عماد الدين أديب

سقوط نظام، أي نظام، واستبداله بنظام آخر، كائناً من كان، لا يعني بالضرورة المطلقة أنه أفضل من الذي سبقه.

وفي حالة سوريا، يمكن القول إن يوم 8 ديسمبر 2024، شهد نهاية حكم آل الأسد لمدة 54 عاماً، ونهاية حكم حزب البعث، الذي ولد في أواخر الأربعينيات.

هذا الحكم الذي رفع شعارات وحدودية اشتراكية قوية، تسبب في حجم هائل من مآسي المنطقة، وأدى إلى جعل سوريا الغنية بالموارد، والمياه، والنفط، والغاز والفوسفات والمنتجات الزراعية والموارد البشرية، والعقول التجارية النشطة، إلى أن تصبح واحدة من أفقر دول العالم الثالث، وأكثر دول العالم تصديراً للنازحين واللاجئين الشرعيين وغير الشرعيين.

دفعت سوريا من تاريخها ثمناً باهظاً لحكم آل الأسد، وعانت من فساد عائلي وحكم أقلوي، وسيطرة طائفية، وتحالفات إقليمية مشبوهة.

الخوف اليوم أن يتم استبدال حكم علوي طائفي موالٍ لإيران، بحكم سني قاعدي موالٍ لتركيا.

سوريا المفيدة، هي التي تحافظ على العلاقات مع جيرانها في لبنان والأردن وفلسطين، دون تدخّل في شؤونهم.

سوريا المفيدة، هي التي تنسجم مع دورها الإيجابي مع دول الاعتدال العربي.

سوريا المفيدة، التي تقيم حكم المؤسسات لكل السوريين، دون تفرقة بين دين وآخر، ولا بين طائفة وأخرى، ولا منطقة وغيرها، ولا عائلة أو أعراق وغيرها.

سوريا المفيدة، هي التي يجب صناعتها من الآن، في هذه الفترة الانتقالية.

من هنا، تصبح مرحلة الفترة الانتقالية التي يتم فيها مراجعة كل ما سبق، وإقامة قواعد صحيحة سليمة لإرساء مبادئ الحكم الرشيد، الذي يقوم على العدل والمساواة والمواطنة المتساوية، التي لا تعرف تفرقة بين دين أو مذهب أو منظمة أو عرق.

هذه المرحلة يجب أن تشمل الجميع، دون استثناء، وفق مبادئ دستور عصري، يقيم المؤسسات، ويضمن عدم استعادة مصالح الفساد.