حاشا لله، إنها ليست شماتة، بل هي تنفّس جماعي.. عيون كانت ترى فساداً، وآذان كانت تسمع نفاقاً يحميها.. ونفوس أُنهِكت، وهي ترى من لا يملك.. يعيش ملكاً، وفاسداً يتربّع على منصب لا يستحقه.. يأخذ مكان نزيه هُمّش.. لأنه فقط نزيه.
عندما تم التطاول على المال العام سنوات طويلة، لم يكن ذلك النهب من المال العام فحسب، بل من الثقة، والأمل، والشعور بالعدالة.
هل هذا كاف؟ لا بالتأكيد.. فالجهات المختصة تدرس وتفحص وتراجع، ولن تترك فساداً ولا فاسداً إلا وتتعقبه، فقد تكون هناك أسماء ينتظرها القصاص، بعد ان يأخذ القضاء طريقه إليها.
ما نحتاجه في الكويت حقيقة، ليس خطابات مُطمئِنة، بل نحتاج تطبيقاً حازماً على من أخطأ وسرق وارتشى وخان وزوّر.
حين يُستدعى من تدور حوله شُبهات، وظنّ يوماً أنه فوق القانون ولا أحد يجرؤ على سؤاله، وهو ما نراه اليوم حقيقة.
نحن في الكويت لا نفرح بسقوط أحد، ولكننا نفرح حين لا يكون الفساد آمناً.. لأنه ما أن يُنظَّف الوطن.. تستعيد لؤلؤة الخليج بريقها ولمعانها.
الشكر كل الشكر.. لكل مسؤول في الكويت فهم وعمل انطلاقاً من مبدأ أن المنصب ليس غنيمة، وأن السلطة ليست امتيازاً شخصياً.
أما المال العام، فإنه ليس مجالاً للتساهل أو غض النظر لأي سبب كان.
شكراً لمن أصدر قراراً نزيهاً جريئاً، لأنه اختار لحظة المواجهة بدل التأجيل، وشكراً لمن نفّذ القرار دون تردد أو انتقائية، ولمن ساهم في كشف، وتتبع، ومحاسبة كل من خان مسؤوليته، واستغل سلطته.
إن الكويت ليست مجرد دولة نفط، ولا مجرد مؤسسات وميزانيات.
أتمنى أن تستمر جهود التنظيف.. لتطول كل من لم تصله يد القانون، فالكويت دانة، والدانة لا يليق بها سوى بريقها.
إقبال الأحمد













التعليقات