اللورد بلاك مع زوجته ووزير الدبلوماسية الاميركية المخضرم كيسنجر

اللورد متهم بالاحتيال وخسر اسمه وصحفه
ناشر ديلي تلغراف السابق متورط مجددا بفضيحة

نصر المجالي من عمان: ليس كل هوامير الإعلام وأباطرته قادرون على الاستمرار في بلاط صاحبة الجلالة التي تظل تطارد بلعناتها من يسيء على قدسيتها وشرفها وعرضها،، ولعل اللورد البريطاني كونراد بلاك صاحب اكبر إمبراطورية إعلامية في الغرب بعد روبرت ميردوخ الأسترالي الأصل أحد ضحايا أخطائه وهي كانت نتيجتها أن خسر عديدا من صحفه فضلا عن هيبته، وصار هذا اللورد الملياردير مطاردا للعنة الغش والاحتيال، وكانت الضربة الساحقة التي تلقاها في العام الماضي خسارته للمجموعة التي تصدر صحيفة الديلي تلغراف وشقيقتها صنداي تلغراف المعروفتين باتجاههما اليميني في الوسط الإعلامي والسياسي البريطاني.

وفي آخر معاركه مع ما يوجه إليه من الاتهامات، فإن اللورد بلاك رد على 11 اتهام منها في مسلسل هزائمه، ببراءته من التورط في الاحتيال خلال عملية البيع الضخمة لمئات من الصحف في كندا حيث قدرت قيمة البيع بأكثر من ملياري دولار أميركي. وتقول مصادر قضائية أن اللورد البريطاني متورط بتحويل مبلغ 84 مليون دولار لإتمام عملية البيع بواسطة ثلاثة مديرين تنفيذيين من الأصول المالية لإمبراطوريته الإعلامية (هولينغر انترناشينال).

ويواجه اللورد بلاك الذي كان اشترى صحيفة ديلي تلغراف قبل 11 عاما لإنقاذها من خسائرها المالية قرارا بالاعتقال وتحقيقا مدنيا من الجهات القضائية المتخصصة بقضايا الاحتيال والغش المالي في الولايات المتحدة.

واصدر محامو اللورد البريطاني الملياردير أمس بيانا قالوا فيه أن كونراد بلاك أكد على براءته من جميع التهم المنسوبة إليه "وهو سيواجه القضاء ببراءته تلك، كما أن المرافعات القضائية ستثبت أنه تعامل مع جميع تلك القضايا في إطار القانون". وأضاف المحامون "اللورد واثق من براءة نفسه إذا أعطي الفرصة الكافية للدفاع عن نفسه".

وخرجت الصحف البريطانية بما فيها صحيفة (ديلي تلغراف) التي كان يملكها اللورد بلاك بتقارير عن ورطته القضائية الجديدة، مشيرة إلى أن قرار الاعتقال صدر أيضا ضد اثنين من المديرين التنفيذيين لمجموعة هولينغر إنترناشينال لتورطهما في الاحتيال.

وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر قضائية أميركية أن الرجال الثلاثة ستتاح أمامهم فرصة المثول طواعية أمام المحكمة الفيدرالية في شيكاغو، فإن مسؤولا في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) قال "كل التهم منطقية وصحيحة ومثبتة ضد اللورد بلاك". وكان اللورد بلاك طرد من مجلس إدارة هولينغر في العام 2003 .

ومن ضمن الاتهامات الموجهة للملياردير الإعلامي أنه مارس الغش ضد هولينغر انترناشينال والمجموعة الصحافية الكندية والأميركية وكذلك مصلحة الضرائب في كندا، وهو كما قالت وثيقة الاتهامات استطاع تحصيل ملايين الدولارات من وراء تلك العمليات التي تنظرها المحكمة الآن، حيث هو أعطى صلاحيات لنفسه وآخرين في تحقيق كسب غير مشروع بملايين الدولارات.

وتقول المصادر القضائية أن اللورد بلاك على سبيل المثال استطاع تحويل مبلغ 32 مليون دولار في شكل غير قانوني من خلال صفقة لبيع بعض ممتلكات مجموعة هولينغر انترناشينال لمجموعة الاتصالات المعروفة باسم "كان ويست غلوبال كومينيكشن" في العام 2000 . وتقول المصادر القضائية أن المبلغ الذي تم التلاعب به من جتنب المجموعة المتهمة وعلى رأسها اللورد بلاك يبلغ حوالي 8.83 مليون دولار أميركي، وهذه عصب القضية التي ستنظرها المحكمة الفيدرالية الأميركية.

ومن الاتهامات الموجهة ضد إمبراطور الإعلام أيضا إقامته لحفلات باهظة التكاليف لحفلة عيد ميلاد زوجته حيث استأجر شققا عالية التكلفة وتذاكر طيران وطائرات خاصة للاحتفال بعيد ميلاد زوجته باربرا أميل في حي بارك افنيو الراقي في نيويورك، ومن سفرهما على متن طيران خاص والذهاب الى منطقة بولينيز الفرنسية للاحتفال هناك بعيد ميلادها بتكاليف قدرت بحوالي 62 ألف جنيه إسترليني، كما تتهمه النيابة العامة الفيدرالية الأميركية بأنه استخدم طائرات خاصة جدا مع زوجته للسفر للاستجمام في منطقة جنوب المحيط الهادي.

وأخيرا، فإن من بين المتهمين بالتواطؤ في الاحتيال هنالك المحاسب العام لمجموعة هولينغر انترناشينال، جاك بولتبي ومحامي المجموعة بيتر أتكنسون والمحامي مارك إس كيبنيز. وهؤلاء جميعا صدر قرار فيدراليا أميركيا باعتقالهم برسم القضية. يذكر أن مجموعة هولينغر انترناشينال الصحافية تمتلك صحفا عالمية مثل (شيكاغو صن ـ تايمز) وغيرها من المطبوعات وفي العام الماضي باعت في مزاد علني صحيفة ديلي تلغراف البريطانية وشقيقتها صنداي تلغراف وجيروزاليم بوست اليت تصدر باللغة الإنكليزية.