كل خيوط الحل السياسي في سورية هي الآن في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا هي الوحيدة القادرة على فرض الحل . لماذا ؟
الحل السياسي في سوريا بدأ فعليا في 24 نوفمبر 2015 وهو تاريخ اسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية ــ التركية .
بعد الحادثة تأزمت العلاقات بين روسيا وتركيا بدءا من تجميد العلاقات الدبلوماسة ثم تطورت الى مقاطعة اقتصادية فرضتها موسكو .
الضربة الموجعة والمباشرة لتركيا كانت في منع الروس لمواطنيها من السياحة اليها حيث يشكل السياح الروس عصب الحياة لقطاع السياحة التركي الذي وصل الى حافة الافلاس جراء المقاطعة .
روسيا منعت كل انواع الاستيراد من تركيا و تم فسخ كل العقودمع الشركات التركية وطرد ت العمال الاتراك و كل شركات البناء مما ادى الى انهيار شامل في كل المجالات الاقتصادية الآنفة الذكر في تركيا .
الجيش التركي دخل حالة السبات واصبح مجرد متفرج على الحدود السورية ــ التركية . الطائرات الحربية التركية لم تكنتتجرأ حتى من الاقتراب الى المناطق الحدودية بسبب الهيمنة الروسية على الاجواء السورية وخوفا من انتقام روسي .
الصحف التركية قالت حينها اننا كنا نناقش احيانا احتمالات التدخل العسكري البري في سوريا ولكن الآن لا يستطيع الجندي التركي مد رأسه عبر الحدود خوفا من الطائرات الروسية .
باختصار وصل الحال بتركيا الى انهيار اقتصادي شامل وشلل عسكري على طول الحدود السورية ــ التركية .
هذه الاوضاع الصعبة ادت الى زعزعة الثقة بالحزب الحاكم وزعيمه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واصبحوا يتعرضون الى الشماتة من قبل احزاب المعارضة .
اضطرت تركيا الى الاعتذار من روسيا بعد ان كانت ترفضه سابقا . رفع الروس كل العقوبات الآنفة الذكر وعادت العلاقات الى طبيعتها ولكن بشروط روسية وبعض بنودها لا تزال سرية .
تركيا اصبحت الآن رهينة الارادة السياسية الروسية في الشأن السوري وتنفذ جميع مطالب بوتين دونما تردد بعدما رأت الاهوال عند اغضاب الروس . الخلافات التركية مع امريكا والغرب دفعت تركيا الى المزيد من الخضوع للارادة الروسية .
المعارضة السورية المسلحة والسياسية في معظمها هي تحت السيطرة التركية كما هو معلوم
المعارضة السياسية تقيم في تركيا . كل الدعم اللوجيستي والمخابراتي والمادي الى المعارضة المسلحة السورية يمرعبر الحدود التركية بما فيها الدعم القادم من السعودية وقطر .
المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري لا تساوي شيئا دون المساندة التركية وهذا ما وجدناه في استانا .
وحسب المنطق البسيط فان المعارضة السورية بدورها خاضعة للارادة الروسية .
اذا استثنينا مناطق الادارة الذاتية في الشمال والشمال الشرقيالسوري والتي هي منطقة نفوذ امريكية فان كل الاراضي السورية وما عليها ، يعني النظام وايران وميليشياتها هي تحت سيطرة ورحمة القوة الروسية .
يعني ان النظام وايران ايضا باتت ترضخ للهيمنة الروسية بالكامل .
كل الطرق تؤدي الى موسكو ولكن.... لابد من المرور من واشنطنايضا .
روسيا تستطيع فرض اي حل تراه في سوريا بالقوة ولكن هذا الحل سيبقى مؤقتا دون التنسيق مع امريكا ودون توافق سوري من جميع المكونات .
هذه الهيمنة الروسية المفروضة على جميع القوى الفاعلة على الارض السورية يمكن الاستفادة منها للوصول الى حل شامل .
هذا يعني انشاء دولة جديدة كنت قد سميتها بالجمهورية الثانية بعد سنة من بداية الازمة السورية في 21 آذار 2012 للمزيد حول الجمهورية الثانية تشاهد على الرابط التالي:
ظرف تاريخي للسوريين لانشاء دولة ديمقراطية تعددية فيدرالية او لامركزية يكون فيها الانسان اغلى من تراب الوطن والمواطن اغلى من الوطن نفسه .
البديل هو تقسيم سوريا
28نوفمبر 2017-01-28
كاتب كردي
التعليقات