هل المطلوب من مصر أن تُطلق حرباً شاملة ضد إسرائيل؟ وإذا فعلت، فمن سيقف معها؟ وأين حلفاؤها؟ وهل سيظهر مَن يتهم الحكم في مصر حينها بالتهوّر ويحمله مسؤولية تدمير مقدّرات البلاد؟ وهل سيقف أعضاء تنظيم "الإخوان"، الذين يطالبون اليوم بهذه الحرب، إلى جانب الجيش المصري، أم سيتحولون، كالعادة، إلى خنجر في ظهر الدولة؟ علماً أن هؤلاء لا يحركهم حرص على الفلسطينيين، بل رغبة دفينة في تصفية حساب مع الحكم المصري، حتى لو كان الثمن استمرار المأساة في غزة. ولو دخلت مصر الحرب اليوم، لسمعناهم غداً يصرخون: لماذا ورّطتم البلاد؟ ولماذا استنزفتم الاقتصاد؟ ولماذا تخليتم عن العقل؟ مواقفهم لا تُبنى على مبادئ، بل على خصومة تاريخية مع الجيش المصري، الذي كبَح جماحهم لعقود، وعندما وصلوا إلى الحكم وحاولوا "أخونة" الدولة، انحاز إلى الشعب وأطاحهم.يريدون من مصر أن تخوض معركة انتحارية، بينما حلفاؤهم يكتفون بالصمت المريب، يقطعونه بخطابات تحريضية موجهة إلى الشعوب الأخرى لا إلى أنفسهم. أين تلك الجيوش التي روّجوا لها ...