فاطمة المزروعي

تعتبر الورش التدريبية في فن القصة والرواية وغيرها من الفنون مهمة، ولها دور كبير في تنمية مهارات الشباب والأطفال في الكتابة، وبالأخص أن هذه الورش التدريبية التخصصية تمكن الكتاب الشباب، وتزودهم بالخطوات الصحيحة للولوج إلى عالم الكتابة بطريقة منهجية متكاملة، ومثل هذه البرامج التخصصية نحن بحاجة لها، وبتنا نلاحظ أن هناك جهات رسمية في الدولة تتبناها.

وتعلن عنها ضمن مبادرات قيمة، هدفها تشجيع الشباب، وحثهم على ممارسة هواياتهم والسعي وتطويرها، والاستفادة منها، وبالأخص في فصل الصيف، هذه الجهات وغيرها تشكر على هذه المبادرات، فأكثرها تقام بمبادرات شخصية وتطوعية من المؤلفين والكتاب، ولكن مع الأسف ينتهي البرنامج، ولا توجد أية متابعة مع المتدربين، وبذلك تضيع جهود كبيرة.

هذا النوع من المبادرات يحتاج إلى أن ينضوي تحت رعاية وتعهد جهات رسمية ثقافية ودعم كبير، حيث يتم وضع منهجية واضحة، واختيار مدربين مبدعين، خاصة ونحن نشاهد أن بعض مراكز التدريب بدأت تستغل هذه التجارة للحصول على المال بطريقة جشعة ودون تنظيم، واستغلالية كبيرة، وعدم اختيار مدرب ماهر بهذه العملية المهمة، وبتنا نرى بعض المدربين الذين لا خبرة كافية لديهم يقدم هذه الورش.

وبالتالي فإن المتدرب أو المنتسب للورشة لا يستفيد منها، وربما أحياناً يكون المدرب كما ذكرت غير متخصص، ولا يملك المهارة لطرح مثل هذه الدورات، وليس لديه إمكانات مناسبة، وفي نهاية الأمر قد يسبب هذا الأمر الإحباط، فيضطر المؤلف الشاب للابتعاد عن الكتابة والتأليف، إننا بحاجة لمنهج إبداعي واضح، توضح فيه مهارات الكتابة وأساسياتها وكيفية كتابتها ومراجعتها وتحريرها، ونقدها وطريقة نشرها من العملية الإبداعية، التي تحتاج فعلاً إلى الدراسة والتقييم والمتابعة قبل البدء فيها، نعم، إننا نحتاج إلى إبعاد الكتابة الإبداعية عن الاستغلالية والإعلانات المزيفة، التي باتت منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي تحت مسميات مختلفة وبراقة.