"هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك"، (الموقع الرسمي لرؤية السعودية 2030). على صدى هذه الكلمات الحكيمة والكريمة، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله–، وُضعت وبُنيت "رؤية السعودية 2023" لتذهب بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف دول العالم المتقدم والصناعي. نعم، ففي الـ25 من أبريل 2016م، أعلنت المملكة العربية السعودية رؤيتها الطموحة "رؤية السعودية 2033"، لتؤسس لمرحلة جديدة من مراحل البناء والتقدم والتميز على جميع المستويات الدولية والعالمية، وفي كل المجالات العلمية والفكرية المتقدمة والنوعية، بهدف الارتقاء بمكانة المملكة العربية السعودية العالمية، وتحقيق أعلى مستويات الرفاه والرخاء والازدهار لكل من يعيش في المملكة العربية السعودية من مواطنين ومقيمين. وهذه الرؤية الطموحة "رؤية السعودية 2030" التي يُشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– ليست إلا امتداداً لسياسات البناء والتنمية والتطوير والتقدم التي تبنتها المملكة العربية السعودية مُنذُ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود –طيب الله ثراه-. نعم، بهذه السياسات الحكيمة والبناءة تُعرف المملكة العربية السعودية، ولهذه الطموحات التنموية والتطويرية النوعية تعمل المؤسسات الرسمية في المملكة العربية السعودية، ولهذه الأهداف السَّامية والغايات النبيلة تجتمع كلمة أبناء المملكة العربية السعودية مُساندةً وداعمةً ومؤيدةً لقيادتها الرشيدة ومؤسسات وطنها العزيز. نعم، إنها سياسات حكيمة تلك التي تبنتها قيادة المملكة العربية السعودية بحيث تجعل مكانتها عالية في عقل وقلب كل عربي غيور على عروبته، وكل مسلم صحيح الإسلام وصادق السريرة. وعلى هذا النهج البناء والهادف لما فيه خير العرب والمسلمين والعالم، تُؤمن الأنفس البناءة والمُحبة للسلام والعدل والاستقرار من أبناء المجتمع الدولي، أياً كانت هوياتهم الدينية والمذهبية والعرقية واللغوية والجغرافية، بأهمية دعم ومساندة وتأييد السياسات البناءة والحكيمة والرشيدة للمملكة العربية السعودية رغبة منهم في تعزيز تلك الأهداف السَّامية والغايات النبيلة التي تعمل عليها وتدفع بها في المجتمع الدولي. نعم، وإذا كانت هذه هي الصورة الإيجابية العظيمة التي تُعرف بها المملكة العربية السعودية في المجتمع الدولي، فإن هناك صور أكثر إيجابية وأكثر عمقاً تُعرف بها المملكة العربية السعودية عندما يُنظر لسياساتها الداخلية وممارساتها البناءة والأخلاقية تجاه كل من يقيم فوق أراضيها الشاسعة والممتدة لأكثر من مليونين وربع المليون كيلومتر مربع.
نعم، إن المملكة العربية السعودية التي تبنت سياسات البناء والتنمية والتطوير والتحديث على جميع المستويات الداخلية والخارجية، وفي كل المجالات العلمية والفكرية والتقنية والتكنولوجية والأمنية والخدمية والصحية والتعليمية وغيرها من مجالات متنوعة، هي المملكة العربية السعودية التي التزمت وعملت بالمبادئ الإسلامية الأصيلة التي جاءت في القرآن الكريم وفي سُنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها: العدل، والمساواة، والشورى، والتعاون الاجتماعي، وحفظ الدين والنفس والمال والعقل، وغيرها من مبادئ وقيم سامية غايتها الرئيسة حفظ كرامة الإنسان، وتعزيز الأمن والسلم والاستقرار الإنساني والاجتماعي والسياسي على جميع المستويات الداخلية والخارجية، وفي كل المجالات. نعم، إنها المبادئ والقيم الإسلامية السَّامية التي تحكم سياسات وأنظمة وتعاملات المملكة العربية السعودية، وهي التي ميزتها وجعلتها في مكانة عالية وسامية في جميع المسائل والقضايا الدولية خاصة في مجال حقوق الإنسان وحفظ كرامته البشرية بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو لونه أو عرقه أو لغته. نعم، بهذه الصفات العظيمة، والسمات النبيلة، عُرفت وتعرف المملكة العربية السعودية في سياساتها وتعاملاتها الداخلية والدولية، وفي أنظمتها وقوانينها وممارساتها وسلوكياتها المحلية والخارجية، وفي الخدمات العظيمة التي تقدمها لكل من يقيم فوق أراضيها من مواطنين ومقيمين أياً كانت مستوياتهم العلمية، وأعمالهم المهنية، ودرجاتهم الوظيفية.
وإذا كانت الأمثلة الدالة، على عظيم المبادئ السامية والقيم النبيلة التي تتبناها وتعمل بها المملكة العربية السعودية في سياساتها الداخلية والخارجية، كثيرة ولا حصر لها من حيث التنوع والتعداد، فقد يكون من المناسب الاستشهاد بمثال واحد لإظهار مدى عظمة سياسات المملكة العربية السعودية القائمة في أساسها على مبادئ الدين الإسلامي العظيم التي تأسست عليها وعملت بها مُنذُ يومها الأول. نعم، ففي الوقت الذي مثلت فيه جائحة كورونا (كوفيد – 19)، التي ظهرت في 2019م وتحولت لجائحة عالمية في 2020م، أزمة عظيمة لجميع دول العالم حتى أنها شملت الدول العظمى بما فيها مجموعة الدول السبع الصناعية (G7)، فإنها مثلت للمملكة العربية السعودية فرصة عظيمة لتوحيد السياسات والصفوف الدولية لمواجهة الجائحة بحكمة وعقلانية وإنسانية عظيمة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين لأكبر اقتصاديات العالم (G2)، حيث استطاعت بحكمة قيادتها الرشيدة توحيد الصفوف الدولية لدعم جهود منظمة الصحة العالمية لتمكينها من إيجاد لقاحات طبية تمكن المجتمع الدولي من تجاوز الأزمة بأسرع وقت. وبصفتها الدولة النموذج في مجال حقوق الإنسان وحفظ كرامته البشرية، فقد سمع وقرأ وشاهد المجتمع الدولي الأعمال النوعية والمتميزة التي تدل على ريادتها الدولية وذلك في الخبر الذي أشارت له "واس" في 16 أبريل 2020م، والذي جاء فيه الآتي: "أعلنت المملكة العربية السعودية، التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020، مساهمتها بمبلغ 500 مليون دولار أميركي لمساندة الجهود الدولية للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، حيث سيسهم هذا التبرع للمنظمات الدولية المختصة في تعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، وتطوير أدوات تشخيصية وعلاجات ولقاحات جديدة وتوزيعها، وتلبية الاحتياجات غير الملباة فيما يتعلق بالرصد والتنسيق الدولي، وضمان توفر ما يكفي من إمدادات المعدات الوقائية للعاملين في القطاع الصحي".
وفي الوقت الذي أظهرت فيه المملكة العربية السعودية ريادتها العالمية وقدرتها على إدارة الأزمة الصحية العالمية بحكمة وعقلانية وإنسانية عظيمة، فإنها كذلك أظهرت ريادتها العالمية وقدرتها العظيمة على إدارة الأزمة الصحية في داخل المملكة العربية السعودية. نعم، ففي الوقت الذي عبرت فيه الكثير من الدول والمجتمعات عجزها وضعف إمكاناتها على مواجهة الأزمة، فإن المملكة العربية السعودية عبرت عن عظيم قدرتها وإمكاناتها على مواجهة الأزمة باقتدار وحكمة وعقلانية من غير أن تؤثر على سير الحياة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والخدمات المقدمة للمواطن والمقيم. وفي الوقت الذي عبرت فيه الكثير من الدول والمجتمعات عن حصر خدماتها الصحية لمواطنيها واستثناء المقيمين من الخدمات الصحية المقدمة في تجاوز عظيم لمسألة حقوق الإنسان، فإن المملكة العربية السعودية عبرت عن فخرها بتقديم الخدمات الصحية لكل من يقيم فوق أراضيها من مواطنين ومقيمين حتى وإن كانوا مخالفين لنظام الإقامة لاعتبارات تتعلق بأهمية المحافظة على حقوق الإنسان وحفظ كرامته البشرية. نعم، إنها المبادئ والقيم الإسلامية العظيمة التي تحكم سياسات المملكة العربية السعودية تلك التي جعلت من المحافظة على كرامة وحياة الإنسان أولوية قصوى لدى قيادتها الرشيدة التي تحرص على ذلك وتؤكد عليه، ومن ذلك الأمر الملكي الكريم الذي أمر بتقديم الخدمات الصحية المجانية خلال جائحة كورونا، والذي بثته "واس" في 30 مارس 2020م، وجاء في الخبر الآتي: "أعلن معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة عن صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم العلاج مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة في كل ما يتعلق بالعلاج من فيروس كورونا. وأكد معاليه أن هذا الأمر الكريم يأتي من منطلق حرص خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على صحة الجميع الذي وضع لصحة المواطن والمقيم أولوية قصوى لضمان سلامة الجميع".
وفي الختام من الأهمية القول إن ريادة ونموذجية المملكة العربية السعودية العالمية في مجال حقوق الإنسان وحفظ كرامته على جميع المستويات الداخلية الخارجية والعالمية أثبتتها السياسات والتعاملات لعقود متتالية حتى أصبحت نموذجاً عالمياً لا يمكن تشويهه من أعداء النجاح والتميز. نعم، إن النموذج الذي تقدمه المملكة العربية السعودية في مجال البناء المؤسساتي القائم على المحافظة على كرامة وحقوق الإنسان على جميع المستويات حتماً سوف يزعج الأعداء السَّاعين لتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، وبالتأكيد سوف يُحرج العاجزين أمام شعوبهم وأمام المجتمع الدولي، مما يدفعهم للاستعانة بالعملاء والمرتزقة والخونة وتوظيفهم بثمن بخس بهدف تشويه صورة المملكة العربية السعودية أمام المجتمع الدولي الذي عجزوا من الوصول إليه، وفشلوا وخابوا في إقناع الرأي العام بصحة أكاذيبهم الظاهرة والمنافية للواقع. نعم، هكذا هي المملكة العربية السعودية التي تحافظ على عِز وكرامة الإنسان أياً كان دينه أو مذهبه أو عرقه أو لونه أو لغته.
التعليقات