اسامة مهدي من لندن :استدعت وزارة الخارجية التركية نائب السفير الأميركي في أنقرة وأبلغتها قلق تركيا بشأن الزيارة التي يقوم بها حاليا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى واشنطن واطلاق الرئيس الأميركي جورج بوش عليه خلال اجتماعه به لقب "رئيس"معتبرة ذلك تهديد للوحدة الوطنية العراقية .

وابلغ وزير الخارجية التركي نبي شانصو المسؤولة الاميركية قلق واحتجاج تركيا على اطلاق صفة "رئيس" إقليم كردستان على مسعود بارزاني من قبل المسؤولين الأمريكان واعتبارها استخدام هذه الصفة "تهديد لوحدة الأراضي العراقية" كما نقلت وكالة بيانيمير الكردية عن مصادر تركية اليوم. واجتمع بارزاني الذي يزور الولايات المتحدة بدعوة رسمية مع بوش في البيت الأبيض امس الاول وأجرى معه محادثات تركزت حول مستقبل العراق وكردستان. وخلال مؤتمر صحفاي مشترك أعرب الرئيس الأمريكي عن ترحيبه بقدوم "الرئيس بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق" مضيفا ان " الرئيس بارزاني رجل شجاع جدا واجه القمع والظلم وجاءنا اليوم يرتدي ملابسه الكردية وهذه الملابس لو كان يرتديها قبل فترة قليلة لكانت عصابات صدام وجلاديه يعتقلونه ويقتلونه والآن هو هنا بيننا مطمئن لأنه في بلد حر وهو كذلك مطمئن في بلده لأنه بدوره أصبح بلدا حرا". ووصف الرئيس الأمريكي محادثاته مع بارزاني بـ"البناءة" مشيراً إلى "الدور الكبير للرئيس بارزاني في مساعدتنا أثناء النقاشات حول صياغة الدستور واستمعت إلى آرائه حول مستقبل العملية السياسية في العراق". وأكد بوش أنه "طمأن بارزاني بأن الولايات المتحدة تدعم كل من يتطلع إلى عراق حر وديمقراطي".

ومعروف ان علاقات تركيا متازمة مع بارزاني بسبب مشكلة كركوك التي تسكنها غالبية تركمانية تدعمها انقرة لكن الاكراد يطالبون بضم المدينة الى اقليم كردستان الذي يحكومنه منذ عام 1991 .

وقد التقى بارزاني الليلة الماضية بمجموعة من العراقيين في واشنطن وتحدث إليهم في مجمل القضايا المتعلقة بالوضع العراقي والكردستاني وقال"لقد طمأنني الرئيس بوش أنه حتى يتم تحقيق النصر على الإرهاب والإرهابيين فان الدعم الأمريكي سيتواصل إلى العراقيين". وحول الخلافات التي تناقلتها أوساط الجالية العراقية بين الأكراد والمسيحيين في كردستان اشار بارزاني الى ان "إن كردستان يجب أن تكون بلد القوميات والأعراق المتعددة ويجب أن يستمر هذا التسامح القومي والديني في كردستان الذي يعود إلى مئات السنين فلا مشكلة لنا مع أي طائفة أو قومية في كردستان". ودعا بارزاني الى "عدم الالتفات إلى بعض التقارير المغرضة التي تريد إثارة الخلافات أو تضخيمها فليست هناك أية خلافات حقيقية بيننا وإذا ما حدثت تصرفات أو تجاوزات محددة فهذا لا يعني أن هناك سياسة أو توجه عام بهذا الاتجاه" وأكد ان "العلاقات الجيدة مع جميع الأخوة المسيحيين ولقد بذلنا جهودا كبيرة لإدراج مطالبهم وحقوقهم في الدستور العراقي الجديد، ونحن نعتبرهم أخوتنا ولا مشكلة لنا معهم وأنا أدعوكم لإرسال وفد منكم لمعاينة الأوضاع في كردستان".

وخلاله اجتماعه مع وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس امس اعرب بارزاني عن أمله بتحسن الأوضاع في العراق بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة اواخر العام الحالي وتوقع أن تكون نتائج زيارته إلى واشنطن ذات تأثير ايجابي على الوضع بالعراق بشكل عام وعلى إقليم كردستان بشكل خاص مؤكدا أن الحكومة العراقية تعمل على بناء القوات العراقية لكي تتسلم المسؤوليات الأمنية من القوات متعددة الجنسيات.