تُعد الثقافة ركيزة أساسية لتنمية المجتمعات، إذ تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الجمعية وتعزيز القيم الإنسانية. فالثقافة لا تقتصر على الأدب والفنون فقط، بل تشمل العادات والتقاليد، واللغة، والعلم، والتعليم، وحينما نتمكن من زرع هذه العناصر بشكل صحيح، تُثمر في خلق مجتمع متماسك ومبدع.

وللثقافة أدوار متعددة في حياة الشعوب، من أهم ركائزها نشر الوعي وتعزيز التفكير النقدي بين الأفراد، فالاطلاع على الثقافات المختلفة يساهم في توسيع الآفاق وتقليل التحيز، مما يؤدي إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين البشر عموماً.

هذا التفاعل الثقافي ينعكس إيجاباً على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حيث يُحفّز الإبداع والابتكار.

علاوةً على ذلك، فإن الثقافة تسهم في تعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني، فالمجتمعات التي تهتم بحفظ تراثها وتاريخها تُرسّخ لدى أفرادها شعورًا بالفخر والاعتزاز، مما يدفعهم للعمل بجدية من أجل تطوير مجتمعهم. كما أن نشر الثقافة في الوسط التعليمي يساهم في تقليل معدلات الجريمة والبطالة، حيث يُوجّه الأفراد نحو استثمار طاقاتهم بشكل إيجابي.

ونحن نلمس ما تقوم به القيادة الرشيدة في المملكة من جهود كبيرة في تعزيز الثقافة كمكتسب فكري نابع من معطيات أرض المملكة ومن عطاءات وتراث وعادات أبنائها.

المملكة تتحول إلى دولة رائدة في هذا الجانب، تلفت أنظار العالم إليها بما تقدم من رسالة ثقافية ومعرفية، عبر اهتمامها بالتراث والآثار والفنون والآداب وكافة المجالات الثقافية، والعمل على دمج كل ذلك مع التعليم.

كون الثقافة هي محرك أساسي للتنمية، وهي الملهم للأفراد والجماعات، في إعطائهم فرصة للتعبير عن أنفسهم، والدفع بمجتمعنا للنهوض نحو الآفاق، حيث يمكن عبر الثقافة تحقيق تطور مستدام ومجتمع أكثر تقدمًا واستقرارًا.