تمارس إيران في اطار نهج حكم ولاية الفقيه ادوارا سياسية ودعائية مختلفة تصل احيانا الى حد التضاد بهدف محدد وهو العمل على غرس انطباعات القلق والتخويف لدى جيرانها العرب والمستهدفين من كل ما تقوم به من فعاليات وبرامج للتسلح والتدخل والهيمنة..

فإيران في منظور الجغرافية هضبة تنحدر باتجاه الوطن العربي عموما والعراق وساحل الخليج العربي خصوصا ولو تفحصنا وقائع التاريخ نجدها كدولة واقليم وشعب مصوبة انظارها وتخوض معاركها وتنسج خيوط احلامها فقط نحو هذه الأرض ولم نسمع عن اية اطماع او حروب او نزاعات خاضتها مع اقوام او امبراطوريات او دول اخرى او جيران لها في جهاتها الشرقية والشمالية الا لغاية واحدة التوسع غرباً..&

إيران على الرغم من كل ما تحاول ان تدعيه من ارباح ومكاسب وانتصارات في لعبة السياسة والجغرافية لكنها تخسر في ميدان الاستراتيجية والمستقبل ففي جميع البلدان التي تفاخر بانها قد وقعت في قبضة الولي الفقيه او تخضع لنفوذها نجد العكس هو الصحيح فوضى وفشل وانهيار كيان الدولة وتفشي الفساد والحروب والارهاب عناوين لحصادها المزعوم فالعراق اصبح من افشل البلدان ويتصدر قائمة الفساد عالميا والأرهاب يضرب اطنابه في كل اتجاه وصادراتها اليه تعتبر من اردئ المنتجات التي تتواجد في السوق الا اذا أستثينا بضاعتها الوحيدة ميلشيات منفلتة للقتل والخطف وخذ لبنان نموذجا اخر ايضا دولة معطلة فلا رئيس ينتخب ولا حكومة للخدمات ولا أمن ولا اقتصاد ولا سياحة وتحول البلد الى معسكر ومخزن سلاح لحسن نصرالله وحزبه وخذ سورية المفجوعة بالهيمنة والتدخل الايراني أرتمت في نفق طويل من احتراب اهلي وسيادة تتشضى وحكم لا سلطة له غير رؤية الدمار والفزع..&

واذهب الى اليمن كيف اصبح حاله بفعل سياسات إيران التوسعية ودعمها لفصيل الحوثيين فهذه هي العواصم الاربعة التي تجاهر بها ماكنة الدعاية الايرانية بانها سقطت في فضاء نظام ولاية الفقيه..

ايران الداخل ايضا ينخر فيها الفساد والبطالة وتحرز اعلى نسب الفقر ومعدلات البطالة كما ان ارقام انتشار المخدرات وسط الشباب الايراني مخيفة ومرعبة باعتراف احد اعمدة النظام هاشمي رفسنجاني والصراعات الداخلية تخفي الكثير من صورة بائسة لنظام لا يجيد سوى سياسة الدعاية وصنع الاعيب التخويف والرعب في المنطقة ودعم الارهاب والذي باجماع المحللين هو صناعة ايرانية كقاعدة بن لادن والظواهري واللذان تنعم عائلاتهما برعاية وحماية نظام الخامئني، لا تسمح ايران لمراكز ابحاث حيادية او مؤسسات قياس الراي العام لكي تخبرنا عن نسبة الرضى والقبول الشعبي للنظام الذي خلط الدين بالسياسة والمعتقد في الدولة وانتج نظام هجين من دكتاتورية رجال الدين وانتهازية السياسة.

الأتحاد السوفيتي سابقا كان الاقوى عسكريا في العالم لكنه تاكل من الداخل وايران بتكويناتها العرقية وافعالها اليومية شبيها بالحكم السوفيتي الشمولي فلا صوت يعلو فوق صوت الحزب وهنا لا صوت اعلى من صوت المرشد فهو ظل الله في أرضه؟&

ايران تخسر لأنها تسير خارج المنطق وصيرورة التاريخ مهما اجهدت نفسها واستعرضت لنا من صور وردية لمشروعها المعطوب ولو كتب لحركة الاحتجاجات قبل بضع سنوات ان تتطور لرأينا العجب العجاب مما يخبأه الحكم..

ايران اليوم لا تمتلك قاعدة شعبية في الوسط الشيعي العراقي الذي هتف لها ايران بره بره وبغداد تبقى حرة ناهيك عن سنة العراق اعداءها الألداء وفي الشام يستحيل عليها بفعل التركيبة السورية ان تحكم وقد انكسر حاجز الخوف واليمن عائد لا محال الى اصله العربي ومكانته بفعل وعي شعبه وانتمائه وعون اشقائه العرب ولبنان تدرك مؤسسة الولي الفقيه بانه بلد صعب التطويع بسبب تكوينه الديني والمذهبي.&

فعلى اية بديهيات تراهن ايران وهل زمننا الان صالح لتصدير الايديولوجيا والثورات في ظل هذه الثورة الهائلة في نقل المعلومات والاتصال.

هنالك مثل يقوله الفلاحون في كل مكان انت لن تحصد غير ما زرعت هذه سنة الحياة والسياسة جزء من الحياة ولا يمكن لنظام الملالي الذي قاربت صلاحيته على الانتهاء مهما استخدم من بروبغندا ان يحرز نجاحا على المدى البعيد فكل ما نشاهده ونسمعه من جعجعة جزء من الخوف الذي يعتري حكم الولي الفقيه من اقتراب لحظة السقوط.

&

[email protected]