&

* كردستان ارض الكرد التاريخية فى منطقة الشرق الاوسط منذ قدم الزمان و التاريخ،كردستان الكبير الواقع فى وسط المنطقة الحيوية التاريخية منبع الحضارات الانسانية من السومريين و الاكدييين و البابليين و الاشوريين و الميديين و الفرس و الترك و العرب..منذ القدم عاشوا الكرد مع شعوب المنطقة منذ بدايات تاريخ البشرية على اراضيه وشاركوا شعوب المنطقة فى السلم و التقدم و بناء الحضارات المتعاقبة بالاضافة الى مشاركتهم الدفاع عن ارضهم ومصالحهم المشتركة من خلال الحروب التي دارت فى المنطقة،ومن صدف التاريخ ان جميع شعوب المنطقة وفى مراحل مختلفة من التاريخ اصبحوا اصحاب دول مستقلة على اراضيهم و بين شعوبهم واصبحوا اصحاب سلطة وحكومات وكيانات قومية مستقلة، فقط الكرد لم يتمكنوا من تاسيس دولتهم المستقلة على اراضهم بجانب الشعوب المنطقة.وهذا الامر ليس بالصدفة و بدون سبب، بل هناك اسباب كثيرة ومتشعبة و معقدة للغاية وهي التي عرقلت مسيرة الكرد و تقدمهم و اتحادهم فى دولة واحدة مستقلة، وهي اسباب ذاتية و موضوعية، اسباب ذاتية من الكرد انفسهم وهم العامل الرئيسى فى تاخير و عرقلة مسيرتهم الثورية نحوبناء دولتهم القومية بسبب دسائس الاعداء و تدخلهم فى شؤونهم الداخلية و بسبب الجهل و هناك سبب جغرافي هو ان ارض كردستان الوعرة و المتشعبة و المتابعدة عن بعضها البعض و بعدهم عن المدن و الحضارات و بسبب عدم وجود طرق المواصلات ووسائل الاتصالات المتقدمة و عدم وجود الروح القومية و الوطنية بسبب ضيق الفكر و الرؤيا الصحيحة للمصالح العليا للقومية الكردية وايضا بسبب جشع بعض رؤساء القبائل و العشائر للجاه و السلطة و المال و كل هذه الاسباب ادت الى اتقاد نار و شرارة الحقد و البغض فيما بينهم و سببت فى اشعال الصراعات و التناحرات والاقتتال الداخلى فيما بينهم. ومن اسباب الخارجة عن سلطة الكرد انفسهم و الموضعية هو تدخل الاعداء و المستعمرين لكردستان فى شؤونهم و استخدامهم لمصالحهم الاستعمارية التي سببت تقسيم كردستان على دولتين الكبيريتن فى المنطقة ((الفرس و الروم )) ((العثمانيين)) من قبل و تقسيم كردستان الكبيرة على اربعة دول فى المنطقة منذ عام 1916 اتفاقية
&
سايكس بيكو المشؤومة و كون موقع كردستان فى وسط هذه الدول و المنطقة دائما اصبحت ساحة مفتوحة للصراعات و الاقتتال و الحروب بين هذه الدول و الشعوب، ومن جانب اخر بسبب وجود كميات كبيرة من مصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و اراض صالحة للزاراعة و مياه عذبة وفيرة جعلت من كردستان مرة اخرى لقمة سائغة للمحتلين و تلهث انفاسهم للسيطرة عليها.
&
* كل هذه الاسباب ادت الى عرقلة و تكوين الروح القومية القوية بين الكرد افرادا و جماعات وكما معروف ان انعدام روح القومية و حب الوطن و التعصب القومى و روح التضحية من اجل الاستقلال وايضا بعدم وجود احزاب سياسية و قادة مخلصين ليقودوا النضال و الثورة و الانتفاضات الجماهيرية لان الشعوب لايستطيعون بانفسهم ان يبادروا بالثورة و الانتفاضات. مع العلم ان تاريخ الجديد للكرد مليء بثورات و انتفاضات جماهيرية من اجل حقوقهم المشروعة على مستوى كردستان الكبير من شمالها حتى جنوبها و من شرقها حتى غربها، ولكن بحكم موقعها الجيوسياسى و مصالح الدول العظمى لم يتمكنوا من بناء و تاسيس دولتهم المستقلة.
&
* ولكن في وقتنا الحالي و كشيء بديهى فى داخل اعماق كل فرد كردى بكل طوائفه وحتى قادتها السياسين و رجال الدين كلهم يحلومون ببناء دولتهم المستقلة الكبيرة على كافة اراضيهم التاريخية و يحلومون بدولة كردستان الكبيرة والمتحدة من اربعة اجزاء... ولكن الحلم ليس كافيا و لتحقيقه على ارض الواقع و جعله امرا واقعيا و ملموسا ليعيش افراده و المجموعات الكردية تحت كنفها و ضلها بامان و سلام و رفاهية و حياة كريمة. وهذا الحلم بالدولة المستقلة يراد له التكاتف القوي المخلص من جميع فئات الشعب الكردي فى كافة مناطق كردستان الكبيرة ونضال مشترك و روح تضحية قوية و فكر و مبادىء انسانية كردية مخلصة و رص الصفوف و الابتعاد عن التناحر و الاقتتال الداخلى والصراع على المناصب و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة كما يجب ان يكونوا يدا واحدة و قوة واحدة عظيمة و بندقية واحدة و فى اتجاه واحد الا وهو انشاء و بناء الدولة الكردية المستقلة. لان الحلم لايتحقق بالامانى و الطموحات و الاحلام السعيدة ولكن يراد لها الشجاعة و التضحية بالمال و الارواح والكرد معروفون بفدائهم و شجاعتهم و جسارتهم فى الحروب و القتال ضد اعدائهم و سر بقائهم كل هذه المدة التاريخية الطويلة رغم تجزئتهم و تقسيمهم على اربع دول فى المنطقة ( تركيا و ايران و العراق و سوريا ) هو شجاعتهم و مقاومتهم الشرعية على اراضيهم و من اجل حقوقهم. قليل من الشعوب الدنيا و المنطقة بمثل قوة الكرد من حيث المقاومة و الثورات و اراقة دماء و دموع و التضحية من اجل استقلالهم. ولكن خطط العدوانية لللاعداء الكرد فى المنطقة و من قبل الدول العظمى و مصالحهم المتشابكة عرقلوا مسيرة الكرد فى تحقيق حلمهم التاريخى نحو دولتهم المستقلة و هذه حقيقة سر عدم تمكن الكرد من تحقيق امانيهم و حلمهم.
&
يجب ان تتغير واقع المنطقة من حيث الجغرافيا و من حيث نوع انظمة الحكم فى المنطقة حتى يسهل عملية بناء الدولة الكردية المستقلة لان بدون التغير الجذرى فى المنطقة الحلم الكردى لم يتحقق ابدا على ارض الواقع. يجب ان يعاد اراضى كردية المغتصبة بسبب اتفاقية سايكس بيكو الى اصحابه الشرعية الا وهم الكرد من كل البلدان الموزعة عليها اراضى كردية من العراق و التركيا و ايران و سوريا.
&
* و من حسن الحظ الكرد فى هذه المرحلة الخطيرة و الانتقالية والحساسة ان مقاومة الكرد و نضالهم ضد الارهاب و الارهابيين اصبحوا نموذجا و مثلا عليا و رمزا خالدا للمرحلة و بسبب قوة سواعدهم و بطولاتهم و تضحياتهم الجمة اصبح الكرد قبلة للتعاون و المساعدات الدول العظمى و االكرد اليوم اصبحوا على طريق صحيح نحو اهدافهم و حلمهم التاريخى لبناء دولتهم المستقلة لانهم ليسوا بكرد الامس الان الكرد واعيين اكثر و اصبحوا لاعب ممتاز و ماهر فى اللعبة السياسية فى المنطقة و لهم دورهم و قوتهم على الارض و عندهم رؤيا واضحة للمستقبل و اصبحوا يتفهمون نيات الاعداء و خططهم ضد الكرد و كرد اليوم اصبحوا فى مستوى السياسى و الاقتصادى بحيث لا يستطيع ان يحذفهم من المعادلات السياسية و الاقتصادية فى المنطقة. اذا ماتدخل الدول المنطقة و العظمى مرة اخرى ليعرقلوا مسيرتهم الخالدة نحو حلمهم الخالد، ولكن الاعداء الكرد لم يتوقفوا مربوطين الايادى و مغمضين العيون لكى يتحقق الحلم الكردى على حساب تقسيم دولهم و شعوبهم و خيراتهم، هم الان فى السر و العلن يحاولون و يخططون لتفرقة شمل الكرد و اضعافه و يحالفون مابينهم ضد مصالح و امانى الشعب الكردى مثلما فعلوا فى الجزائر عام 1975 لكسر شوكة الثورة الكردية فى كردستان العراق مابين صدام حسين و الشاه الايرانى المقبورين، وهذه المرحلة خطيرة جدا بنسبة الكرد و نقطة دالة و متميزة و نقطة تقاطع فى تاريخ نضالاتهم بسبب تكوين جبهتين ضد البعض وعلى اراضى الكردية مابين سنة و الشيعة مابين التركياو سعودية و قطر من جانب و من جانب اخر ايران و عراق و سوريا..والكرد فى مابينهم يحرق بنارهم و عدوانيتهم. ولكن على الكرد ان لا ينحازوا الى اى جهة منهم و يكونوا اصحاب قرارهم السياسى الكردى و لم يدخلوا فى مخططاتهم العدوانية لانهم لايريدون للكرد الخير و النصر بل يردون احتلالهم و محو سلطتهم فى اقليم كردستان و تفرقتهم لمئة عام مقبلة، لانهم كلهم شيعة و سنة يرون فى الكرد العدو اللدود لهم و لمصالحهم، لذا يجب على الكرد ان يكونوا يقظين و مفتوحى العيون لادراك مخططاتهم العدوانية فى المنطقة و العالم.
&
* واخيرا ان دولة المستقلة الكردية اتية لامحالة رغم انف اعدائهم و الحلم الكردى يجب ان يتحقق لانهم اصحاب حق و مشروعية و لهم الحق مثل باقى الشعوب المنطقة فى بناء دولتهم المستقلة و العيش الهنىء و الكريم بالحرية و الاستقرار على اراضيهم و تحت علمهم ونشيدهم الوطنى و لكن اعلان الدولة الكردية يراد لهما الزمان و المكان المناسبين و ارضاء دول الجوار و العالم و تهيئة الظروف و المناخ المناسبين و البنية التحتية و الاقتصادية القوية و بناء مجتمع واعى و متحد و ليس بمناداة بشعارات حزبية زائفة. ان اعلان الدولة الكردية المستقلة لايحتاج الى استفتاء شعبى فى جزء صغير واحد من كردستان الكبير لان حلم الدولة الكردية و بنائها حق مشروع و فى اعماق كل فرد كردى لذا يجب على القادة و الاحزاب السياسية فى كردستان الكبير ان يتفقوا على كيفية و ماهية هذه الدولة القادمة بروح كردية مخلصة بعيدا عن مصالحهم الخاصة وهذا هو الطريق الوحيد و الصحيح لكى يتحقق حلمنا الكبير.و انشاءالله الحلم الكردى يتحقق و يكون امرا واقعي و حقيقي و يكون المستقبل الباهر والسعيد للشعوب المضطهدة مثل الكرد و باقى الاقليات الاخرى فى المنطقة، كما بشرنا الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة القصص(( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين)).
&
&
كاتب كردى من كردستان العراق
&