2019 – وهي هيئة دولية تأسست عام 1988 بواسطة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، جاء في ذلك التقرير تحذير واضح بأن: «تغير المناخ قد يؤدي إلى تأثيرات كارثية على النظام البيئي، ما يتطلب إجراءات عاجلة لتقليل الانبعاثات الكربونية».

قد يقول البعض بأن هذه مشكلة دولية وكبيرة، ولا يتم حلها على مستوى فردي، وهذا صحيح، لكنَّ لكل واحد منا دوراً حيوياً ومهماً، على سبيل المثال نساهم في تنظيف الشواطئ عند نزهاتنا، خاصة من البلاستيك، وأيضاً عدم إلقاء النفايات في مواقع النزهات. إحدى الدراسات قدرت بأن حوالي 8 ملايين طن من البلاستيك تلقى في المحيطات كل عام، وهذه مشكلة كبيرة ومتسعة، لها أضرار بالغة وكبيرة على الحياة البحرية من أسماك وغيرها من المخلوقات البحرية، خاصة ونحن نعلم أن البلاستيك لا يذوب ولا يتلاشى مع التربة، لذا يبقى مهدداً دائماً للحياة الفطرية والبيئية.

نحن كأفراد يجب علينا الوعي بهذا الجانب، ثم توعية المقربين منا، وأيضاً القيام بمبادرات تستهدف تنظيف البحر والبر والشواطئ، وجمع تلك النفايات، حتى ولو كان عملاً بسيطاً ومتواضعاً، فلو قام كل واحد بما يستطيع لباتت هناك حالة عامة من الوعي البيئي وحماية الطبيعة وانتشرت قيم ومضامين هذا العمل، ودون شك أنه سيكون هناك مردود إيجابي على الحياة البيئية. الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، ومن خلال مبادراتنا وممارساتنا الشخصية البسيطة، خلال حياتنا اليومية، سنحدث فارقاً كبيراً، ويكفي أن نشعر بأننا نحاول إحداث فارق إيجابي، في قضية تؤرّق العالم بأسره.

www.shaimaalmarzooqi.com