خالد بن حمد المالك

كل دول العالم تنتظر بعد أسبوعين تسلّم الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب لسلطاته رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، بين حذر منه، ومتفائل معه، وخائف على ما سيفعله.

* *

وكل الآراء تتفق على أنه رئيس مختلف عن المنتهية فترته، في المغامرات، والصرامة، والأجندة المختلفة، بما يجعل الموقف منه متبايناً والرأي فيه مختلفاً بين الدول.

* *

لقد سبق انتقال سكنه في البيت الأبيض، أن اختار فريق الحكم الذي سوف يعاونه من أشخاص مختلفين أيضاً عن أولئك الذين كانوا مع الرئيس بايدن، وهم بحسب سيرهم يتناغمون مع سياسة الرئيس ترامب.

* *

وإذا كان الرئيس بايدن يعمل كل شيء منسجماً في ذلك مع السياسة الأمريكية المألوفة، مع الإقلال من كشف أوراقه، فإن الرئيس ترامب يعلن على المكشوف ما يراه ويقتنع به، دون دبلوماسية يغلّف بها كلامه، أو حذر من ردود فعل غاضبة عليه وعلى أمريكا.

* *

الرئيس بايدن يمارس سياسة واضحة وثابتة، وفي المقابل، فإن الرئيس ترامب يقدِّم نفسه كزعيم شعبوي، حتى مع وجود التناقضات في مواقفه، معتمداً على ثقة لا حدود لها بنفسه ودولته، دون أن يحسب حساباً لما قد يلحق بسياسته الضرر به وبأمريكا.

* *

لهذا جاءت المحاولات لقتل ترامب، ومثل ذلك فقد استباح الكارهون لسياسة أمريكا، حتى من أبناء جلدتها، بأعمال قتل متعددة، وكان آخرها ثلاثة أعمال قتل في ثلاث مدن الأسبوع الماضي راح ضحيتها أبرياء، مع أنه لا مسؤولية لهم في سياسة أمريكا.

* *

الرئيس الأمريكي ترامب يهدِّد ويتوعَّد بأن ساعة الصفر ستكون في يوم 20-1-2025م لمواجهة كل من يرفض المطالب الأمريكية، أو يعارض سياساتها، وبينها تسليم الرهائن لدى حماس، وسلوك قناة بنما، وربما التعامل غير المعتاد مع إيران والحوثيين.

* *

وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الأقوى عسكرياً على مستوى العالم، فعليها أن تتذكَّر بأن هناك قوة عسكرية تضاهيها أو تكاد هي الصين، فلا يجب على ترامب أن يلعب بالنار ما جعل الصين وحلفاءها خارج المعادلات والحسابات الترامبية.

* *

ومجمل القول: على أمريكا أن تعيد النظر في سياساتها، وعلى ترامب أن يتوقف عن دعم إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وأراضيه التي تحتلها إسرائيل، وذلك بأن يقوم بدعم خيار الدولتين، وإلزام إسرائيل بالقبول بها.

* *

نتمنى على الرئيس الأمريكي ترامب الذي يفكر بضم كندا إلى الولايات المتحدة، وبسط سيطرته على قناة بنما، ويعترف بالضفة الغربية بوصفها جزءاً من إسرائيل، وغيرها كثير من الأفكار التي يؤمن بها، بأن ذلك لا يحقق السلام والاستقرار لأمريكا وللعالم.

* *

لقد مضى وانقضى عام 2024م وكان من أسوأ السنوات في حجم الجرائم والقتال والحروب والقتلى والتدمير والخلافات بين الدول، فحذار أن يكون عام 2025م في عهد قيادة ترامب لأمريكا مماثلاً أو أسوأ من العام السابق، وحذار من الغرور في قوة أمريكا وقدرتها على فرض الهيمنة، أو تغيير واقع العالم اعتماداً على قوتها، وحماس الرئيس القديم الجديد ترامب.