للبيئة والنظام الغذائي ومستوى التعليم والخدمة الصحية وغيرها، دور مهم في رفع مستوى أعمار أي شعب، فليس غريبا أن أعمار شعوب دول معينة أعلى من غيرها بكثير، والسبب العوامل أعلاه، كما ينطبق الحال حتى على الفرد نفسه. فمن يولد ويعيش في مجاهل أو غابات أفريقيا والأمازون غالبا سينتهي عمره في الخمسين، أو أعلى قليلا. ويزداد المعدل مع قرب هؤلاء من الخدمات الصحية، وحمايتهم من الأمراض المعدية مثل الملاريا والدوسنتاريا، وبالتالي لو انتقل نفس الفرد للعيش في دولة غربية متقدمة، ففرصة ارتفاع معدل عمره مقارنة بأقرانه، وبالذات اخوته، كبيرة جدا!

وبالتالي يمكن القول ان التنبؤ بالمدة التي قد يعيشها شخص ما، يتطلب النظر في مجموعة من العوامل البيولوجية ونمط الحياة والبيئة، لكن لا يمكن لأية طريقة تقديم إجابة دقيقة، بل هناك معايير وبيانات وشروط معينة يمكن أن تساعد في تقدير متوسط العمر المتوقع، ومنها العوامل الوراثية، أو تاريخ العائلة، فمن توفي والداه وجدّاه في عمر صغير نسبيا، فإن حظه في أن يعيش أطول منهم ليس كبيرا. كما أن العديد من الأمراض المزمنة تكون وراثية عادة، فوجودها يعني أن استعداد الإنسان للإصابة بها يكون عاليا.

كما أن للنشاط البدني علاقة بالأمر، خاصة أداء التمارين المنتظمة، خمسة أيام أسبوعيا، والنوم لفترة من 7 إلى 9 ساعات، فهذا له دور كبير في دعم الصحة العامة. كما لتعاطي المواد المدمنة أيضا دور سلبي، كالتدخين وتناول الكحول والمخدرات الترفيهية، والإسراف في المنبهات كالقهوة، وغيرها. وللإجهاد المزمن دور في تقصير العمر، بسبب تأثيره في الصحة العقلية والجسدية. فالسيارة المخصصة لنقل الركاب سينتهي عمرها الافتراضي ان استعملت في نقل مواد بناء، مثلا!

كما لمقاييس الصحة دور في إطالة العمر، مثل وزن الجسم، وضرورة الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي، فهذا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر وغيرها. كما للأمراض المزمنة، مثل السكر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول دور سلبي، عامة. وبالتالي من الضروري الاهتمام بالرعاية الوقائية، وعدم الالتفات لما يقوله أي معتوه في هذا الصدد، وأخذ الأمصال الطبية الواقية، والتطعيمات السنوية للوقاية من أمراض خطيرة عدة. وللوضعين الاجتماعي والاقتصادي، وما يتلقاه الشخص من رعاية صحية، والتعليم وطعام متنوع ومغذ، دور في تحسين فرص إطالة العمر. وللبيئة الآمنة والنظيفة، وانخفاض التلوث دور إيجابي أيضا، إضافة لوجود روابط أسرية واجتماعية قوية، مع مشاركة مجتمعية فعالة، وما لكل هذه الأمور من تأثير على الصحة العقلية والجسدية.

كما أن للحالة النفسية دورا، فالمتفائلون يعيشون، غالبا، فترة أطول من غيرهم، ربما بسبب انخفاض التوتر في حياتهم، وبقائهم نشطاء عقليًا، من خلال التعلم أو ممارسة الهوايات، وكل ذلك يقلل من التدهور المعرفي.

كما للقياسات الحيوية المتقدمة دور في تحديد العمر، كاختبار الحمض النووي، التي تؤدي غالبا لتحديد العلامات المرتبطة بالشيخوخة أو الاستعداد الوراثي للأمراض. وتوجد على الإنترنت مواقع منها: https://apps.bluezones.com/en/vitality/background

يمكن عن طريق الإجابة، بأمانة تامة، عما تتضمنه من أسئلة، الوصول لتقدير إرشادي عن متوسط العمر المتوقع، وما يمكن عمله لإضافة بضع سنوات للعمر المتوقع.

أحمد الصراف