منذ قيام الاستفتاء الكردي على مصير إقليم كردستان العراق. 25 سبتمبر/أيلول 2017. تسارعت الاحداث على الإقليم المحاصر. اهم حدث كان إعادة احتلال كركوك من قبل الحشد الشعبي ومشاركة رمزية للجيش العراقي. ثم ما تبع ذلك من إجراءات منها اغلاق الحدود، وعدم السماح لمطار أربيل بالعمل، من قبل سلطات بغداد. أخيرا وليس آخرا، التشارك في إدارة المعابر كلها، مع تركيا وايران وسورية كشرط من شروط بغداد لايقاف تهديدها للإقليم. الخطوات التي قامت بها بغداد، كانت قرارا إيرانيا، بغطاء امريكي روسي تركي. لم يشفع لقيادة الإقليم، انها كانت على تناغم وتنسيق مع الادارات الامريكية المتعاقبة منذ عام 1991. بما فيها المعركة ضد داعش، حيث خاض البشمركة جانبهم من قتالها. لكن بشكل مستقل. كان المطلوب اوباميا، انضمام البيشمركة، للحشد الشعبي الشيعي الإيراني في بغداد. اعتقد انه هنا بدات الغضبة الامريكية، وليس خطوة الاستفتاء. أوباما كان واضحا، في انه يريد إعطاء ايران في العراق، السيادة شبه الكاملة. كان موقف حكومة الإقليم يعي ان هذا ابتلاع، ليس للعراق وحسب بل للإقليم وما تم إنجازه طيلة هذه الثلاثة عقود تقريبا. اعتقد أيضا ان أوباما جهز مع ايران لهذه الخطوة، قبيل رحيله. هل كان الاستفتاء هو السبب؟ لو لم يكن الاستفتاء سببا سيكون هنالك سببا آخر كي تقوم حكومة بغداد الإيرانية، بما قامت به. من جهة أخرى اذا كان للاستفتاء من ميزة إيجابية فيكفيه، انه جعل المسألة الكردية في العراق، مكشوفة القوى بعيدا عن النفاق الدولي. بمعنى ان الإقليم لم يكن بمنأى عن الاتفاق النووي الاوبامي الخامنئي. كانت المسألة مسألة وقت فقط، وتهيئة للقيام بما تم القيام به، ولن ينتهي هنا. بالمقابل لا بد لنا من الاعتراف، ان هذا التوجه كان له حامل كردي سواء في الإقليم، ممثلا بالاتحاد الوطني الكردستان وغيره من القوى الكردية. خارجيا كانت قيادة قنديل ايضا تميل بالضد من كل خطوات كاك مسعود، إضافة الى ان الخطوة البرزانية، لم تجد صدى لدى اكراد تركيا. لهذا نجد انه تعالت أصوات من الأصدقاء الكرد، تنصح قيادة الإقليم بالالتحاق بايران. كأن التحاق قيادة الإقليم بايران، سيحقق الحقوق الكردية!!. لست هنا بصدد الدفاع عن قيادة الإقليم وسياساتها، خاصة الداخلية منها. لكن خطوة الاستفتاء لم تكن السبب. ايران تريد كركوك من جهة، وتريد الحدود أيضا. أيضا اذيالها في بغداد. ليس لدى الإقليم ما يساوم به أمريكا كما لدى ايران وحكومتها في بغداد. تماما كالشعب السوري في ثورته. حيث ان الاسدية منذ قيامها لم تترك حتى للمعارضة هامشا للخيانة!!! فهي وضعت سورية في بازار البيع لإسرائيل وغيرها. هامش للخيانة في ظل جو دولي لايقبل من شعوبنا المستضعفة سوى الخيانة!! أوباما سلم العراق اكثر لإيران، وسلم سورية لروسيا ولايران أيضا، ليس لانه ضعيف او متردد او لا يملك القوة. بل لانه يريد ذلك. في جلسة مجلس الامن الأخيرة حول الانتفاضة الإيرانية، تصرح نيكي هايلي مندوبة امريكا في كلمتها امام المجلس " إن أصوات الشعب الإيراني تطالب الحكومة في طهران بوقف دعم الإرهاب بالمليارات وتمويل الميليشيات في العراق واليمن، كما ينفق 6 مليارات سنوياً على الأقل لدعم الأسد". هذا كله لم يكن بدون علم إدارة أوباما، بل كان يتم تحت اشرافها. كل هذه المليارات، لا تتحرك ولا تصرف دون علم الإدارة الامريكية، والإدارات الأوروبية. هذا يؤكد ان الدرس السوري كان فاضحا. وتجدد في الإقليم. لهذا اعتقد انه على القوى الكردية مراجعة الوقائع نقديا أيضا. العمل من اجل انتاج التمييز بين شعوب المنطقة التي تعاني كلها، وبين نظم وميليشيات تدار بالضد من اية شرعة لحقوق الانسان. كان على النخب العربية الوقوف مع اكراد العراق. دون ذلك سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة.
- آخر تحديث :
التعليقات