جابر الهاجري

استشهد البطل العربي المسلم ماهر بن ذياب الجازي الحويطي، بعد أن قام بعملية استشهادية استهدف فيها ثلاثة، كما أعلن رسمياً ويقال إنهم سبعة من جيش الصهاينة على معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين المحتلة باستخدام مسدسه الشخصي (وهو كان من أمهر الرماة في جيش الأردن).

وبعد اشتباك مع آخرين من الصهاينة ارتقى شهيداً، بعد أن ضاق الكون على هذا الحر كحال بقية أحرار الأمة الذين شربوا كأس القهر وهم يرون أشلاء أطفال غزة تتناثر جراء الاعتداء الصهيوني المتوحش بشكل يومي، ولكن الشهيد الحويطي كان مختلفاً عن الكل، اتخذ القرار المنفرد للانتقام من الظالمين وتبرئة الذمة أمام الله عز وجل، وقام بعمليته التي أشعلت الحماس في نفوس ملايين من العرب والمسلمين وفي نفس كل إنسان حر لا يرضى بالظلم والذل والهوان.

استشهد هذا الأسد العربي أبن هذه الأمة التي ابتليت بكيان تم زرعه في وسطها انتقاماً من تاريخها الإسلامي وللحد من انتشار دينها الذي لن تقبله خلايا عبدة الشيطان التي تسعى للسيطرة ليس على عالمنا العربي فحسب بل للسيطرة على الفطرة الإنسانية وتحويلها إلى مسخ شيطاني والعياذ بالله.

الذبح اليومي لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين وأيضاً جنوب لبنان المقاوم نحن مُساءلون عنه أمام رب العباد عز وجل ، ولقد استطاع الكيان الصهيوني أن يزرع التفرقة بين أبناء العالم العربي والإسلامي مستغلاً تخويف بعضنا من الآخر.

اليوم ارتقى الشهيد ماهر الجازي الحويطي إلى ربه عز وجل، ولكن توقيت عمليته البطولية كان مهماً وملهماً لكل من لديه ذرة من النخوة في عالمنا العربي والإسلامي، وأعطت للعدو درساً جديداً أن هذه الأمة لن تترك ثأرها طال الزمن أو قصر. وستثأر انتقاماً من الظالمين المحتلين الطغاة أعداء الله وأعداء الإنسانية جمعاء.

لقد أبدعت آلة القتل الصهيونية في الأحد عشر شهراً الماضية في رسم صورة دموية قاتمة لا شبيه لتوحشها في عصرنا الحديث، عصر الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، هذه المنظمات التي أثبتت أنها عاجزة تماماً عن إيقاف أنهار الدم في فلسطين المحتلة، اليوم لن ينفع القانون الدولي ولن تنفع اتفاقيات جنيف أو لاهاي، اليوم الأمة كلها ماهر الحويطي، ولن يستمر العدوان والظلم وقريباً سيعلمُ الذين ظلموا أيّ مُنقلب ينقلبون... رحم الله البطل النشمي الشهيد ماهر الحويطي، الذي قال والده يوم دفنه إن دم ابني ماهر ليس بأغلى من دماء أهل غزة، ولا غرابة في ذلك فهذه قبيلة الحويطات القبيلة العربية الأصيلة، قدمت قبل البطل ماهر الكثير من الأبطال في سبيل تحرير فلسطين... رحمك الله يا ماهر الحويطي وهنيئا لك الشهادة... وإنّ غداً لناظره قريب. دمتم بخير.

jaberalhajri8@