غزة : أبدى مسلحون فلسطينيون تحديا جديدا لحكم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليومفي مواجهة أعقبت تصاعد أعمال العنف في مطلع الاسبوع في قطاع غزة مطالبين الشرطة بمغادرة مجمع حتي يشعلوا النار فيه.

وتبادل المسلحون الذين يصعدون الضغوط على عرفات لوقف الفساد المزعوم في حكومته وقوات الامن الفلسطينية اطلاق النار في منطقة رفح خلال الليل وأشعل النشطون النار في مكتب قرب مجمع المخابرات العسكرية. واصيب يوم الاحد ما لايقل عن 18 شخصا عندما اشتبك عشرات من المسلحين مع قوات موالية لموسى عرفات قائد الامن الجديد في غزة وابن عم الرئيس الفلسطيني وهو عضو في حرس فلسطيني قديم يتهم على نطاق واسع بالفساد.

ولم يشهد عرفات مثل هذه الاضطرابات منذ ان تولت السلطة الفلسطينية ادارة الجزء الاكبر من قطاع غزة بموجب اتفاقيات سلام مؤقتة ابرمت مع اسرائيل عام 1994. وصاح أحد المسلحين خلال مسيرة في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة ان هذا الفساد يشبه السرطان وقال انهم ضد الفساد وضد فساد الحكومة ويؤيدون الاصلاح.

وتزايدت النداءات المطالبة بالاصلاح وسط صراع على السلطة في قطاع غزة قبل الانسحاب المزمع للقوات الاسرائيلية والمستوطنين من القطاع بحلول نهاية عام 2005 وفقا لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وزاد من مشكلات عرفات الاستقالة التي قدمها رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع بسبب ما وصفه بالفوضى غير المسبوقة في غزة والتي نجمت عن خطف اربعة موظفي اغاثة فرنسيين وقائد للشرطة ومسؤول آخر لفترة وجيزة.

ونقل الوزير الفلسطيني صائب عريقات عن عرفات قوله لقريع يوم الاحد في اجتماع لمجلس الامن القومي الفلسطيني انه يرفض استقالته بشدة.

ومن المتوقع ان يعلن قريع خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاثنين ما اذا كان سيعدل عن استقالته. وقام الاف المسلحين بمسيرة في أرجاء غزة مساء يوم الاحد في استعراض للقوة مطالبين عرفات بأن يقيل ابن عمه. وهاجم مسلحون في وقت سابق موقعا أقامه أعضاء من جهاز امني يسيطر عليه بالفعل موسى عرفات وأحرقوه مما دفع افراد الامن للفرار تحت جنح الظلام.

وقالت كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح التي يتزعمها عرفات انها دمرت الموقع احتجاجا على تعيين عرفات لابن عمه. وقال موسى عرفات في مؤتمر صحفي عقب الهجوم انه ليست لديه نية للتخلى عن منصبه.

وفي ضربة جديدة لمكانة عرفات قدم قائد البحرية الفلسطينية جمعة غالي استقالته. وقالت مصادر امنية ان غالي استقال احتجاجا على تعيين موسى عرفات قائدا للامن في غزة وعلى حالة الفوضى في القطاع. وقال سفيان ابو زايدة وكيل وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية لراديو الجيش الاسرائيلي "تغيرت الامور في اليومين الماضيين. لم تعد هناك أبقار مقدسة. الناس فاض بهم الكيل."

وأمر عرفات بتغييرات امنية في غزة حيث قرر دمج 12 جهازا امنيا متنافسا ليصبح عدد الاجهزة الامنية ثلاثة فقط. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان الغارات والعمليات العسكرية الاسرائيلية المتواصلة أعاقت قدرة عرفات على اجراء اصلاحات أو كبح المتشددين. وتتهم اسرائيل والولايات المتحدة عرفات باثارة العنف وهو ما ينفيه.