فالح الحمراني من موسكو: صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاقية تعديل وتكييف معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا التي اقرها البرلمان الروسي مؤخرا. واوضح بيان صادر عن الكرملين ان المصادقة على هذه الاتفاقية تتيح تدعيم القدرة الدفاعية لروسيا لأن المعاهدة المعدلة تطالب الدول الأوروبية الرئيسية والولايات المتحدة وكندا بتقليل قدرة قواتها المسلحة وقوتها الهجومية إلى حد كبير.

وتقضي المعاهدة التي وقعها حلف الناتو وحلف وارسو قبل حله عام 1990 تخفيض الأسلحة التقليدية في أوروبا وبعد انهيار حلف وارسو طرحت موسكو فكرة تدعو إلى تعديل المعاهدة لكي تفرض قيودا على تسليح البلدان.

وتقول دول الناتو أنها لن تصادق على اتفاقية تعديل المعاهدة الصادرة في عام 1990 مادام ظلت القواعد العسكرية الروسية موجودة في الساحة السوفيتية سابقا. وحسب أقوال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد فإن بلاده وحلفائها الأطلسيين لن يصادقوا على الاتفاقية إلا بعد ان توافق موسكو على سحب القوات الروسية من "جورجيا" و"بريدنيستروفيه".

ومن جانبه ابدى الرئيس الروسي استياءه من رفض بلدان الناتو المصادقة على الاتفاقية، إذ رفض الحضور إلى قمة حلف الناتو في استنبول. وليس هذا فقط، بل ثمة بلدان لم تنضم إلى المعاهدة التي تدعو إلى تخفيض الأسلحة في أوروبا انضمت إلى حلف الناتو مؤخرا ، منها جمهوريات البلطيق السوفيتية سابقا. ويرى المحللون العسكريون في امتناع بلدان البلطيق عن الانضمام إلى المعاهدة مؤشرا على نية الناتو بوضع أسلحته على الحدود الروسية.

كما يرى المحللون العسكريون في ذلك مؤشرا على استمرار الصراع بين وسكو وواشنطن على الجمهوريات السوفيتية السابقة. وأصبح حلف الناتو على مقربة مباشرة من حدود شمال غرب روسيا بعدما انضمت جمهوريات البلطيق الثلاث إليه. والآن تدور معركة ضارية على الحدود الروسية الجنوبية. وتلعب جمهورية جورجيا دورا هاما في تنفيذ خطط واشنطن الجيوبوليتيكية.

وينظر قادة حلف الناتو إلى جورجيا كحلقة وصل بين تركيا وأذربيجان معتبرين ان حلقة الوصل هذه تساعد تركيا والناتو عموما على توسيع دورهما ومد نفوذهما في جنوب القوقاز. وسوف يمر خط أنابيب "باكو - جيهان" لنقل نفط بحر قزوين إلى الأسواق العالمية بجورجيا. كما سيمر بجورجيا خط حديدي يزمع مده من باكو إلى كارس عبر تبليسي واخالكالاكي ليربط لأول مرة خلال الأعوام الـ15 الأخيرة أذربيجان بتركيا بريا.