الأمن والاستقرار الديني يسودان الشارع السعودي بعد توقيف دعاة أثاروا الفتن على منابر بزي التقوى وفي إظهار عيوب الحكام العرب واتهامهم الملح بأنهم هم سبب الحروب العالم العربي وضعف عقيدتهم وتمسكهم بالدين، فقد سعت التحريض الضمني لإشعار المتبعين بحذافير والمنقادين على نهجهم أن التمرد والعصيان واجب مع أي قرار لا يصب في مصلحة جماعة يرجع إليها هؤلاء الأئمة المنخدعين بهم أعوام.
سجلهم كان سيئاً مما يحمل موقف البعض على نشأة وإقامة ثورات ومناصرة قضايا حقوقية من ضمنها قضية "حسم وحملة فكوا العاني " لولا نفخات ذاك الهوار عليها لم تأت هذه الأصوات التي كانت تعتقد أنها مظلومة والدولة هي الظالمة، فقد اجتث الغلو العدواني الذي فرق صفوف الناس وهدم معنى الاعتدال الديني والمناداة بالجهاد بدون اذن ولاة الأمر. أي جهاد مبني على القفز بالحواجز؟ أي جهاد باطل كمثل ملازمة عمل بدون تصريح ما أحلم الحكام على المحرضين الذين حرضوا الشباب على الجهاد وقتلوا وهؤلاء الدعاة يتمتعون بالحياة الدنيا بنين وتعدد الزوجات أظن أن شبابهم يتجدد وتلاميذهم هم الضحية أصبحوا رماد بعد تحليل الجهاد في سبيل السراب؟
لن نستطيع أن نصور الوقفات التي أنهلت علينا من المتشددين فقد كانت صولاتهم تجرم بالقانون طعنوا في الاعراض وهاجموا كل مفكر تنويري وينادي بالتسامح والتعايش مع كل الأديان، فكانت الصحوة مستعمرة المجتمع فقد تخصص كل خريج أجتهد في حلقات القرآن نعت نفسه داعية ونادى بالانسلاخ عن قرارات الحكومية، فكان يا مكان داعية سخر قلمه في إهانة صرح تعليمي للنساء وأتهم الدولة والوطن في تغريب المرأة وفي بداية افتتاح هذا الصرح سعى إلى التشكيك وخلق فتنة بين الناس حتى يشعرهم بتهويل أن المرأة مستهدفة وجني عليها من قبل الدولة. فهنا اتهام طال صبره حتى حسم. ومن جهة الإعلام استغل أيضا وجند مسوق ديني على جمع التبرعات لصالح الإرهاب في الوطن العربي، وجند كل داعية من أجل إيقاع الشعب وولاة الأمر في شكوك مستمرة في تصريحاتهم.. وللأسف الكثير أن هؤلاء الدعاة يحملون راية الإخوان ويناديون بالسلفية التي تقتل وتكفر باسم الاسلام وتخلق العداوة بين الأديان وتهدم التعايش بينا وبيننهم.
حليم هذا الوطن لآخر لحظة ترصد فيها خيانات مستمرة من نفس الفئة التي تصافح الأخوان فمع كامل احترامي لديني الإخوان ليست منا وهي أشد من الدولة الاسلامية المتفرعة حالياً منها والتي تلقب نفسها داعش وما أقبح فعل داعش إلا الإخوان والتي تسن سيوفها على المجتمع العربي وخاصة الدول المقاطعة ونحن نعلم أن هذه الجماعة انشق بعد وصول غليانها في الغلو في الدين فهي جماعة عريقة نعتت نفسها الإخوان وتلونت وتظهر مرة بوجه "تنظيم القاعدة" ثم " جماعة التي تنادي بالخلافة "داعش " فكلها أهدافها سياسية أبلغ من أن تكون الحفاظ على هوية الإسلام في زعزعة الأمن الفكري واستعمار أرض الحرمين والتمرد على الحكام، ونشأ أخيرا التنوير لمحاربة التطرف الفكري والديني المتصل بهذه الفئة التي عثت في الأوطان العربية وكان من أهدافها هي السيطرة على العالم حتى لو حل الدمار في كل أرض مع العبث في العقيدة والتحريف فمن مهامها أن تقف ضد هذا التنوير وتحاربه حتى تضعفه ويتحقق هدفها الخبيث في التحكم و السيطرة.
إن ما يقتل هذه التيارات المعتلة والمضطربة مناداة الأمة بـ التعايش والتصافح مع الدول الأجنبية المسالمة ورفع منابر القمم التي تحارب التطرف فالسعودية اليوم ترفع تشعل القمم كلها لبتر كل الأيادي التي تحارب من خلال خدع الناس بقناع الدين ذابت كل هذه المعتقدات وأصبح الناس على وعي تام وأن طاعة الله تأتي بعد طاعة ولاة الأمر انتهى حلبة المعارك الفكرية ولم يبق غير رماد دعاة الفتن رغم كل ما علملوه في حرث ارض الوطن إلا أنه لم يتبرى منهم.
كم هو حليم هذا الوطن.
كاتبة سعودية
التعليقات