استخبارات دمشق تورطت باغتيال جبران تويني
استبعاد عقاب فوري لنظام بشار
وأشار تحليل لصحيفة (التايمز) إلى أن عدم استعجال المجلس الدولي باتخاذ مثل هذه الخطوات quot;لا يعني أن سورية بريئة، لكن لخشيته من أنها ستتوقف عن التعاون مع التحقيقات الراهنةquot;، ومن المرجح أن يمدد مجلس الأمن تفويض لجنة التحقيق في اغتيال الحريري حتى 15 يونيو (حزيران) المقبل.
ولمحت تقارير صحف بريطانية مثل إندبندانت وديلي تلغراف والغارديان وفايننشال تايمز اليوم إلى احتمال تورط دمشق في اغتيال النائب اللبناني المعارض الذي قالت أنه كان من أشد المناهضين للاحتلال السوري للبنان طوال 27 عاما، وهو من رموز 14 شباط الذين فجروا الانتفاضة الشعبية التي قادت إلى طرد القوات السورية من بوابات مجلس الأمن الدولي.
وسخر مراسل اندبندنت في الشرق الأوسط روبرت فيسك في تحليل كتبه من بيروت عن أحدث فصول مسلسل الاغتيالات في لبنان تحت عنوان quot;رغم فيضان الجنود، الاغتيالات مستمرة في لبنان ولا أحد في مأمنquot; من نظرية المؤامرة التي فسر بها البعض اغتيال الصحافي المعروف جبران تويني quot;في إشارة إلى من ذهبوا إلى ضلوع إسرائيل في الجريمة لإحراج سوريا وعزلهاquot;.
وقال الكاتب quot;ربما لم يفعلها الرئيس السوري بشار الأسد، لكن ماذا عن استخبارات حزب البعث التي يشتبه غالبية اللبنانيين في أنها كانت وراء اغتيال الحريريquot;. ورأى فيسك أنه كان يتعين على رئيس البلاد إميل لحود مخاطبة شعبه في أعقاب هذه الجريمة الشنعاء، quot;لكن لم يكن هناك سوى الصمتquot;.
ونقلت صحيفة التايمز على هذا الصعيد كلاما بروفيسور القانون الدولي شبلي ملاط، الذي قالت انه يستعد لترشيح نفسه لرئاسة لبنان، وله quot;يبدو أن السوريين شعروا بأن تقرير ميليس الثاني سيكون شديد اللهجة تجاههم، لذلك سارعوا إلى اغتيال توينيquot;، وكان تويني عاد إلى بيروت قبل 24 ساعة من اغتياله آتيا من باريس التي يعيش فيها منذ أشهر خشية الاعتداء على حياته من جانب عملاء سوريين.
وأجمعت تقارير الصحف البريطانية على أن نظام دمشق راهن على دعاية إعلامية خطط لها حين عرض الشاهد quot;هسام هسامquot; على شاشات التلفزيون معلنا تراجعه عن إفادته التي كان اعترف بها أمام لجنة التحقيق الدولية في وقت سابق، لكن تقرير ميليس الثاني رأى أن هذا الشاهد تراجع تحت ضغط من السلطات السورية.
وكان التقرير (نص التقرير في مكان آخر في إيلاف) خلص اتهام مسؤولين سوريين بالتورط في الحادث. ودعا اللجنة ديتليف ميليس دمشق إلى اعتقال المسؤولين السوريين المشتبه بهم. وأشار التقرير إلى تحديد 19 مشتبها به من دون ذكر أسمائهم أو جنسياتهم، وقال التقرير انهم متهمون بالمشاركة في الاغتيال أو بتضليل التحقيق.
وكانت السلطات اللبنانية اعتقلت أربعة من قادة أجهزة الأمن السابقين، إضافة إلى عدد من الأشخاص الآخرين. واستجوبت لجنة التحقيق عددا من المسؤولين الأمنيين السوريين الكبار في فيينا، ومن بينهم العميد رستم غزالي رئيس جهاز استخبارات القوات السورية التي كانت منتشرة في لبنان. وقال التقرير أن اثنين من هؤلاء المسؤولين أشاروا إلى إحراق جميع الوثائق الاستخبارية المتعلقة بلبنان.
ووصف التقرير التعاون السوري مع اللجنة بأنه quot;محدودquot; واتهم دمشق بالمماطلة والممانعة في بعض القضايا لكنه لم يصل إلى حد القول بأن سورية لم تمتثل لقرار سابق لمجلس الأمن يدعوها إلى التعاون مع التحقيق. وقال التقرير أنه يتعين على سورية أن تجري تحقيقها الخاص بطريقة مهنية وتستجيب لطلبات اللجنة بشكل مناسب وكامل وغير مشروط قبل أن يتم تحديد ما ذا كانت استجابت بالكامل مع شروط القرارquot; الذي دعاها للتعاون.
يشار في الأخير أن التقرير الأول للجنة كان قال انه من غير المرجح وقوع الحادث الذي أدى إلى اغتيال الحريري، من دون معرفة السلطات السورية. كما اتهم التقرير السلطات السورية بعرقلة التحقيق بمطالبتها ميليس بإعادة النظر في تقريره بعد تراجع الشاهد السوري quot;هسام هسامquot; حسام عن إفادته. وقال ميليس أن هذا التراجع لم يؤثر على النتائج الأولية، بل أضاف أن التحقيق طور قنوات عدة عززت الخلاصات التي توصل إليها.
التعليقات