منى العتيبي
تقول القصة الأسطورية «باندورا وعلبة الأمل» وهي من الأساطير اليونانية، إنه عندما خلق زيوس، إله الآلهة، البشر، قرر أن يمنحهم هدية خاصة، لكن كان هناك تحذير، أُعطي باندورا، أول امرأة، صندوقًا (أو جرة) مليئًا بجميع الشرور التي يمكن أن تصيب البشرية ووُعدت باندورا بعدم فتح الصندوق، وإلا ستطلق هذه الشرور إلى العالم، وبدافع الفضول، لم تستطع باندورا مقاومة إغراء فتح الصندوق. وعندما فتحته، خرجت منه جميع الشرور: الحزن، الألم، الجشع، والحقد وانتشرت هذه الشرور في العالم، مما أدى إلى معاناة البشر.
ولكن في خضم الفوضى والدمار، لاحظت باندورا أن شيئًا واحدًا بقي في قاع الصندوق وهو «الأمل» على الرغم من كل الشرور التي أُطلقت، بقي الأمل موجودًا، مما أعطى البشر شعورًا بالراحة والتفاؤل.
هذه الأسطورة الخرافية تحكي لنا كيف أن الأمل يمكن أن يكون شعاعًا من النور في أوقات الظلام، رغم الصعوبات التي قد نواجهها، يبقى الأمل دائمًا موجودًا، يمنحنا القوة للاستمرار ومواجهة التحديات وكيف يمكن له أن يكون رفيقًا لنا في الأوقات العصيبة.
وهو الشعور الذي ينبغي أن نشعله في داخلنا وداخل بيوتنا كي يكون مصدر تشجيع وتحفيز لنا لأبنائنا وبناتنا على التطلع إلى المستقبل بإيجابية، حتى في أحلك الأوقات يساعدنا على السعي نحو أحلامنا وأهدافنا؛ خاصة وأن الدراسات الصحية والنفسية تشير إلى أن الأمل له تأثير إيجابي على الصحة النفسية والأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من الأمل يميلون إلى الشعور بالسعادة والرضا، ويكونون أقل عرضة للاكتئاب والقلق؛ لأن الأمل يساعد في تشكيل نظرة إيجابية للحياة، مما يعزز من جودة حياتنا، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في بناء العلاقات الإنسانية، عندما نأمل في الأفضل، نكون أكثر تفاؤلاً في تعاملاتنا مع الآخرين. يساعد الأمل في تعزيز الثقة والتواصل، مما يُسهم في تحسين العلاقات الشخصية والمهنية.
ختامًا.. علينا جميعًا أن نحتفظ بالأمل في قلوبنا، ونسعى دائمًا لتعزيزه في أنفسنا وفي الآخرين، لأن الأمل هو ما يجعل الحياة تستحق العيش.
التعليقات