من المعروف ان ظاهرة الارهاب و الارهابيين لهما تاريخ طويل و عميق و لهما جذور فى تاريخ المنطقة الشرق الاوسطية والعالم ككل،والارهاب كظاهرة منبوذة على مستوى الشعوب و الحكومات ليس لديها وطن واحد او مجتمع واحد بل كل الاوطان و كل الشعوب فيها بؤر او منابع او اوكارا لنشؤ و تطور و تقدم و تفريخ الارهابيين و الارهاب كظاهرة للعنف و القتل وسفك دماء الابرياء و الارهاب ليس لديها دين معين او مذهب معين او قومية معينة بل هى ظاهرة منتشرة على مستوى العالم و القوميات والاديان و المذاهب المختلفة،انها ظاهرة فاسدة و منبوذة و دموية لانها ليس لديها قيم و اخلاق و مبادىء انسانية و لكن شعارها الوحيد هو القتل و سفك الدماء و هتك الاعراض و خراب البلدان و تشريد الشعوب وهى تخدم فقط المؤسسات و الدوائر الجاسوسية و المخابراتية و مجموعة قليلة من الجماعات المافيا الدولية و هى ضد كل الشعارات و البرامج الانسانية و ضد كل التطورات و التقدم الحياة الانسانية و خاصة فى دول الفقيرة و المتاخرة عن ركب التطور العالمى و التقدم الصناعى و الاقتصادى و الاجتماعى. الارهاب و الارهابيين يجدون اراض خصبة لنواياهم و برامجهم الاانسانية فى المجتمعات البشرية و الدول الفقيرة من الناحية الاقتصادية و تخلفهم من الناحية الاجتماعية والفكرية و لديهم حكومات و حكام فاسدين و ليس لديهم قوانين و دساتير متقدمة و معمولة بها و ليس لديهم ادنى احترام للقوانين و الحقوق البشرية و لديهم حكاما ديكتاتوريين و فاسدين الى ابعد الحدود.ومن المعلوم سبب ظهور ظاهرة الارهاب و الارهابييين كثيرة ولكن الاسباب المهمة و المتاثرة فى تشجيع خلقها و نمهوها و تقويتها هو الفقر و الجهل و التعصب بكل انواعها.ومع الاسف الشديد ان منطقة الشرق الاوسط اصبحت البؤرة و الوكر الملائم لخلق الارهاب و الارهابيين بسبب انتشار الفقر و الجهل و تعصبهم القبلى و الدينى و القومى و المذهبى.
اليوم نرى كل الحركات و المنظمات الارهابية تينتش و تبدا فعالياتها و حركاتها داخل اوطان و شعوب المناطق النائية و الفقيرة و المتخلفة و المتعصبين قوميا و دينيا و مذهبيا،وخاصة فى مناطق الساخنة سياسيا و اقتصاديا و ساخنا من ناحية الصراعات و التناحرات فيما بين الحكام و الحكومات و الشعوب فى نفس الوقت. ومع الاسف الشديد فان منطقة الشرق الاوسط منذ الازل و حتى اليوم وبشكل دائمى اصبحت منطقة ساخنا و مليئا بالصراعات و التناحرات و الاقتتال الداخلى وكلها بسبب تخلف شعوبها و قادتها و بغضهم للعلم و المعرفة و التقدم و الاصلاحات و التغيرات المستمرة فى طبيعتهم الانسانية و المادية. وهم محافظين على كل الظواهر القديمة و البالية و يتعصبون لاتفه الاشياء الموروثة عندهم و هم يمسكون بمبادىء و شعارات ليس لديها اية نتيجة جيدة لا سياسية و لا اقتصادية،ولاتفه الاسباب يتوجهون الى استخدام القوة و العصبية القومية و القبيلة و الدينية و المذهبية و ليس لديهم ادنى علم و معرفة و احترام و تفاهم للمناقشة و الحوار فيما بينهم بلسان فصيح و عقلية منفتحة و معاملة حسنة.لذا كل المنظمات الارهابية و الدموية تظهر فى هذه المنطقة المهمة و الغنية من الناحية الاقتصادية و السياسية و العسكرية ليس للمنطقة فقط بل لكل العالم من شرقها الى غربها،وهذه المنظمات الارهابية ليس من صنع او صناعة الدول والحكومات و الحكام المنطقة بشكل رئيسى بل من صناعة الدوائر و المؤسسات المخابراتية الدولية لكى يتقدون نار البغض و الحقد والاقتتال الداخلى فيما بين شعوب المنطقة و حكامها و هم يستخدمون سياسة (( فرق تسود )) القديمة و الحديثة معا لكى يشغلونهم عن العلم و المعرفة و التطور الانسانى ولكى هم انفسهم يتحكمون بكل ما لديهم من قوة البشرية و الطبيعية من الثروات المعدنية و الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و ينهبون كل ثرواتهم المادية و البشرية بارخص الاثمان و يبيعونهم مرة اخرى باغلى الاثمان.
المنطقة اصبحت ساحة مفتوحة امام هجمات العسكرية و الفكرية و سياساتهم العدوانية ضد شعوب المنطقة وهم يبدلون الادوار فيما بينهم تارة اوروبية و تارة امريكية و تارة اخرى شرقية و روسية و صينية و غيرهم.كلهم سواء و لا فرق بينهم لانهم فقط يريدون ثروات المنطقة وليس شعوبهم و ازدهار منطقتهم و بلدانهم لان الشعوب المنطقة ليس لديها ادنى معرفة و علم عصرية حتى يستفيدون منهم بل هم يريدون الشعوب كاسواق رابحة و رخيصة مرة كمواد اولية و ايد عاملة لصناعتهم و ماكنة تطورهم و مرة ثانية لبيع منتوجاتهم.
ولكن مع هذا فان الدول وحكام المنطقة ايضا ليسوا بريئين و بدون خطايا بل لهم دور اساسى و حيوى ليس باقل من دور الدوائر المخابراتية للدول الكبرى فى انتعاش و استمرار و تطور و تقوية المنظمات الارهابية فى المنطقة و هم اولا من يسهلون خلق هذه المنظمات و الجماعات الارهابية و التكفيرية فى دولهم و من ابناء بلدانهم و هم يمولونهم من الناحية المادية و العسكرية و اللوجستية و هم بعملهم هذا حولوا بلدانهم الى معسكرات و معتقلات عسكرية و اسواقا مربحة للصناعات العسكرية للدول العظمى و المتطورة وهم ناسين انهم فقط كجنود مجهولة فى لعبة كبيرة و خبيثة من عند اولياء امورهم من الدول الكبرى وهم ناسين انهم لاعبين صغار فى ملعب كبير و تحت امرة مدربين كبار من الدول الكبرى وهم يحركونهم حسب مصالحهم و اهوائهم و انهم ليسوا لهم لا دور كبير و لا قرار حاسم فى نهاية المطاف. ولكن حكام المنطقة تحاولون ان تحافظوا على امن و سيادة بلدانهم لا من الدول الكبرى بل من الدول الجيران فى المنطقة او من الحركات التحررية الشرعية فى المنطقة او من شعوبهم،هم يقبلون و يرضون بكل الاوامر و الادوار من اسيادهم الخارجية ولكن لا يقبلون ادنى نقد او اعتراض او معارضة حتى سلمية من شعوبهم، هم فقط يحاولون ان يستمروا فى حكمهم و يتربعون على عرش و كرسى حكمهم الى ابد الابدين.كحكام فاسدين و دكتاتوريين و ظالمين على صدر شعوبهم.
هنالك عدة دول فى المنطقة تلعب بالنار بدعمها للحركات و المنظمات الارهابية من جهة و من جهة اخرى يتدخلون فى شؤون بلدان اخرى فى المنطقة بنوايا توسيع نفوذهم و سيطرتهم على شعوب و بلدان المنطقة، ايران واحدة من بين تلك الدول و ايران ليست لوحدها بل لها شركاء فى هذه اللعبة القذرة وفى مقدمتهم تركيا. وكلتاهما دولتان كبيرتان و قويتان الى حدما من الناحية العسكرية و السياسية و الاقتصادية و لهما تاريخ طويل و اسود من الاحتلال البلدان المنطقة و لهما مساحات واسعة و عدد نفوس كثيرة من السكان مقارنة بدول المنطقة ولهم نفوذ قوى على الشعوب المنطقة،وهما تحاولان بكل مالديهما من قوة لبسط نفوذهم على المنطقة و الدول الجيران ولديهما تصورات و رؤيا مختلفة لقيادة المنطقة و هما يحاربان كل من المصر و السعودية على قيادة المنطقة بجانب دولة اسرائيل،لانهما بالاساس عدوان لدودان للبعض و على مر التاريخ القديم و الحديث هما دولتان جارتان ولكن عدوتان و تاريخهما ملىء بالقتال و الاحتلال و سفك الدماء وخراب بلدان المنطقة، وانهما ترعيان الارهاب و الارهابيين بشكل علنى و صافر و بشكل سرى و منهجى، وهما تريدان ان تسيطران على كل الدول المنطقة و بشكل فعلى هما تتدخلان فى شؤون الداخلية لكل من العراق و سوريا و لبنان و اليمن و سلطنة عمان و تحاولون ان تفرض سلطانهم و وجودهم فى دول اخرى فى منطقة الخليج العربية و حتى دول المغرب العربية و مصر.تركيا وايران دولتان عدوتان لدول المنطقة و شعوبهم و ليسوا باصدقاء حميمين لشعوب المنطقة، وهما تريدان ان تلعبان فى الساحة الاقليمية و الدولية و تشاركان بل وتتشاجران فى مراحلة معينة مع دول العظمى كروسيا و امريكا و الاوروبيين فى تقسيم المنطقة و طرق معالجة المشاكل مثل المسالة الكردية فى كل من تركيا و ايران و عراق و سوريا و الحصول على حصتهم من كعكة المنطقة و ثرواتها الطبيعية و هما تتدخلان بشكل عسكرى و مخابراتى علنى و امام اعين الدول الكبرى و المنطقة وليس لديهم ادنى برامج او نيات حسنة للمنطقة و شعوبها بل تحاولان ان تحافظا على كياناتهما و سيادتهماو ابتعاد نار المنظمات الارهابية من دولهم الى اقصى حد ممكن فقط،ولكن هيهات هيهات لانهم فى اخير المطاف و فى نهاية اللعبة و المسرحية تحرق اصابعهم بالنار التى هم متقدوها و مشتعلوها.
اخيرا، ايران ليست لوحدها فى عملية رعاية الارهاب و الارهابيين ولكن كثير من الدول المنطقة و حتى امريكا و الاوربيين ترون ان خطر ايران اكبر و اوسع من كل المخاطر الاخرى لان ايران دولة قوية و مذهبية و متعصبة للمذهب الشيعى مقابل المذهب السنى. ايران و تركيا هما دولتان ترعيان الارهاب و الارهابيين وكلتا الدولتين عندهما سجلا اسودا و حافلا فى رعاية و تبرير الارهاب و الارهابيين بل كلتاهما يستخدمون الارهاب و القوة و العنف الامبرر له ضد شعوبهم و الاقليات القومية و الدينية و المذهبية داخل بلدانهم مثل الكرد و الارمن و الجركس و البلوجيين و العرب و الاشوريين و ازرييين و ترمان غيرهم من المسيحيين و مذاهبة دينية اخرى. و ليسوا بسمعة حسنة على مستوى دول المنطقة و العالم،والدول الكبرى مثل روسيا و امريكا تسخدمونهم تارة وتارة اخرى تساعدونهم فى تمرير مختطاتهم العدوانية والشريرة ضد دول و شعوب المنطقة لكى هم يحافظون على بقائهم العسكرى و السياسى و الاقتصادى فى المنطقة و ينهبون ثرواتها الغنية و الوفيرة،وهما سبب من اسباب عدم الاستقرار و الازدهار و تقدم المنطقة لانهم لديهم طموحات و نوايا شريرة ضد كل الدول المنطقة و انهما تريدان ان ترجعان تاريخهما القديم فى الاحتلال و السيطرة على المنطقة ايام عهودهم الذهبية الساسانية و الصفوية و القاجارية و المغولية والعثمانية المتخلفة و العدوانية و الوحشية.ولكن التغيرات الكبيرة و محتملة الحدوث فى المنطقة ليس من صالح لا ايران و لا تركيا مستقبلا لانهما نظامان منبوذتان على مستوى شعوبهم و شعوب المنطقة والعالم و يجب عليهما ان تضفروا بجلودهم قبل ان تحولهم الى مزابل التاريخ من قبل شعوبهم المنكوبة،لان النظام الاسلامى الشيعى فى ايران و نظام الدكتاتورى الاردوغانى فى تركيا نياتهم الحقيقية هى الشر و العدوان و الاقتتال و اتقاد نار البغض و الحقد الدينى و المذهبى و القومى و الطائفى فى المنطقة و ليس لديهم اية خطط او نيات او مشاريع انسانية و ديمقراطية للمنطقة، وهما ليست لديهما اية ايمان او معتقد بالحريات و العدالة الاجتماعية و العيش المشترك مابين الشعوب و الاقوام و الاديان و المذاهب المختلفة، انهم فقط يعرفون و يتفهمون لغة القتل و التشريد و سفك الدماء و خراب الاوطان و استخدام القوة و العنف و الديكتاتورية ولهذا انهما السبب الرئيسى لكل الكوارث و الخراب و سفك الدماء و هتك الاعراض و تشريد الابرياء فى المنطقة بتشجيع من و تفاهم مع الدول الكبرى اصحاب القرار الاول و الاخير و اصحاب مصالح استراتيجية و بعيدة المدى فى المنطقة.
كاتب كردى من كردستان العراق
[email protected]
التعليقات