يتجه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي معالي الشيخ صباح الخالد الصباح إلى طهران حاملا رسالةت خطية من سمو أمير الكويت في سعي نبيل لإحياء حوار خليجي إيراني، وهي الخطوة التي أقرها مجلس التعاون مشكوراً أثناء اجتماعه الأخير بالمنامة في شهر ديسمبر الماضي.

ليست الوساطة الكويتية هي الأولى من نوعها، بل ليس الحديث عن حوار خليجي إيراني بجديد على الساحة الإقليمية. منذ انقضاء فترة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وتزامنا مع بدء تنامي جهود إيران الكارثية بالمنطقة، والحوار الخليجي الإيراني لم يراوح مكانه. الغريب هو أن جميع الأطراف رحبت بالحوار، تارة بمبادرة خليجية وتارة بمبادرة إيرانية، وسط أنباء متفرقة عن وساطة كويتية أو قطرية بل وقيل حتى عمانية. يخيم غموض تام حول ما آلت إليه أي من تجارب الوساطة السابقة، في وقت يسفر فيه عن فشلها واقع اشتعال المنطقة وحدية الصراع الخليجي الإيراني (باستثناء سلطنة عمان).

في عام 1991م، وقع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب والرئيس الروسي الأسبق ميخائيل غورباتشوف معاهدة (ستارت) التاريخية بعد عقد من المفاوضات المباشرة والجدية بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن. المعاهدة تمكنت من الحد من حجم الترسانتين النوويتين الأمريكية والروسية وإنهاء سباق التسلح النووي.

الطرفان الأمريكي والروسي برهنا ومنذ أكثر من عقدين على أهمية المفاوضات المباشرة في فضالنزاعات، في حينٍ لا نزال نستنسخ فيه تجربة الوساطة التي لم يكتب لها النجاح حتى الآن رغم المحاولات المتكررة. ونتساءل، هل من بصيص أمل لحوار خليجي إيراني مباشر ومن دون وساطة يأخذ صيغة مغايرة عن المرات السابقة، أم كحالنا في كل مرة (نقرأ الفاتحة على روح الحوار) (ويا فرحة لم تتم)؟

 حسن الحسن

باحث بحريني وطالب دكتوراه بجامعة كينجز كوليج لندن

تويتر@HTAlhasan