لبعض الناس حظوظ وفي الغالب الكثير من الامور يحددها لنا الحظ، فحظ البعض كما يقول الاخوةالمصريون يفقع الحجر. وهذا هو حظ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
فالاخبار كما نقلها موقع اورونيوز تؤكد مشاركة تركية في كسر الحصار على ايران بتزويدها باجهزة معدات الكترونية (مكثفات) مدرجة في قائمة الممنوعات وفقا لقرار مجلس الامن2231 في عام 2015. والاهم ان هذه المعدات استوردتها تركيا من اسرائيل. وبعد ان تم اكتشاف امر الشحنة من قبل الامارات العربية المتحدة في تموز عام 2017. طالبت الامم المتحدة من تركيا واسرائيل بتقديم تفسيرات ما يحدث وكيف وصلت الشحنة إلى ايران، وقد اعترفت الشركة المصنعة والتي مقرها القدس ان المواد مصدرة لشركة تركيا وقد تم فحص الاوراق وقبض الثمن مقدما. وان الشركة لم تخالف القوانين فالمواد مصدرة لتركيا وهي بلد صديق لإسرائيل وليس عدو.
ان انكشاف هذه الفضيحة كان سيؤثر حتما على مصداقية اردوغان ويكشف زيف ادعاته في محاربة اسرائيل والارهاب، مما كان سيطرح اسئلة جدية حول مدى صحة هذه المواقف. ومدى استعداده للتلاعب بالمشاعر التي نشرها ورسخها بين الترك. والمثير ان ان الميزان التجاري بين انقرة والقدس الذي كان في عام 2011 حوالي نصف مليار دولار بلغ الان حوالي ستة مليارات دولار، بما يناقض كليا كل ادعاءاته حول عدائه لاسرائيل.
ولكن فجاءة برزت احداث غزة وسقوط القتلى من الذين دفعتهم حماس الى مصيرهم لتحقيق سبق على ابو مازن في سباق من يمثل الشرعية الفلسطينية. وهنا رأينا مزايدات اردوغان وقيامه بالطلب من السفير الاسرائيلي العودة لبعض الوقت الى وطنه، وردت اسرائيل بكل لطف بالمثل. وهكذا كانت هذه الاحداث حبل يتدلى به اردوغان ممارسا حركاته البهلوانية في المزايدة ليس على العرب ولكن حتى على الفلسطينيين في الصراخ والمطالبات ومنها تهديد وزير خارجيته بالطلب للدعوة الى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.
اردوغان ودولته المتباكية والتي تصف ما حدث في غزة بانه مجزرة، لا يتورع لحد الان على انكار المذابح التي اقترفت بحق الارمن والاشوريين واليونان ابان الحرب العالمية الاولى. بل يحاول وبكل صفاقة التبرير والتقليل واحيانا النكران. فمن ينكر مجازر معلومة ومعروفة وضحاياها معروفون، لا اعتقد يهتم بكم من الفلسطينيين يذهبون ضحايا لتحقيق طموحاته في الزعامة.
اردوغان الذي يصرخ مهددا ومتوعدا، سيعود نفس اردوغان ما بعد احداث سفينة مررة التي رضى باغلب المطالب الاسرائيلية مقابل الحفظ على ماء وجهه.
وبالعودة الى الاجهزة الاسرائيلية لايران، نرى ان هناك ترابط مصلحي وان لم يكن معلنا، بين الاطراف الثلاثة لتحقيق المصالح مقابل رفع الشعارات المعادية لاسرائيل، فاسرائيل لم تعد تخاف من مرك بر اسرائيل التي تطلقها ايران، لادراكها ان ايران بحاجة اليها، ان لم يكن في التعامل التجاري والامني والعسكري، فان الحاجة هي لتبرير مد النفوذ الى المنطقة، بحجة محاربة اسرائيل. ويا اسرائيل باسمك كم من الجرائم اقترفت في عالم العروبة.
التعليقات