سمية درويش من غزة : تبنت مجموعتان مسلحتان اليوم الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة المجدل داخل العمق الإسرائيلي ، في وقت تواصل إسرائيل تهديداتها بتوجيه ضربة موجعة لقطاع غزة ، لما يشكله سقوط الصواريخ في المجدل نكسة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية وفشلها في مواجهتها وردعها.
وقد استطاعت المقاومة الفلسطينية خلال سنوات الانتفاضة من اكتساب الخبرة في تطوير أسلحتها الخفيفة وصواريخها محلية الصنع ، رغم المشاكل التي تواجهها ، لاسيما من قبل السلطة الوطنية ورفضها المطلق لتنفيذ الهجمات الصاروخية من القطاع على اعتبارها تضر أكثر مما نفع.

من جهته كتب غابي أفيطال في صحيفة معاريف الإسرائيلية ، إن وحدات كاملة من الطائرات المسلحة بأفضل السلاح والتي تكلف أثمانا باهظة ، تقوم عاجزة حيال صواريخ قسام بدائية ، تصيب بالجنون دولة كاملة. وبين بان إسرائيل تفقد قوة ردعها وقدرة وحدات الاستطلاع المختارة على الانتشار الهاديء ، مؤكدا بأنه لم تعد هناك حاجة إلى طائرات تزويد بالوقود أو حاجة إلى غزوات جريئة. وقالت كتائب شهداء الأقصى لواء العمارين التابعة لحركة فتح ، بأنها أطلقت اليوم خمسة صواريخ تجاه مدينة المجدل ، حيث أصابت أهدافها بدقة. وأكد أبو محمد المتحدث باسم المجموعة العسكرية ، بان هذه الصواريخ تأتي للرد على جرائم الاحتلال ، مشددا في الوقت ذاته بأنه لا يمكن بان تقف المقاومة مكتوفة الأيدي أمام مسلسل القتل الذي تنفذه قوات الاحتلال ، وذلك في معرض رده على سؤال ، حول أسباب عدم التزامهم بتعليمات وزارة الداخلية الداعية لوقف تلك الهجمات.

ومن جهتها أعلنت سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، مسؤوليتها عن قصف القاعدة الإسرائيلية قرب المجدل . وحسب بيان تلقت مراسلتنا نسخة منه ، فإن لواء الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي قام بقصف قاعدة عسكرية صهيونية قرب مدينة المجدل بصاروخ قدس 3 ، وأن هذه العملية تأتي في إطار مسلسل الرد على جرائم العدو وأخرها اغتيال ثلاثة من نابلس صباح اليوم ، إضافة للغارات الوهمية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدا على خيار المقاومة. وكان الناطق الإعلامي لسرايا القدس في قطاع غزة ، قال بان حركته تبنت استراتيجية جديدة في عملياتها , تتمثل بعدم الإعلان أو تبني العمليات التي تنفذها , معللا ذلك بعدم إعطاء الفرصة للاحتلال لشن أية هجمات خاصة على الجهاد.

بدوره فقد شدد وزير الحرب الإسرائيلي أمس خلال لقاءه برئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ، على ضرورة قيام السلطة بردع المنظمات الفلسطينية ، لاسيما حركة الجهاد الإسلامي ، حسب قوله. وكانت إسرائيل قد هددت بقطع التيار الكهربائي عن القطاع وترحيل سكان المنطقة الشمالية في حال لم تمنع السلطة وقف الهجمات الصاروخية التي تنطلق من قطاع غزة. وعقب اغتيال إسرائيل لثلاثة من قادة المقاومة من بينهم قائد كتائب الشهيد أبو على مصطفي التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أكدت الأخيرة بان هذه الجريمة لن تضعف المقاومة الفلسطينية المشروعة وإسرائيل ستدفع ثمنها ، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني.

ودعا كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة ، الفصائل الفلسطينية والسلطة إلي القيام بمراجعة شاملة لفترة التهدئة السابقة، لان إسرائيل إرادة من خلالها تكريس الاحتلال ونزع سلاح المقاومة ، مشددا على ضرورة أن تكون هذه المراجعة لمواجهة السياسة العدوانية الإسرائيلية والتي تتصاعد يوما بعد يوم ضد الفلسطينيين. كما أعلنت كتائب الشهيد جهاد احمد جبريل الجناح العسكري للجبهة الشعبية (القيادة العامة) ، أنها في حل من الهدنة ، مؤكدة بان هذا الموقف يأتي جراء استمرار قوات الاحتلال بتنفيذ بسياسة الاغتيالات ضد قيادات ومناضلي كافة الفصائل في الضفة الغربية وغزة .