«العلا» هي واحدة من عجائب العالم العربي القديم، وتضم الحجر أول موقع في المملكة يتم إدراجه في قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، كما تضم «مدائن صالح» التي تعد ثاني أكبر مدينة جنوبي مملكة الأنباط، وتأتي في الدرجة الثانية بعد «البتراء» بالأردن. تتميز محافظة العلا بمناظر طبيعية خلابة وتضاريس فريدة، بالإضافة إلى مواقع أثرية بارزة مثل المواقع اللحيانية والنبطية التاريخية التي تعود للألفية الأولى قبل الميلاد، هذه الخارطة الجمالية، صنعت من أجلها الهيئة الملكية لمحافظة العلا مبادرات استراتيجية، لصياغة «مستقبل العلا» من خلال مخططات رئيسية شاملة للتنمية المستقبلية، تشكل نمو العلا المستدام، إضافة إلى إطلاق برامج تعليمية نوعية تمكّن المواهب المحلية في مدارس التعليم العم بالعلا، وفي ذات الوقت تنفيذ ممارسات مستدامة لحماية البيئة للأجيال القادمة، كل هذه التفاصيل الحضارية تتم عبر رحلة عبر الزمن لاستضافة كأس العالم لكرة القرم 2034م، فهناك «منتجعات سياحية» تتناغم مع الثقافة العصرية في العالم، لكنها بوحي سعودي مختلف النغمة والأسلوب واللون، لذا تجد، أن تصاميم تلك المشاريع تتقاطع في الاندماج بسلاسة مع المناظر الطبيعية المحيطة بها، مع اعتماد ثقافة تقليل التأثير البيئي للمنتجات والبرامج السياحية القادمة ولتبقى «العلا» بصمة سعودية بمواصفات عالمية، نجد أن المخططات الرئيسية للمحافظة، التي وضعتها وأشرفت على تنفيذها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، هي أطر عمل شاملة تهدف إلى تحويل «العلا» إلى وجهة عالمية للتراث والثقافة والطبيعة. كما تهدف تلك الخطط إلى تطوير البنية التحتية للمحافظة بشكل مستدام، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحسين جودة الحياة، مع الحفاظ نشر ثقافة المحافظة على تلك المواقع الأثرية القديمة ومناظرها الطبيعية، ويتم ذلك من خلال فريق أبحاث الآثار والتراث الثقافي المختص في إعداد وصياغة برنامج استراتيجي لتسليط الضوء على التراث الثقافي المتنوع في كل من العلا وخيبر وتيماء، عبر إجراء الدراسات العلمية على البقايا الأثرية الغنية وغيرها من مصادر التراث الثقافي، وتشمل المشاريع أعمال المسح والتنقيب الأثري باستخدام منهجيات متعددة التخصصات وتقنيات حديثة إلى جانب دراسات متقدمة في التراث الثقافي على مختلف فترات الاستيطان البشري في المناطق الواقعة ضمن نطاق الهيئة العلا, واحة خيبر ومنطقة البراكين وواحة تيماء وفي ذات الوقت تركز مبادرات الهيئة في مجال التعليم وحماية التراث الثقافي على تعزيز التعلم وتنمية المهارات للمجتمع الطلابي في مدارس التعليم العام لحماية تراث العلا الثري من خلال مشروعات الترميم والفعاليات الثقافية والترويج للفنون والحِرف التقليدية. كما تعمل الهيئة على حماية الأنظمة البيئية، وتعزيز التنوع البيولوجي، والحفاظ على الموارد، وتقليل الانبعاثات في العلا من خلال مبادرات متنوعة مثل إنشاء المناطق المحمية، وإعادة الأجناس إلى الحياة البرية، واستعادة المراعي، وإدارة المياه / النفايات، واعتماد البناء والنقل الصديقين للبيئة، وبعد هذا كله، أصبحت «العلا» مكاناً للتراث البشري والطبيعي الاستثنائي، على مستوى العالم. السؤال الحلم لماذا اختار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محافظة العلا مقراً لإقامة مخيمه الشتوي، الذي تميز بألوانه وتصميماته الفريدة المستوحاة من الثقافة والطبيعة السعودية؟ إنها رسالة واضحة وصريحة للعالم ليتحول بذلك مخيم العُلا الشتوي إلى علامة فارقة في الطريق إلى دفء العلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة وعبق التاريخ السعودي والاعتزاز بالهوية الوطنية، وفعلاً أصبح مخيم ولي العهد «أيقونة» عالمية في مجال السياسة والدبلوماسية السعودية، لذا اعتاد سموه على استقبال كبار الشخصيات السياسية وضيوف المملكة في هذا المخيم خلال فصل الشتاء، على الطريقة السعودية.
التعليقات