بدون مقدمة بليغة للمقال، أدخل فى صلب الموضوع , يعيش المواطن الكردستاني في إقليم كردستان ـ العراق في دوامة البحث عن لقمة العيش نتيجة أوضاعهم المتردية جراء عدم دفع رواتب الموظفين وهو ما اثر بشكل كبير على الحياة العامة في الإقليم ...
وان المواطن الكردستاني المغلوب على امره يعيش اليوم في احلام الغد الموعود بها والتي رفعت كشعارات انتخابية من قبل ساسته الفائزين في حملاتهم الانتخابية، تلك الاحلام وتلك التطلعات قد يراها البعض صعبة المنال على الاقل في السنوات القريبة القادمة بسبب عمق الازمة المالية والديون المترتبة على الإقليم و إنتشار البطالة ولجوء الكفاءات إلى الهجرة و إنفلات الأسعار وعدم السيطرة عليها وذلك بإتباع سياسة اقتصاد السوق الحرة و عدم مراعاة المصلحة العامة ,واتباع سياسة خصخصة الخدمات وبيع القطاع العام للشركات الخاصة وتفشي الفساد , وافلاس البنوك في حين (إن أقبية منازل الكثير من الفاسدين تمتلئ بأكياس مكدسة من الدولارات ( حسب تصريح مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني السيد( ملا بختيار) ,اضافة الى الصراعات والتناحرات الحزبية الداخلية المعلنة وغير المعلنة بين الاحزاب الكردية التي انشغلت بخلافاتها ومصالحها الشخصية و تناست معها مشاكل واحتياجات ابناء البلد وابتعدت عن همومهم ومشاكلهم وطموحهم ....
ومن المفارقات العجيبة والأمور الغريبة انطلقت في اربيل يوم الثلاثاء المصادف 13 / 12/ 2016 أعمال مؤتمر "التسامح والتعايش" بمشاركة مسؤولين رسميين في إقليم كردستان وعلى رأسهم رئيس الحكومة السيد نيجيرفان بارزاني ونائبه السيد قوباد طالباني اضافة الى العشرات من المفكرين والمسؤولين والمعنيين.
في الوقت الذي تمنع حكومة اربيل رئيس البرلمان السيد يوسف محمد المتواجد في السليمانية من الدخول إلى اربيل ، كما منعت أربع وزراء من ممارسة عملهم في أربيل، وهؤلاء جميعا اعضاء في حركة التغيير, بينما تدعوا حركة التغيير بزعامة السيد ( نوشيروان مصطفى ) إلى إلغاء ما سمته تفرد الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقرار السياسي في الإقليم، معتبرة تمسك السيد مسعود البارزاني بالرئاسة تجاوزا للدستور والقوانين...
بالرغم من ان هناك محاولات عديدة لإعادة تفعيل برلمان الإقليم من خلال عقد تحالفات بين بعض الأحزاب ومنها اتفاق الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير مؤخرا الذي نص في احد بنوده على إعادة تفعيل البرلمان، مع تأييد بعض الكتل والنواب لهذا الاتفاق، اضافة إلى وجود وساطات دولية في هذا الاتجاه من اجل تصحيح الاوضاع السائدة في كردستان، الا ان الواقع الحالي يقول إن الامور تتعقد يومأ بعد يوم ولا بصيص ضوء في هذا النفق المظلم والخاسر الوحيد هو الشعب ....
ويرى المراقبون إن المشكلة الرئيسية اليوم تكمن في ان حكومة الإقليم او بالاحرى ( الفئة البلوتوقراطية ) والادارة البيروقراطية والمتطفلة عاجزة عن اسعاف الوضع الاقتصادي المتردي بعد ان تجاوزت مديونية الإقليم 22 مليار دولار،, وعليه دفعت هذه الاوضاع الصعبة حكومة الإقليم للتفاوض مع الحكومة المركزية لمواجهة الازمة الاقتصادية التي تعصف بالشعب بعد ان رفضت الحكومة المركزية في بغداد دفع 17% من عائدات النفط لإقليم كردستان وكذلك تقليص بغداد حصة الإقليم من الميزانية، بعد أن شيّد الإقليم خط أنابيب يصل إلى تركيا، سعياً لتحقيق الاستقلال الاقتصادي , الا ان المشاكل بين حكومتي اربيل وبغداد لازالت قائمة وترتفع حدتها بين حين واخر كما حدث مؤخرا عندما رد المكتب الإعلامي لرئيس وزراء العراقي السيد حيدر العبادي على تصريحات السيد مسعود البارزاني حول عدم نية الأخير الانسحاب من المناطق التي تم السيطرة عليها في معركة الموصل، وأشار البيان إلى أن "الاتفاق يتضمن بندا صريحا بانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة بعد السيطرة على الموصل إلى أماكنها السابقة التي كانت تمسكها قبل انطلاق عمليات التحرير وهذا الامر تم تطبيقه في عدد من المناطق".
نحن في الإقليم اليوم احوج إلى الوحدة والتماسك والتسامح والتعايش للقضاء معا على الازمات المستفحلة وتطبيق القانون والقضاء على كل مخلفات الازمات التي تعصف بالإقليم وعليه يحق لنا ان نتساءل :
ماهو ذنب المواطن الكردستاني في صراع كسر العظم بين اربيل وبغداد ؟ الى متى يدفع المواطن الكردستاني البسيط ثمن اخطاء الاحزاب المتصارعة على السلطة ؟ ماقيمة انعقاد مؤتمر (التعايش والتسامح )في ظل استفحال الازمات والغاء الاخر وتعطيل البرلمان والتشرذم , بدل الوحدة والتواصل الضامن للاستقراروالتماسك للقضاء على الازمات المستفحلة التي تطحن الشعب طحن الرحي .....؟ّ!
اخيرا اختتم مقالتي بمقولة شهيرة انتسبت الى (ماري انطوانيت)ملكة فرنسا آنذاك وزوجة الملك لويس السادس عشر ذكرها الفيلسوف الفرنسي الشهير جان جاك روسو في كتابه ( اعترافات ) , كتب روسو يقول , عندما قالوا( لانطوانيت أنّ الشّعب يتضوّر جوعاً و لا يجد خبزاً يأكله.. ردت ( انطوانيت ) ساخرا وقالت( اذا لم يجدوا خبزا فليأكلواالكعك ) ...؟!
ولكن نست( انطوانيت) بان الجوع كافر لايعرف الحكمة .... وان الخبز هو مصدر الثورات .... !!
نعم ...ان الشعب الكردي جائع وغاضب , وعندمل يجوع ويغضب الشعب يحدث المستحيل , فهل يمكن عندها لوم الجياع الذين ثارواعلى الجوع ؟ هل يمكن لوم الرياح التغيير عنما تجري عكس ما تشتهي الفئة البلوتوقراطية في الإقليم ؟
اترك الجواب لكل من يهمه الامر .
ــــــــــــــ
* The Power of Plutocracy ( البلوتوقراطية ـ حكومة الاغنياء وطبقه الاثرياء )
التعليقات