ضاري الشريدة
إنّ بطولة كأس الخليج منذ تأسيسها، لم تأتِ فقط لخلق منافسة رياضية شريفة فحسب، بل جاءت لتقريب أبناء الخليج من بعضهم البعض، عبر منافسات المباريات، والتقاء الوفود الرياضية والإعلامية والرسمية.
واليوم نقطف ثمارها الجميلة مع كل بطولة خليجية بل وننتظرها بفارغ الصبر. وها نحن اليوم في الكويت، نشاهد كم المحبة والأُلفة والتقارب بين أبناء الخليج من بوابة الرياضة، في هذا العالم الصاخب وفي ظل منطقة محيطة ملتهبة سياسياً، فما أحوجنا للتقارب والوحدة أكثر فأكثر، تحت مظلة رؤى استثنائية لحكام وقيادات الخليج السابقين، رحمهم الله، والحاليين أطال الله في أعمارهم جميعاً.
بطولة كأس الخليج تبلورت ونشأت قبل قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأكثر من عشر سنوات.
وحسب ما قرأت بأن الفكرة انطلقت من مائدة عشاء جمعت سمو الأمير خالد الفيصل آل سعود، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، مع العديد من الشخصيات الرياضية الخليجية، وقد لاقت الفكرة قبول واستحسان الجميع.
ومن ثم انطلقت البطولة رسمياً في عام 1970 من الجميلة البحرين، واستمرت هذه البطولة الرائعة والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير كرة القدم الخليجية، التي فرضت نفسها في المنافسات الإقليمية والقارية، بل ووصلنا إلى حد تنظيم أكبر بطولة عالمية المتمثلة بكأس العالم 2022 التي استضافتها العزيزة قطر.
الأجواء التي نعيشها اليوم في الكويت هي أجواء استثنائية بلا شك، ولا أبالغ حين أقول إن الكويت عاد إليها بريقها الذي افتقدناه منذ زمن، بعيداً عن حدة المنافسة في الملاعب.
الجميع يشعر بالسعادة والود الكبير بين كل شعوب الخليج، وهذه برأيي الثمرة الحقيقية، وهو جوهر ومضمون بطولة كأس الخليج.
دول الخليج العربية تربطها صلات أكبر وأعمق من الرياضة، فهناك التاريخ المشترك والتقارب الثقافي الكبير، ووحدة الأصول، والنسب والمصاهرة وروابط الدم، إلا أن الرياضة جاءت لتتوج هذه المحبة وهذا التقارب الكبير، والفوز الحقيقي هو للجميع بلا استثناء، فوزنا في هذا الكم من الود وهذه المشاعر الصادقة التي جلبتموها معكم في زيارتكم للكويت يا أهل الخليج، كقيادات وكرياضيين وكإعلاميين وكجماهير، الكويت مزدانة بوجودكم، فأنتم جميعا «ملح» البطولة، وأحد أسباب نجاحها وظهورها بهذا الشكل الرائع.
كل القائمين على تنظيم «خليجي 26» أياً كان موقعهم، أقول لكم شكراً من القلب، جهودكم واضحة وكبيرة ومقدرة. ولأهلنا أهل الخليج أقول نوّرتوا الكويت، فجمال التنظيم ووجودكم بيننا اليوم أعاد للكويت بريقها السابق، وستبقى بلادي عروس الخليج بحِكمة قادتها، وبوجودكم دائماً إلى جانبنا.
وخزة القلم:
أصوات نشاز خلال هذه الأيام تتعمد الإساءة أو الانتقاد، أو إثارة نعرات معينة لإفساد حالة الفرح، إلا أن الإيجابية هذه المرّة صوتها أكثر صخباً وارتفاعاً!
X: @dalshereda
التعليقات