&
تشكيل لجنة للتحقيق يعني موت القضية ودفنها في الغرف المظلمة:
في ليلة 21 /22 تموزـ 2008، اي قبل (8 ) اعوام بالضبط اُغتيل الزميل الصحفي (سوران مامه حمه ) العضو العامل في نقابة صحفيي كردستان ومسؤول مكتب مجلة ( لفين )* في كركوك أمام منزله في محلة (شورجة) في مدينة كركوك من قبل مسلحين مجهولين.&
وقد أصدر مجلس نقابة صحفيي كردستان بيانا أدان فيه بشدة هذا العمل اللاإنساني والمنافي للحرية، ودعا السلطات الإدارية في مدينة كركوك للإسراع في التحقيق بالحادث وإحالة المجرمين المنفذين الى الأجهزة القضائية لينالوا جزاءهم العادل.&
جدير بالذكر أن الصحفي الشهيد ( سوران مامه حه مه )ابلغ قبل اغتياله وبشكل رسمي نقابة صحفيي كردستان بأنه قد تم تهديده بتاريخ (15-5-2008) عن طريق الهاتف الجوال، وقد نشرت لجنة الدفاع عن حرية الصحافة وحق الصحفيين في تقريرها نصف السنوي هذا الأمر.
&كان الشهيد (سوران مامه حه مه ) مراسلأ نشطأ للمجلة المذكورة ومتخصصا في اعداد التحقيقات السياسية و الاجتماعية وخلال عمله كشف فساد بعض كبار المسؤولين الحكوميين والحزبيين في كركوك وعليه اغتالوه بعد ان فشلوا في شراء سكوته...!!
وفي معرض ذكر عدد من القضايا التي قامت الجهات المعنية في إقليم كردستان بتشكيل لجان تحقيق فيها، ولم تعلن عن نتائجه، نستذكر تشكيل لجنة للتحقيق في قضية (اختفاء) المتهم الطيار ( طارق رمضان بكر )، الذي شارك في قصف مدينة (حلبجة ) بالاسلحة الكيمياوية، في مديرية الامن ( الاسايش ) في السليمانية والنتيجة (صفر ), وكذالك تشكيل لجنة للتحقيق في اغتيال الشهيد الصحفي ( سردشت عثمان )(1) والنتيجه (لاشيء).
&تشكيل لجنة للتحقيق في حادث اغتيال الزميل والصديق الصحفي (كاوه كرمياني) والنتيجه ايضأ (لاشيء ), تشكيل لجنة للتحقيق في قضايا اصحاب ملفات التجسس من الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان للاستخبارات البعثية البائدة و أساؤوا الى شعبهم واستغلوا مواقعهم الحزبية والحكومية للتجسس لصالح عدو الشعب الكردي و تحقيقا لمنافعهم الخاصة والنتيجة ( لا شيء)، تشكيل لجنة غير حكومية لإعادة الأموال (المسربة) من كردستان بطرق (غير شرعية) والنتيجة ( لاشيء), تشكيل لجنة لحصر الأضرار المادية التي لحقت بفنادق ومراكز تدليك و20 مخزناً ومحلاً لبيع الخمور التي كانت تعود ملكيتها لأبناء الطائفة الايزيدية والمسيحية في قضاء زاخو وناحية سميل التابعين لمحافظة دهوك والنتيجة ( صفر )، تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة كميات النفط المصدرمن كركوك والنتيجة ( صفر )، تشكيل لجنة لمكافحة جرائم غسل العار والتي اصبحت ظاهرة مخيفة في الاقليم والنتيجة ( صفر )، تشكيل لجنة تحقيقية مستقلة للكشف عن ملابسات اغتيال الطالب الجامعي المغدور ( برزان رشيد ) لاستخدامه الاضائة العالية( الفول لايت ) من قبل النقيب الهارب ( جمال جبار خیلانی) والنتيجة ايضأ ( لا شيء)، تشكيل لجنة مؤلفة من وزير البيشمركة، والداخلية، والثروات الطبيعية، والامن العامة للتحقيق في قضية تجارة النفط ومشتقاته مع تنظيم داعش والنيجة ( صفر ).
تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول احداث( 17شباط 2011 )(2 ) والنتيجة (صفر)؟ وكذالك تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن القصف (الإيراني التركي) المستمر للقرى والمناطق الحدودية و النتيجة ( صفر ).
وبعد سقوط مدينة شنكال تم الاعلان عن تشكيل لجنة من قبل السيد مسعود البارزاني لمحاسبة المقصرين وخاصة بعد انسحاب قوات البيشمركة والشرطة التي كانت تحمي ( شنكال ) ومنها القوات (سبيلك، هلكرد، دهوك، و قسم من قوات زيرفاني) بدون قتال وتركوا اهالي المدينة صيداً سهلاً لتنظيم الجرذان الداعشي الارهابي وعليه حصل ما حصل وحلّ ما حلّ والنتيجة (صفر)..
ومن الجدير بالذكر أن داعش هاجمت شنكال في البداية بعدد قليل من المسلحين، إلا أن انسحاب بعض الوحدات العسكرية التابعة للبيشمركة دون أية مقاومة تذكر، فتح المجال أمام تنظيم داعش للهجوم بقوة أكبر و السيطرة على مدينة( شنكال )والقرى التابعة لها بهدف قتلهم وابادتهم جماعياً، وسبي نسائهم وبيعهم في سوق النخاسة.
ولهذه الاسباب ولاسباب كثيرة اخرى نشأ جو من انعدام الثقة بين المواطن الكردستاني والجهات المعنية والحكومية في الإقليم، فهي لم تقدم لهم شيء، ولم تساعدهم في الكشف عن ملابسات الحوادث والقضايا المتنوعة والمختلفة، اضافة الى انها تقوم بتضييع الوقت والجهد والمال ولفلفة وإماتة القضية ونسيانها دون الوصول إلى نتيجة إيجابية او كشف خفاياها وزواياها المظلمة بالرغم من أن هذه القضايا قد صاحبها صخب إعلامي، ومتابعة واهتمام شعبي كبير، إلا أن نتائجها ما زالت رهينة الغرف المغلقة؟&
ويرى البعض أن التمادي بتشكيل لجان لحل الأزمات في اقليم كردستان صار أشبه بمهدئ ٍ يقدمه المسؤول لامتصاص غضب نقمة الشعب، بالاضافة الى إهدار للمال العام وتعطيل لحل أغلب القضايا، ومحاولة لخداع واستغفال المواطن الكردستاني والرأي العام المحلي والدولي.
و يرى المراقبون في الإقليم، أن اغلبَ اللجان التي شُكلت للتحقيق في قضايا فساد او اغتيالات وغيرها لم تعلن نتائجُ عملها، وهذا دليل واضح على فشل اداء تلك اللجان بشكل عام.
&
أخيرا:ً كلما حدثت حادثة تمس الأمن والأمان ودماء الناس وإهدار مقدرات الإقليم، سارعت الحكومة الى تشكيل لجنة لتلافي ردود الفعل الشعبية والجماهيرية تجاه الاحداث الصادمة, ولكن النتيجة النهائية لعمل اللجنة هي (صفر )، وعليه سوف تستمر الحوادث والاغتيالات وتستمر مسرحية تشكيل اللجان والنتيجة ثابته ولا تتغير ابدأ.
&
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&
* (لفين) مجلة أهلية محلية ناطقة باللغة الكردية تصدر في مدينة السليمانية في إقليم كردستان، تتعرض المجلة بَينَ فَينَةٍ وأُخرَى لمضايقات عدة، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعتقلت قوات الأمن في مدينة السليمانية في نيسان عام 2007 رئيس تحرير المجلة الصحفي (أحمد ميرة )،على أثر نشر المجلة لمقال حول تداعيات الوعكة الصحية التي تعرض لها رئيس الجمهورية جلال الطالباني، كما صادرت الاجهزة الامنية الكردية( اسايش ) نسخ العدد 94 من مجلة (لفين) من مكتبات مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك واحرقت كميات منها....كما رفعت مرات عديدة دعوة قضائية بإغلاق هذه المجلة بتهمة التشهير بالحزبين الرئيسيين ( الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ) في الإقليم.&
&
1 اعلنت لجنة التحقيق التي شكلها السيد مسعود البارزاني للتحقيق في قضية اختطاف واغتيال الصحفي (سردشت عثمان)،اعلنت بان (عثمان ) تمت تصفيته من قبل جماعة (انصار الاسلام الارهابية ).....؟!&
الا ان عائلة الصحفي الشهيد رفضت ونددت بنتائج التحقيق المعلنة حول مقتل ابنهم، حيث اكد شقيق الشهيد السيد (بكر عثمان) بانه يرفض نتائج التحقيق جملة وتفصيلا واعرب عن استيائه وسخطه وغضبه حيال اتهام شقيقه المغدور بالتعاون مع (جماعة انصار الاسلام الا رهابية، واضاف السيد (عثمان ) بان هذه الدعاية التي لا اساس لها آلمتنا كثيرا، ودعى جميع الذين يدافعون عن حقوق الانسان الى تقديم الدعم لهم امام هذا التهجم العلني، واكد (عثمان ) ان شقيقه الشهيد كان صاحب توجهات (علمانية) بعيدة عن التطرف والارهاب وان من عرف الشهيد عن كثب او قرأ كتاباته يتبين له انه كان شخصأ علمانيأ لم يكن ملتزما قيد شعرة بالافكار الارهابية المتطرفة، فهذه التهمة لا اساس لها وبعيدة عن الحقيقة...!! وعليه طالب شقيق الشهيد بتشيكل( لجنة مستقلة تضم ممثلين عن المنظمات الدولية والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني للتحقيق في قضية اغتيال شقيقه الصحفي....).
&
2 اسماء شهداء الاحتجاجات والتظاهرات الكردستانية الشبابية التي انطلقت في 17 شباط 2011: ( 1 الشهيد ريزوان حاجي علي أحمد، 2ـ الشهيد سوركيو زاهير محمود, 3ـ الشهيد الطفل كَرميان أحمد صابر، 4 الشهيد بلال كلاري، 5 الشهيد شيرزاد، 6 الشهيد هردي، 7 الشهيد اوميد، 8 الشهيد محمد رشيد، 9 الشهيد سركار حمه).
التعليقات