وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، صباح الأحد، العاصمة الماليزية كوالالمبور، في مستهل جولة آسيوية تستمر نحو شهر ويختتمها بالأردن.
وكان رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق، ووزير دفاعه هشام الدين حسين، وعدد من المسؤولين في مقدمة مستقبلي الملك سلمان لدى وصوله مطار كوالالمبور الدولي، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وعقب الاستقبال توجه العاهل السعودي، في موكب رسمي إلى مقر البرلمان الماليزي، حيث كان في استقباله السلطان محمد الخامس ملك البلاد، وفق ذات المصدر.
من جانبها قالت وكالة الأنباء الماليزية “برناما” إن زيارة الملك سلمان للبلاد ستستمر 4 أيام.
ومساء السبت، غادر العاهل السعودي، العاصمة الرياض، في مستهل جولة آسيوية تشمل إلى جانب ماليزيا، كلا من إندونيسيا، وسلطنة بروناي دار السلام ، واليابان ، والصين، والمالديف، والأردن .
وتعد هذه أول جولة آسيوية للعاهل السعودي منذ توليه الحكم في 23 يناير/ كانون ثان 2015.
وسيزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الاردن خلال جولته الاسيوية والتي تشمل كلا من (ماليزيا واندونيسيا وسلطنة بروناي واليابان وجمهورية الصين الشعبية والمالديف)، وذلك حسب بيان للديوان الملكي السعودي مساء امس السبت.
واعلن البيان ان «الملك سلمان سيلتقي خلال الجولة التي بدأها مساء امس قادة تلك الدول لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
واضاف البيان ان «خادم الحرمين سيحضر اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثامنة والعشرين التي ستعقد في المملكة الأردنية الهاشمية.
يذكر ان المملكة ستستضيف القمة العربية في التاسع والعشرين من آذار المقبل، وستسبق القمة واعتباراً من الثالث والعشرين من آذار المقبل اجتماعات تحضيرية سياسية واقتصادية وفنية على المستويات الوزارية والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين.
يبدأ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الأحد جولة تتخللها خصوصا محطتان في اليابان والصين، فيما تسعى الرياض إلى تنويع موارد اقتصادها الذي يعتمد إلى حد كبير على النفط.
ماليزيا واندونيسيا وتعاون في مجالات التكرير
وفي ماليزيا من المتوقع ان توقع آرامكو مع بتروناس الماليزية اتفاقات تعاون في مجال التكرير ومشاريع بتروكيماوية متكاملة. وحسب مصادر رسمية سعودية سيزور الملك سلمان جاكرتا وبالي من 1 الى 9 مارس آذار واليابان من 12 الى 14 مارس آذار. وعبر وكيل مجلس الوزراء الاندونيسي برامونو أنونغ عن أمله ان زيارة الملك سلمان ستجلب استثمارات سعودية بقية 25 مليار دولار. هذا فضلا عن التعاون بين آرامكو وبترامينا لترقية ورفع مقدرات الطاقة التكريرية لأكبر مجمع تكريري في اندونيسيا ومشاريع أخرى. لم يتم تأكيد التواريخ لزيارة الصين بعد.
وتأتي هذه الجولة التاريخية الهامة في إطار سعي المملكة إلى تنويع شراكتها الاستراتيجية مع دول شرق آسيا، حيث ينتظر أن يكون لهذه الجولة دور محوري ومؤثر في مسار علاقات المملكة مع تلك الدول في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي.
وحسب مصادر اخبارية هناك مخططات لتعاون عسكري يشمل السعودية وماليزيا واندونيسيا في اطار التحالف الاسلامي العسكري الذي يقوده السعودية وتم تشكيلة قبل أكثر من عام بهدف مكافحة ارهاب والذي أعلن عنه في ديسمير 2015
اليابان محطة رئيسية
وستكون زيارة الملك سلمان إلى اليابان، التي تبدأ في 12 آذار/مارس، الأولى لعاهل سعودي إلى هذا البلد منذ 46 عاما وإحدى المحطات الأبرز في هذه الجولة.
وتسعى الرياض إلى جذب استثمارات اليابان صاحبة الاقتصاد الثالث عالميا، خصوصا في قطاعات كالطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والترفيه. ولمواجهة انهيار اسعار النفط التي تشكل السعودية أهم مصدريه عالميا، وسبق ان زار ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي طرح هذه وعندما أطلق الأمير محمد بن سلمان نائب ولي العهد رؤية 2030 والتي تتضمن برامج وخطط للاصلاح الاقتصادي وطرح أسهم شركة ارامكو للاكتتاب العام أبدت اليابان اهتماما كبيرا بأن تكون شريكا اقتصاديا فاعلا لا سيما بعد ان قابل الأمير رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو العام الماضي وبحثا برامج تعاون في اطار الاصلاح الاقتصادي وعبر وزير الاقتصاد الياباني هيروشيغي سيكو عن الرغبة في التعاون في حقول الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات. ومن المتوقع ان يبحث الملك سلمان التفاصيل النهائية لابرام الاتفاقات السعودية اليابانية رسميا اثناء زيارته المقبلة لليابان.
ويجب الذكر ان التعاون الياباني السعودي لا يقتصر فقط على الحكومات بل أبدت مؤسسات صناعية وتجارية ومالية الرغبة في التعاون مع السعودية ومنها ايضا مجموعة سوفت بانك التي وافقت في اكتوبر 2016 على اطلاق صندوق استثماري وبشراكة مع صندوق الثروة السيادي السعودي بقيمة 100 مليار دولار. الهدف من ذلك هو الاستثمار في مجالات تنويع الاقتصاد الغير نفطية وتدريب الكوادر على اكتساب مهارات تقنية في قطاعات غير نفطية وخلق فرص عمل جديدة. واثتاء زيارة وزير الاقتصاد الياباني هيروشيغي سيكو للسعودية في اكتوبر الماضي رافقه ممثلين من 30 مؤسسة صناعية وتجارية ومالية وقدموا مقترحات لمشاريع تعاون في اطار برنامج تنويع الاقتصاد السعودي.
المملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر للنفط الخام لليابان وهنا تكمن أهمية رفع مستوى العلاقات مع اليابان وتأمين حاجتها من الطاقة وهذا أمر حيوي لليابان والسعودية معا. كما تسعى طوكيو على حث وتشجيع ارامكو على ادراج اسهمها في بورصة طوكيو مما سيعيد تنشيط البورصة اليابانية مما سيعود بالفائدة للبلدين. وهناك توقعات كثيرة أن زيارة اليابان ستكون ذات أثر كبير على الاقتصاد السعودي، إذ يبدو أن الرياض اختارت طوكيو لتكون شريكاً أساسياً في خطة المستقبل السعودية التي ترتكز على التقنية والتكنلوجيا والاستثمار في الشركات ذات الاختصاص.
وكان رئيس وزراء اليابان ابي قد زار المملكة مرتين سابقا، الأولى عام 2007 والثانية عام 2013 وقابل الملك سلمان في زيارته الثانية عندما كان أميرا.
ويجب الاشارة إلى أن ولي ولي العهد السعودي كان قد زار اليابان واجتمع مع امبراطورها في سبتمبر الماضي ،في ظل سعي السعودية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع اليابان.
تدرك اليابان ان المملكة العربية السعودية دولة قيادية في الشرق الأوسط على الجبهات الديبلوماسية والأمنية كما ان تراجع الدور الأميركي في المنطقة سيعطي أهمية خاصة للتعاون الياباني السعودي.
الرؤية، طوكيو في أيلول/سبتمبر للتأسيس لتوثيق العلاقات الثنائية مع اليابان.
وبدأت شركات يابانية تدريب شبان سعوديين ليحلوا محل ملايين العمال الأجانب الذين يحركون عجلة الاقتصاد في المملكة. كما وافقت المملكة على استثمار 45 مليار دولار في التقنية الحديثة بالتعاون مع سوفت بانك غروب. فضلا عن الجهود السعودية في التنويع الاقتصادي تسعى المملكة لتعزيز مكانتها كأكبر مصدّر ومزود للنفط لأسواق آسيا الناشئة.
فرص استثمارية
تهدف الزيارة لبناء علاقات وطيدة مع اقتصادات آسيا المستوردة للنفط السعودي واغتنام الفرص الاستثمارية المتوفرة بما في ذلك بيع جزء من الشركة السعودية العملاقة آرامكو.
سشتمل الزيارة ماليزيا، اندونيسيا، اليابان والصين.
ولتأكيد أهمية الزيارة يقول مسؤولون انه سيرافق الزيارة الملكية 1500 مرافق بينهم 10 وزراء وعلى رأسهم خالد الفالح وزير الطاقة ومسؤولين من آرامكو الذين سيركزون على استقطاب استثمارات آسيوية في أسهم آرامكو عام 2018 عندما يتم تفعيل أكبر عملية طرح اكتتاب عام شهدها العالم.
ومن الجدير بالذكر ان بنوك وشركات آسيوية ستلعب دورا في خطة المملكة لتطوير الصناعات الغير نفطية وتوسيع مساحة الاستثمارات في مجالات خارج اطار النفط وضمن الخطة الرامية الى تقليل الاعتماد على النفط كالمصدر الرئيسي لايرادات الدولة. وكانت الممكلة قد وقعت اتفاقات مبدئية مع الصين في أغسطس الماضي تغطي قطاعات تشييد الوحدات السكنية ومشاريع مياه وخزانات للبترول الخام اثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان للصين.
الصين
ورحبت جمهورية الصين الشعبية بالزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضمن جولته الشرق آسيوية التي ستبدأ غدا الأحد وتعد زيارة الملك سلمان المرتقبة إلى الصين، هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، والثالثة على المستوى الشخصي. ووصف سفير بكين لدى الرياض لي تشنجون زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلاده بـ"التاريخية"، واصفا العلاقات بين البلدين بـ"المتينة".
ومن المتوقع أن تشهد زيارة الملك سلمان إلى الصين توقيع اتفاقات في 5 مجالات (سياسية، واقتصادية، وتعليمية، وإنسانية، وثقافية)، طبقا لما ذكره سفير بكين في مؤتمره الصحفي مؤخرا في الرياض فيما تطلع أن تشهد الزيارة التوقيع على كل الاتفاقات المتوافقة مع رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الواحد التي تم الترويج لها من قبل الوفد الصيني في مؤتمر الطاقة العالمي الذي عقد في ابو ظبي في يناير الماضي.
وسيتم بحث استراتيجيات التعاون في مكافحة الإرهاب، وموضوعات أخرى تهم البلدين.
وشهد التبادل التجاري بين الرياض وبكين انخفاضا في 2016 عما كان عليه في 2015، حيث انخفض من 52 مليارا إلى 43 مليار دولار. ومن الجدير بالذكر ان صادرات النفط السعودية للصين بلغت 51 مليون طن من البترول الخام خلال عام 2016. وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وأفريقيا، وأكبر مزود للصين بالنفط الخام.
وهناك تعاون كبير بين الصين والمملكة العربية السعودية في مجالات إنشاء البنية التحتية والاستثمار وعقود العمل ومجالات طاقة الإنتاج والأقمار الاصطناعية والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والطاقة المتجددة والقطاع المالي وغيرها من المجالات الناشئة.
منذ ان اتخذت المملكة العربية السعودية القرار الاستراتيجي الهام بتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط في اطار رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 دأبت المملكة العربية السعودية على برامج تطوير وتدريب وتأهيل كوادر في مجالات خارج قطاع النفط. وعبرت الحكومة اليابانية عن رغبتها في المشاركة في أي مشاريع على مستويات حكومية والقطاع الخاص حيث تتوفر فرص كبيرة للتعاون بين البلدين.
يذكر أن العلاقات السعودية مع الدول الآسيوية خاصة دول شرق آسيا شهدت تنسيقا وزيارات متبادلة في الفترة الماضية حيث زار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في شهر أغسطس الماضي عددا من الدول الآسيوية عندما ترأس ولي ولي العهد وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة الـ20 في بكين، قبل التوجه لليابان.
وتعكس جولة الملك سلمان الآسيوية حرص المملكة على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول شرق آسيا، فضلًا عن تعزيز مكانة المملكة كبوابة وجسر بين قارتي آسيا وإفريقيا.
لندن
التعليقات