واشنطن تطلب تفسيرًا وتهدد بفرض عقوبات على موسكو
تزويد السودان بطائرات ميج 29 يثير أزمة بين الولايات المتحدة وروسيا

أحمد عبدالعزيز من موسكو: أعلنت وزارة الخارجية الروسية بأن تزويد السودان بطائرتين من طراز (ميج-29) يتفق بشكل كامل مع المعايير الدولية. وأكد نائب مدير قسم مجمع الصناعات الدفاعية في وزارة الصناعة والطاقة الروسية فاليري فوسكوبوينوف، بأن تزويد السودان بالتقنيات العسكرية يجري وفقا للمعايير الدولية، وتحت رقابة مشددة من الأجهزة الفيدرالية التابعة للسلطة التنفيذية في روسيا.
جاء هذا التصريح ردا على اعتراضات الولايات المتحدة على تدخل روسيا في النزاع السوداني الراهن. وأعلن المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر في هذا الصدد بأن "الولايات المتحدة لم تحصل بعد على معلومات كاملة وتفصيلية بهذا الصدد من الجانب الروسي. بل ولم نحصل على توضيحات حول تزويد السودان بطائرات ميج-29".
ورأى باوتشر أن هناك "عددا من الاستفسارات لم يتم الإجابة عليها. وتنوي إدارة الرئيس جورج بوش طلب استفسارات من روسيا حول هذا الموضوع. ونعتقد بأننا سوف نبحث عن إمكانية الحصول على معلومات أكثر من الجانب الروسي". وشدد على أن "الوضع القانوني لبيع مثل هذه الطائرات غير واضح، وفقا لما اطلعت عليه. ولا أعتقد بأننا حصلنا على الإجابات الكافية من روسيا حول قانونية العقد وعملية البيع".
وأضاف المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية الأميركية بأن "السياسة الأميركية تبقى على وضعها السابق من حيث معارضتها لجميع عمليات تزويد السودان بالأسلحة. وإن قوانيننا تفرض عقوبات ضد أية دولة تزود الدول المتورطة في تمويل الإرهاب بالمعدات العسكرية، وهو الأمر الذي يجب أن نبحثه في حالة وقوع مثل هذه العملية.
وكانت روسيا قد زودت السودان بآخر طائرتين من طراز (ميج-29) يوم 21 تموز (يوليو) الحالي في إطار صفقة موقعه بين موسكو والخرطوم تتضمن 19 مقاتلة من هذا النوع. ويذكر أن قيمة هذه الصفقة، وفق تقديرات الخبراء العسكريين، تبلغ 200 مليون دولار. وسيذهب جزء من هذا المبلغ إلى تطوير مؤسسات تصنيع الطائرات الروسية التي بدأت تخرج من أزمتها الخانقة بفضل الطلبيات العسكرية الأجنبية على المقاتلات الروسية.
ومن جانبها أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن تزويد السودان بالتقنيات والمعدات العسكرية ليس له أية علاقة بالنزاع الجاري في السودان. وأفاد المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر ياكوفينكو بأن "هذه الصفقة تتوافق مع المعايير الدولية، وعلى أساس اتفاقية حكومية بين البلدين". وأضاف بأن "روسيا تحافظ على جميع التزاماتها الدولية في إطار الأنظمة والاتفاقيات المتعلقة بتصدير الأسلحة أثناء تطوير التعاون العسكري-التقني مع الدول الأجنبية، ومن ضمنها السودان الذي لا يقع تحت طائلة أي قيود دولية".