عبد الله سليمان الطليان

منذ القدم والرياضة لها نشاطات مختلفة في حياة البشر وتمثِّل ثقافة وعادات متأصلة منها ما يرمز إلى الشجاعة والقوة الجسدية وهي مطلب أساسي من أجل الدفاع وخوض الحروب، ومع مرور الوقت وتطور أدوات القتال انحسرت بعض هذه النشاطات التي لم يكن يطلق عليها رياضة لأنها تعتبر من عوامل البقاء، تحولت إلى عادات وتراث رصين تمارس في أوقات معينة من السنة في جميع بقاع العالم وصارت من جوانب الترفيه مع التطور الحضاري الذي نعيشه. حاضرنا اليوم توجد فيه العديد من النشاطات والمسابقات الرياضية المختلفة التي تتم في نطاق محلي أو عالمي منها الذي يمكن أن يطلق عليه رياضة وآخر لا يمت للرياضة بصلة، نأخذ أولاً مصارعة الثيران التي يتقابل إنسان مع حيوان لا يملك عقلاً، يمعن هذا الإنسان في تعذيبه بمراحل على أصوات الجمهور الذين يتفاعل مع كل طعنة بالسيف لهذه (البهيمة) التي خلقها الله للانتفاع بها وليس تعذيبها (فأين جمعية الرفق بالحيوان الغربية من هذا؟) المفارقة العجيبة هناك من تتمتع لديه بحماية، حيث تتجول مع الناس بحرية مطلقة داخل المدينة، فهل تعتبر ممارسة مصارعة الثيران رياضة لدى من عقولهم فيها إنسانية ورحمة، نأتي ثانياً لما يطلق عليه رياضة وهي الملاكمة التي لها زخم كبير تطورت مع الوقت وأصبحت حدثاً يجذب الكثير من الجماهير في الحلبة أو عبر القنوات الإعلامية، ما هي نتائج تلك المواجهة التي توجه ضربات إلى رأس الإنسان الذي يحتوي على مخ حساس لا بد من المحافظة عليه لسلامة العقل، والتي يحدث منها أحياناً تبعات خطيرة عندما يتوفى أحد الملاكمين بفعل الضربات القوية أو يصاب بارتجاج ممكن يلازمه حتى نهاية عمره، إن هذه مأساة في هذه الرياضة العنيفة.

في الآونة الأخيرة وفي واقعنا الرياضي صار يطفو على السطح الأثر الصحي الخطير على الجسم من خلال الانفعال والغضب والتوتر الشديد المصاحب للتشجيع المتعصب الحماسي والذي أودى بحياة بعض الأشخاص والذي أعتبره حقاً مؤسفاً ومؤلماً، الرياضة وجدت لصحة الإنسان وليس لقتله، وها نحن عند زيارة الطبيب أو من خلال الإعلام نجد النصيحة على ممارسة الرياضة المناسبة حسب العمر والقدرة.

رسالتي إلى كل متابع استمتع بالمشاهدة التي ترفه عن النفس والتي هي من حقك ولكن لا تجعل تلك المشاهدة تشنج أعصابك المدمرة لصحتك. وتذكر حديث أبو هريرة (أنَّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب. فردد مرارًا، قال: لا تغضب). رواه البخاري خير دليل على ذلك أثر هذا على صحة الإنسان.