أحمد عبدالعزيز من موسكو: في ختام لقائه مع وزير الخارجية الأوزبكي صادق صافايف، أعلن القائد العام للقوات المركزية الأميركية (سينتكوم) الجنرال جون أبي زيد في مؤتمر صحافي عقد في طشقند أن "الولايات المتحدة عازمة على تطوير التعاون العسكري مع أوزبكستان من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة وسط آسيا". وأضاف مؤكدا على "إننا سوف نعمل على مواصلة وتعميق التعاون العسكري بين قواتنا المسلحة والقوات المسلحة الأوزبكية لتعزيز السلام في المنطقة، وفي أفغانستان أيضا. وسوف نوجه هذا التعاون ضد أعدائنا وأعداء أوزبكستان".
وأفاد الجنرال الأميركي بأنه بحث مع وزير الدفاع الأوزبكي قادير جولياموف قضايا التعاون العسكري-التقني، وتقديم المساعدات في مجال الإصلاحات العسكرية الجارية في أوزبكستان، والتي ستساعد على تطوير التعاون مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في آسيا الوسطي. وأشار أبي زيد إلى أن الهدف الرئيسي من زيارته لأوزبكستان يتلخص في بحث الموقف الراهن في المنطقة، ومستوى التعاون بين واشنطن وطشقند.
يذكر أن أوزبكستان إحدى دول آسيا الوسطي المشاركة في برنامج (الشراكة من أجل السلام)، وتتلقى مساعدات عسكرية ومالية من الولايات المتحدة. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تدنى مستوى العلاقات بين موسكو وطشقند، ووصل الأمر إلى إعلان القيادة الأوزبكية عن توجهاتها نحو حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. ولم تعد العلاقات الروسية-الأوزبكية إلى الدفء إلا بعد عمليات التفجير التي جرت في عدد من المدن الأوزبكية، ومن ضمنها العاصمة، منذ عدة أشهر. إذ أعلنت روسيا دعمها الكامل للقيادة الأوزبكية، وللرئيس إسلام كريموف شخصيا، وأرسلت خبراءها إلى طشقند لمساعدة السلطات الأوزبكية في مكافحة الإرهاب.
وفي ظل هذا الاهتمام الشديد من جانب الولايات المتحدة بمنطقة آسيا الوسطي، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أثناء انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في اسطنبول مؤخرا بأن روسيا تنظر إلى تركيز اهتمام حلف الناتو على منطقتي جنوب القوقاز وآسيا الوسطي كواقع موضوعي. وأشار إلى أن قرار إنشاء منصب المندوب الخاص لحلف الناتو لشؤون القوقاز، ومنصب نائب الأمين العام للحلف لشؤون التعاون مع الشركاء في جنوب القوقاز وآسيا والوسطي متعلق بحلف شمال الأطلسي الذي يتمتع بوجود شركاء في هاتين المنطقتين. في الوقت نفسه، وحسب تصريحات لافروف، ترى موسكو أن تطوير العمل المشترك لحلف الناتو مع تلك الدول، وخاصة في حال تعلق الأمر بمواجهة تهديد الاستقرار في المنطقة، والإرهاب، وتجارة المخدرات لا يمكن أن يتجاهل العمل الجاري الآن على هذا الصعيد في منطقتي جنوب القوقاز وآسيا الوسطي.