صوفيا: تحبس بلغاريا انفاسها في انتظار صدور قرار غدا الثلاثاء عن المحكمة العليا في طرابلس في استئناف حكم الاعدام الصادر بحق خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بتهمة نقل فيروس الايدز الى اطفال ليبيين.

وقال ايفان نينوف زوج احدى الممرضات المعتقلات في ليبيا منذ 1999 متحدثا لوكالة فرانس برس "لا تساورنا آمال كبيرة لان زوجتي وزميلاتها اصبحن ورقة مقايضة في ظروف سياسية دولية وستتاجر ليبيا بهن بالسعر الذي تريده".

وستبت المحكمة العليا في طرابلس الثلاثاء في قبول الطعن في حكم الاعدام الصادر بحق الممرضات والطبيب في السادس من ايار/مايو 2004 بعد ان اثبتت المحكمة الابتدائية بحقهم تهمة نقل فيروس الايدز عمدا بواسطة دم ملوث الى 426 طفلا توفي50 منهم في مستشفى للاطفال في بنغازي شمال ليبيا.

وبامكان المحكمة الليبية العليا تأييد الحكم او اعادة القضية الى محكمة ابتدائية لاعادة النظر فيها او ارجاء الحكم.

وفيما تحدثت الصحف الدولية عن تسويات محتملة يتم التفاوض بشأنها سرا بين طرابلس وصوفيا، صرح وزير الخارجية البلغاري ايفايلو كالفين الجمعة لوكالة فرانس برس ان بلاده ترفض دفع تعويضات مالية لعائلات الاطفال المصابين بالايدز.

كما رفض "مبادلة" الممرضات بالليبي عبد الباسط علي المقرحي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد ادانته بالمشاركة في اعتداء لوكربي في 1988 وقال "ليس هناك اي رابط بين القضيتين. لا اريد ان يتم استخدام الممرضات في هذا الاطار". واضاف "لم تعد المسألة ثنائية بل باتت تحظى باهتمام الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة".

وطالب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي تصالحت مع النظام الليبي مرارا بالافراج عن الممرضات والطبيب وتعهدا بمساعدة طرابلس على مكافحة الايدز.

وشدد رئيس الوزراء الليبي شكري غانم الجمعة في زغرب على انها "مسألة قانونية لا علاقة لها اطلاقا بالسياسة" واضاف "ان المسألة امام محكمة مستقلة. ننتظر قرارها وسنتناقش لاحقا".

وقال السفير الليبي في لندن محمد الزوي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "ان الاتصالات جارية باستمرار حول هذا الموضوع مع بريطانيا" التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي. واضاف "اعتقد انه بالامكان الوصول الى تسوية ترضي الطرفين الليبي والبلغاري والخروج بالتالي من هذا المأزق".

وردا على سؤال بشأن الحلول المقترحة، دعا السفير الى "تشكيل جمعية غير حكومية بلغارية او قيام الاتحاد الاوروبي (بمبادرة) للتفاهم مع اسر الضحايا والتوصل معها الى حل يرضيها يتعلق بدفع الدية وفق الشريعة الاسلامية بحيث يسقط حكم الاعدام".

غير ان كالفين اكد انه "غير وارد دفع تعويضات لعائلات الاطفال الذين اصيبوا (..) لان ذلك سيعني الاعتراف بان الذين تمت محاكمتهم مذنبون".

ورد الزوي ان كالفين "يتكلم عن الحكومة البلغارية ولكن نحن الان نسعى الى تسوية خارج اطار الحكومات عبر مؤسسات اهلية".

وكتبت صحف في دبي وواشنطن اخيرا ان طرابلس "على وشك الغاء عقوبة الاعدام لفتح الطريق امام تحويل العقوبات الصادرة بحق البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني". واوضحت الصحف ان التسوية التي تدعو اليها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تقضي بدفع تعويضات للعائلات من خلال صندوق تموله صوفيا وطرابلس وجمعيات خيرية ليبية.