في إطار التوجهات الرامية إلى الارتقاء بجودة المشهد الحضري والحد من مظاهر التشوه البصري، أطلقت الجمعية السعودية للذوق العام وأمانة المنطقة الشرقية مبادرة مشتركة تحت عنوان "صلّحها أو ودّعها"، حيث تهدف هذه المبادرة بشكل أساسي إلى تحسين المظهر العام للمدن ورفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة أثر المركبات التالفة والمهملة على الأحياء السكنية.
تسعى المبادرة إلى تعزيز مفهوم جودة الحياة في المدن من خلال استهداف ملاك المركبات المتروكة لفترات طويلة نتيجة الأعطال أو الحوادث، إذ تحفّزهم على اتخاذ أحد خيارين: إما إصلاح مركباتهم والعناية بها، أو تصحيح أوضاعها وفق الإجراءات النظامية المتبعة لإسقاطها من السجلات الرسمية.
لا تقف المبادرة عند الجانب الإجرائي فقط، بل تؤكد على أهمية الدور التشاركي لسكان الأحياء بوصفهم عناصر فاعلة في جهود تحسين المشهد البصري. ولتحقيق أهدافها، تم اعتماد مجموعة من الأساليب والأنشطة، أبرزها: الرصد الميداني الشامل من خلال مسح الأحياء السكنية المستهدفة لتحديد مواقع المركبات المهملة.. التوعية والإرشاد عبر نشر محتويات توعوية مكثفة على منصات التواصل الاجتماعي، واستخدام اللوحات والشاشات الطرقية الكبرى لضمان وصول الرسالة إلى مختلف فئات المجتمع.. تسهيل الإجراءات من خلال توفير ملصقات إرشادية للمالكين تتضمن معلومات نظامية ومعرفية دقيقة حول آلية إسقاط المركبة، بما يشجعهم على اتخاذ الخطوة المناسبة.
يعكس التعاون بين الجمعية والأمانة قناعة راسخة أن الذوق العام يبدأ من التفاصيل الصغيرة التي تحيط بالإنسان وتشكل البيئة البصرية التي يعيش فيها. كما من المخطط التوسع تدريجياً في تطبيق المبادرة على نطاق أوسع من الأحياء خلال المراحل المقبلة، بما يعزز من جمالية المدن السعودية ويرتقي بالنسيج المجتمعي والحضري.
إن مبادرة "صلّحها أو ودّعها" ليست مجرد حملة تنظيمية، بل هي خطوة نحو بناء ثقافة حضرية مستدامة تعكس وعي المجتمع وحرصه على بيئته. ومع استمرار الجهود المشتركة بين الجهات المعنية والمواطنين، يمكن للمدن السعودية أن تحقق نقلة نوعية في جودة المشهد البصري، وترسخ قيم الذوق العام بما يليق بمستقبلها الحضري المتجدد.















التعليقات