ريما زهار من بيروت: حذر وقلق بعد وتيرة تصيعيدية اسرائيلية عالية تخطت بابعادها حدود الخط الازرق، بانتهاك إسرائيل الأجواء اللبنانية وقصفها الصوتي الذي هزّ بيروت وجبل لبنان وطرح تساؤلات في شأن احتمال صفحة تصعيدية جديدة. لبنان قرر التوجه الى مجلس الأمن واسرائيل عادت الى لهجة التهديد والوعيد المربوطة باعلان نوايا عن عدم الرغبة بتصعيد كبير اما واشنطن فكررت الدعوة الى ضبط النفس.

ماذا في أبعاد التصعيد الاسرائيلي الجديد؟ وهل هناك خوف على موجات تصعيدية واسعة؟
نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي قال لـ"إيلاف" انه يعتقد شخصيًا ان المهلة المعطاة لاسرائيل والولايات المتحدة تنتهي بعد شهرين اي مع بداية الانتخابات الرئاسية الاميركية والادارة الاميركية معنية مباشرة بما يدور. وفي ظل وضع قائم في فلسطين وفي ظل وضع العراق اعتقد ان اسرائيل بدأت تطرح المناخ الضاغط على الساحة اللبنانية بحجة استهداف المقاومة.

وماذا يترتب على الأمر لبنانياً؟ أجاب اعتدنا على ماذا يجب القيام به ومثلما واجهنا اموراً اهم بكثير من تلك المسألة العام 1993 و1996 المطلوب هو وحدة الموقف الرسمي والارادة الشعبية والتفاف الشعب حول الدولة في مواجهة هذا النهج والتوجه للحؤول دون هكذا تصعيد.

هل تسعى اسرائيل الى نزع مكتسبات جديدة على الأرض؟ قال، طبعاً تسعى الى ذلك لكن اعتقد ان لا تصعيد كبير في لبنان على مستوى مخيف، لان الأمر غير مستغاث امنياً لان الأمر سيؤدي حتمياً الى عدم ضبط ايقاعه فيما بعد.

وبدأ النهار الملتهب في الجنوب مع الساعات الأولى من صباح يوم أمس الثلاثاء حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل عسكريين إسرائيليين اثنين، في تبادل إطلاق نار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية. واتى ذلك بعد يوم واحد على اغتيال مسؤول عسكري وامني في حزب الله في بيروت هو غالب العوالي، اتهم الحزب اسرائيل بالوقوف خلف اغتياله، مهددا بقطع يد اسرائيل. بالمقابل قال الكابتن جاكوب دلال من مكتب الناطق العسكري الإسرائيلي "شن قناصة من حزب الله هجوما متعمدا على موقع للجيش الإسرائيلي في القطاع الغربي من الحدود. فقتل جنديان ورد الجيش على النيران".

وقتل العسكريان، واحدهما تقني في الاتصالات والآخر جندي في الاستخبارات العسكرية، بينما كانا يصلحان جهازا لاقطا على سطح موقع إسرائيلي قريب من بلدة زرعيت الواقعة على بعد 15 كلم من الساحل، بحسب ما افادت اذاعة الجيش الاسرائيلي.

واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان له "ان القوات الإسرائيلية ردت بمدفعية الدبابات ونيران المروحيات على مواقع حزب الله من حيث أطلقت النيران وعلى مواقع أخرى قريبة من مكان الحادث". واشار البيان "ان حزب الله ما زال يقوم باستفزازات بدعم من سورية ولبنان وبخرق كامل للسيادة الاسرائيلية، بالاضافة الى المساعدة التي يقدمها حزب الله الى المنظمات الفلسطينية لتنفيذ اعتداءات في الاراضي الاسرائيلية". وكان حزب الله اعلن في وقت سابق ان احد مقاتليه قتل خلال غارة نفذتها مروحية عسكرية اسرائيلية على محيط بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان. وقالت الاذاعة الحكومية الاسرائيلية ان القيادة العسكرية الاسرائيلية لجبهة الشمال اعلنت حالة الانذار، تدرس الوضع في ضوء هذه التطورات. وسجل هذا التصعيد المفاجئ على الحدود الاسرائيلية اللبنانية غداة اغتيال مسؤول في حزب الله في بيروت في عملية نسبها الحزب إلى اسرائيل.

قذائف اسرائيلية في محيط شبعا على الحدود اللبنانية

سقطت اربع قذائف اسرائيلية في منطقة شبعا الحدودية، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني. وقال المصدر "قرابة الساعة 11.50بالتوقيت المحلي 8.50ت غ) سقطت اربع قذائف من عيار 155 ملم غرب بلدة شبعا قرب "الخط الازرق" (الذي رسمته الامم المتحدة ليكون بمثابة حدود بين لبنان واسرائيل) من دون وقوع ضحايا على ما يبدو".
ولم يسجل رد على اطلاق النار. في الوقت ذاته، حلق الطيران الاسرائيلي على علو منخفض فوق منطقة شبعا. وشهدت الحدود اللبنانية الاسرائيلية الثلاثاء تصعيدا امنيا بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله ادى الى سقوط عنصر من حزب الله وجنديين اسرائيليين غداة مقتل مسؤول في حزب الله في انفجار سيارته في بيروت نسبه الحزب الى اسرائيل.