فيصل الشامسي

 نعيش في دولة الإمارات في أمن وأمان، واستقرار واطمئنان، ننعم بواحة غنية بالخيرات، والنعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن أجلّها نعمة الأمن، التي يبحث عنها بنو الإنسان عبر الأزمنة، حتى أصبحت دولتنا محط أنظار المستثمرين حول العالم، وتتسابق نحوها الوفود لزيارتها، والسياح للاستمتاع بأجوائها وعمرانها، أو للاستقرار في ربوعها.

حياة الإنسان وسعادته واستقراره ورفاهيته دوماً ما تكون هذه الجزئيات مرتبطة بالشعور بالأمن والأمان والاطمئنان، فالأمن والأمان مصدر تقدم الأوطان وازدهارها ورقيها، ومصدر لبناء الإنسان، علماً وفكراً، وفي الجوانب كافة التي تنميه وترتقي به.

ووفقاً لنتائج التقارير العالمية تثبت كل عام أن دولتنا الغالية تتصدر مؤشرات الشعور بالأمان والاطمئنان، في تجوال السكان ليلاً بمفردهم، وأكثر البلدان أماناً، وهذه النتائج جاءت بعد عمل دؤوب، وإخلاص وتفانٍ، وبرؤى سديدة من القيادة الحكيمة، التي جعلت الإنسان وسعادته وأمنه وأمانه أساساً وأولوية في مقدمة أولوياتها. ‬

في هذا السياق، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «الأمن نعمة.. والأمان طمأنينة وسكينة وحياة».

وما حدث قبل أيام من إقدام ثلاثة من الجناة على قتل مقيم في الدولة من الجنسية المولودفية إنما هو حدث عارض، وقد تعاملت السلطات المعنية معه بمدة زمنية قياسية، وإلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى الجهات المختصة ليأخذ القانون مجراه في هذه القضية.

وتؤكد وزارة الداخلية أنه سيتم التعامل بكل حزم وردع لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، فدولة الإمارات دولة الأمن والأمان والاطمئنان، دولة التسامح والتعايش، يعيش الجميع فيها بمحبة ووئام دون عنصرية، ولا تمييز تجاه الدين أو العرق أو اللون، فهي واحة غناء لمن يريد السلام، وهي بالمرصاد لمن يريد غير ذلك.

كما نفخر بأجهزتنا الأمنية التي تتمتع بالاحترافية العالية والحس الأمني القوي في حماية الوطن وكل من يعيش على ترابه، ونثمن لهم جهودهم المخلصة، ونسأل الله أن يعينهم ويسدد خطاهم ويقوي عزائمهم حفاظاً على الوطن وصون أمنه وأمانه واستقراره، كما نشيد بمؤسساتنا الوطنية المعنية بإنفاذ القانون، على جهودهم الدؤوبة وأعمالهم الحثيثة نحو محاسبة كل من يريد الإضرار بأمن الوطن.

واستغل هذه الحادثة الإعلام المؤدلج، الذي يحمل التوجهات المشبوهة، والأخلاق المشؤومة، حيث سعى إلى فبركة الحقائق، ونشر الأكاذيب، بكل أدواته المتاحة، بهدف إحداث البلابل، وظهور التأويلات المغلوطة واللغط والقيل والقال، فواجب علينا كبح جماح هذه الأخبار الصادرة عن هذا الإعلام الغاشم بعدم تصديقها وتناقلها، ورد باطله بالحقائق الدامغة.

من الفطنة والرجاحة العقلية أن يتم إخضاع الأخبار والمعلومات المتناقلة لمعايير التثبت والتمحيص ليتم إثباتها أو نفيها جزئياً أو كلياً، وإذا افترضنا أن الخبر كان صحيحاً، فعلى المتلقي أن يتعامل معه بحكمة، ويقف مع نفسه يسألها: هل في نشره فائدة أم لا؟ فالعاقل يحرص دائماً على الخير، ولا يأخذ كل ما يقال أو يشاهد بالعاطفة والحماسة، بل نحتاج أن نتعامل مع كل ما يرد إلينا بتعقل وحكمة وفطانة.

ستبقى دولة الإمارات عصية على كل من يريد المساس بأمنها واستقرارها، وستردعه المؤسسات الوطنية والمخلصون من منتسبيها بكل عزم وحزم، حفظ الله دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة، وشعبها الوفي، وكل من يقيم على أرضها الطيبة.