دعوني أبدأ بشركات التأمين على السيارات ثم أعرج على شركات التأمين الطبي، وإن كانت الغالبية تقدم الخدمتين مع باقة من عروض التأمين الأخرى، لكن حظنا مع شركات التأمين أنها تقبل بالربح من الحصول على مبلغ التأمين مع عدم حدوث حادث ومطالبات وهو ربح عظيم، ولا تتقبل أو تقتنع بأنه قد يأتي يوم وتدفع مبلع التعويض حتى لو وصل الحد الأعلى للتحمل، وهذا يجعلها تعقد أمور التعويض وتضيق الواسع على جميع الأطراف وتوسع ما يخصها ولو كان ضيقا.

الجديد على ما ذكرناه سابقا أن شركات تأمين السيارات تجهل أو تتجاهل أن العميل السابق أمن على سيارته لدى شركة أخرى كانت أقل سعرا في تطبيقات العروض رغم ادعاء الشركة المؤمن عندها سابقا أنها تقدم تخفيضات الولاء وعدم وجود مطالبات وتخفيضات أخرى مزعومة، فالعبرة بالقيمة الإجمالية للعرض الأقل في قائمة الأسعار، والعميل يبحث عن العرض الأفضل والأقل تكلفة وليس العرض الأكثر وعودا والأقل جذبا، وغريب جدا أن شركة التأمين لا تعلم أن عميلها أمن على سيارته لدى شركة أخرى، لكن الغرابة ليست الأمر الأهم في هذا الصدد فالأمر الأكثر خطورة وازعاجا وتخويفا هو أن الشركة السلف ترسل إلى جوالك رسائل متواصلة تحذرك بأنك تقود مركبة غير مؤمن عليها وأنك عرضة للعقوبة وأنك تخاطر، وحماية لك يجب أن تجدد تأمينك لديها (مع أنك أمنت على سيارتك ودفعت المبلغ ووصلتك رسائل المرور بأنه تم تسجيل تأمين على المركبة) ومع ذلك فإن رسائل الشركة السابقة تستمر لعدة أيام أو أسابيع، بالرغم من أن جميع شركات التأمين مربوطة مع (نجم) ومع أنظمة المرور كافة، فهل هم يعلمون ويتجاهلون أم يجهلون فعلا أو لا يتابعون ويرسلون رسائل روتينية مزعجة لكل عميل فقدوه؟! وفي كل الأحوال فتلك الرسائل تشكك العميل وتدخل في نفسه الخوف أنه كان في تأمينه الجديد عرضة لخدعة أو (تهكير) حسابات وجميعها مزعجة خلاف إزعاج ورود رسالة جوال دعائية.

أما التأمين الطبي فهو يسير إلى الأفضل، لكن يشوبه أحيانا تلك الخطوة المشوهة المتمثلة في موافقة شركة التأمين على أمور مفروغ من الموافقة عليها مثل صرف أدوية السكر أو قياسه والمجسات التي تلصق بالمريض أو أدوية الضغط وأمراض القلب ومجساته، فهذه الأمراض المزمنة يفترض ألا تتطلب موافقة أو أن تأتي موافقتها سريعة روتينية، لكن بعض شركات التأمين رغم شهرتها وقدمها وخبرتها تماطل في الموافقات فيدفع المريض قيمة دواء أو جهاز ليستريح من صداع (لم تصل الموافقة بعد).