لم تكن الرسالة المحمدية شديدة اللهجة حينما أتت على هيئة وحي ، لـُ مس من سيرة محمد المبعوث الأمين حين أدى الأمانة وأبلغ الرسالة بالاعتدال والوسطية في تقديمها للبشر حتى يهتدوا بها فلو كانت شديدة اللهجة وتعطل كل متاع الحياة لانفضوا من حوله ولم يتخلَّ الناس عما كانوا يعتنقونه وما وجدوا عليه آباؤهم وإن محمدًّا كان خُلقه القرآن وما أشرف تشبيه من قداسة كتاب الله بخلق الرسول. فمن أين أتى هذا التعصب الديني؟
في كل المذاهب الإسلامية التشدد يعود إلى وجود خللٍ في سلوكيات ونفسيات المرء نفسه حتى عقَّد كل الأمور التي لم يعقِّدها الله في أحكام سير الحياة الدنيوية.
الإنسلاخ من التشدد وما ننهجه اليوم هو عودة إلى لبِّ العقيدة الخالية من معتقدات الغلو فتقوم دولتنا بقيادة الشبل الصغير الأمير محمد بن سلمان من ذاك المؤسس الأسد " الملك عبدالعزيز " بإعادة الدولة السعودية الأخيرة التي عاش فيها البسطاء حياتهم بالدين الوسطي لا فكر يغلو بهم ويُذهب بريق أعمالهم الدينية. الغلو يظهر بوجه نفاقٍ آخر وقد عاث المتشددون ودعاة الضلالة والفتن في نفخ الصحوة حتى استعمرت التقاليد وأصبحت حكمًا شرعيا دينيًّا حتى انخدع الناس بهم وبأحكامهم وأصبحوا يقدِّسونها أكثر مما يعتقدون بها وصِحَّتها! وحين قال ولي العهد السعودي : "سنعود إلى ما كنا عليه من الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح ». فالسعودية اليوم تركب أقرب رحلة بالعودة إلى الماضي الحقيقي ومحاربة التطرف والى الاستقامة في الدين الوسطي.
التدين الوسطي كفيلٌ بمحاربة التطرف الذي يُولّد من خلاله الإرهاب والفتن والفكر الضال فقد ولد غير الاعتدال حتى يكون بيضًا قابلًا للتفاقس ويكون ضمن الجماعات الإرهابية التي تلبسه أقنعة التشدد وتتحزم به وتحارب المسلمين من صلبهم عبر منظومة دينية تريد النيل من الحكومات الإسلامية لكي تتزعم العرب والمسلمين .
التشدد والتطرف الفكري هو أخطر سلاح على كل الدول من الأسلحة النووية فمن الصعب اقتلاع جذور هذا التطرف وإعلان الحرب على تلك الفئات التي باتت زمانًا ودهرًا في رعرعتها من البذور ثم تنميتها من خلال رموز بعض الدينيين الجهلة والدعاة المنغلقين فكرياً في موازنة الحكم بالدين مع أمور الحياة في كل موضع.
ليس الحل في أن نقيم الحرب على التشدد الفكري فقط، إعلان واحدٌ للعالم أننا سوف نعود إلى الإسلام المعتدل كفيلة باقتلاع كل فكر مسموم يحاول مقت كل الحضارات والتعايش مع العالم كله ، إنما يولد الحقد وخطاب الكراهية تجاه المذاهب الأخرى والأديان التي نود التعايش معها بسلام .
فالله سبحانه وتعالى قال في كتابته الكريم " { وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا } ".
ونحن أمة وسطاً نحاول أن نشعل للعالم كله أن ديننا دين محبة وتسامح وءامنوا فكنَّا نؤمن قبل أن ندعي هذا الدعاء " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا " فبقي على الأئِمة وأعلام هذه الدين أن يدعوا الناس إلى تصحيح هذه الإيقاعات العالية في التدين وحثهم على الاعتدال في كل شيء سواء في العبادة والمأكل والمشرب .. لأنه أساس الحياة والمحافظة على الوسطية دون إفراط ولا تقصير حتى تسير الحياة ويسير عبر أقطار العالم .. فشكراً للعهد السلماني في الدولة السعودية بهذا العهد الذي عمل على تقوية الدين الإسلامي الواحد "الاعتدال والقضاء على الارهاب من خلاله" ،، هيا اركبوا معنا يا من انخدعتم بهم كي ننفض معتقدات شياطين الإخوان وأقنعة التشدد .
- آخر تحديث :
التعليقات