ميقاتي يندد باغتيال "الحرية والأمن" في لبنان
مقتل الصحافي سمير قصير بسيارة مفخخة
*اجتماع أمني طارئ لمناقشة التطورات

انتشرت عناصر قوى الأمن في موقع
الإنفجار حيث تظهر سيارة قصير محترقة
إيلاف من بيروت: قتل الصحافي اللبناني في صحيفة النهار اللبنانية المعارض لسورية سمير قصير في انفجار بسيارة مفخخة استهدفه في منطقة الأشرفية شرق العاصمة بيروت. وكانت جثة سمير قصير في المقعد الأمامي لسيارة متوقفة على جانب الشارع في الطريق المؤدية الى مدرسة زهرة الإحسان قرب مركز الأشرفية التجاري. الانفجار وقع حوالي الساعة 10:45 بالتوقيت المحلي (7:45 ت غ ) قرب مركز تجاري في منطقة الأشرفية. وقال شهود لـ"إيلاف" إن سيدة كانت برفقة قصير أصيبت بجروح نقلت على إثرها الى المستشفى. ونفت مصادر لإيلاف أن تكون زوجة قصير الصحافية جيزيل خوري أصيبت بجروح جراء الإنفجار، مؤكدين أن جيزيل خوري متواجدة حاليًا في الولايات المتحدة. السيارة التي كان يقودها قصير من نوع ألفا روميو، رمادية اللون، وهي محترقة بالكامل. الانفجار وقع بالقرب من مدرسة زهرة الاحسان، الا انه لم تقع اي اصابة بين الطلاب الذين يتواجدون في هذا الوقت في صفوفهم، بحسب ما أوضحت إدارة المدرسة. وتوجه الى مكان الحادث رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والنائب المنتخب ورئيس تحرير جريدة النهار جبران تويني.

جنبلاط
النائب الدرزي المعارض وليد جنبلاط حمّل في اتصال هاتفي مع المؤسسة اللبنانية للارسال "النظام الأمني الذي لا يزال موجود ومتحكم في البلاد" مسؤولية عملية الإغتيال. وقال جنبلاط إنه لا وجود لما يسمى "نصف انقلاب" فإما يكون الانقلاب كاملًا ويطيح بجميع رموز سلطة الوصاية أو لا. أضاف متسائلًا "هل نستطيع ان نزيل قائد الأمن الجمهوري في بعبدا؟" وقال إنه طالما ان رأس حربة النظام الأمني في بعبدا، علينا ان نتوقع المزيد من الاغتيالات والإجرام.


اجتماع أمني طارئ لمناقشة التطورات
ويترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي منذ الثانية عشرة ظهرًا اجتماعًا يحضره وزراء: الداخلية حسن السبع، والعدل خالد قباني، والاعلام شارل رزق المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، وقائد الدرك اللواء سعيد عيد، ومدير المخابرات العميد جورج خوري. وانضم الى الاجتماع وزير الدفاع الياس المر. وينتظر أن ينضم اليهم عدد من الوزراء وقضاة التحقيق وذلك للبحث في عملية الاغتيال.

ميقاتي
وكان ميقاتيصرح في وقت سابق خلال تفقده لمكان الحادث" كلما نتقدم خطوة الى الامام هناك من يريد ان يعبث بامن البلد، وهذه الخطوات لاشك أليمة. ونتمنى ان لا تعود بنا الى الوراء رغم انها تطال اهم عنصرين في لبنان الامن والحرية. ونحن لا نسمح ان يطالا ابدا. تعليماتنا الى كل الاجهزة الامنية والعدلية ان تقوم بالتحقيقات اللازمة فورا لمعرفة الحقيقة". وأكدميقاتيأن "هذه رسالة واضحة تطال الامن والحرية ولن نسمح لاحد ان يعبث بامن البلد".


ميشال عون
وقال الجنرال ميشال عون احد ابرز اقطاب المعارضة اللبنانية ان قصير "جريء لم يتوان لحظة عن قول الحقيقة" وقد "تميز بالكلمة الجريئة ومحاربة الطغيان والظلم" و"كتب اجمل المقالات دفاعا عن لبنان". ووصفه بانه "صديق" مؤكدا ان "الجريمة انتقامية من الاجهزة التي كان يحاربها" سمير قصير.

مروان حمادة
وقال النائب الدرزي المنتخب مروان حمادة ان "المسلسل الارهابي مستمر يبدأ في قلب الشام ويمر في بعبدا ويصب في بيروت". واضاف "ندعو المعارضة لاجتماع طارئ والمطالبة باستقالة لحود الذي يرئس بقايا النظام المخابراتي السوري (..) ونطالب الحكومة بالتصدي لهذا الاجرام".

الياس عطالله
وقال امين سر حركة اليسار الديموقراطي المعارضة الياس عطالله ان "المسؤول هو (الرئيس اللبناني) اميل لحود وجميل السيد (امين عام جهاز الامن العام سابقا الذي استقال اخيرا من منصبه) والاجهزة الامنية السورية اللبنانية"، مؤكدا "يجب ان يستقيل لحود".

صولانج الجميل
من جهتها اكدت صولانج الجميل النائبة المنتخبة عن بيروت ارملة الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل "يجب الا يقول لنا احد ان جهاز الامن السوري اللبناني انتهى فهو ما زال موجودا ويجول في البلد".

كما نتقد المكانوزير الاعلام والسياحة الدكتور شارل رزق والنائب المنتخبجبران تويني ومدير الوكالة الوطنية للاعلام الاستاذ اندريه قصاص كما تفقد المكان وزير الداخلية حسن السبع والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي. من جهة ثانية ، تفقد وزير العدل خالد قباني والنائب ميشال فرعون والنائبة الفائزة بالتزكية صولانج الجميل، والنائب مروان حمادة.

من جهته استنكر النائب بطرس حرب الحادث الاليم الذي تعرض له الصحافي سمير قصير، واشار "الى ان قصير كان ملاحقا من قبل قوى الامن العام عندما كان جميل السيد رئيسا لها، وهو فضح المخابرات السورية ودورها في لبنان ومن اجل ذلك قتل". وقال "اتت هذه الحادثة لتؤكد وجهة نظرنا بأن النظام الامني ما زال قائما، وان يد الغدر التي قتلت الرئيس رفيق الحريري وحاولت اغتيال مروان حماده لا تزال قائمة، ومن يحاول ان يوهم الناس ان لبنان قد تحرر واصبحنا في الف خير انما لا يتحدث عن واقع الامر". وشدد "على ان الواقع يظهر ان لبنان لا يزال خاضعا للاجهزة الامنية التي تحاول الثأر من كل من الحق الاذى بها، واذا قتل سمير قصير، فلانه صاحب قلم جريء فضح الاجهزة والانظمة الامنية وتدخلها".

عناصر الدفاع المدني يخمدون نيران سيارة قصير المشتعلة
وانتشر الجيش اللبناني في مكان الانفجار الذي وصلت اليه فرق الانقاذ من الدفاع المدني والصليب الأحمر فورًا. ولم يوقع الانفجار اضرارًا كبرى في محيطه، واستهدف فقط هذا الصحافي الذي كان ينتقد مؤخرا خصوصا "النظام البوليسي اللبناني".

وذكرت المعلومات أن السيارة المستهدفة هي من نوع "الفا روميو" وكان الزميل قصير يهم للاقلاع بها بالقرب من نوع "الفا روميو" وكان قصير يهم للاقلاع بها بالقرب من مدرسة زهرة الاحسان، وما ان ادار المحرك حتى انفجرت السيارة مما ادى الى مقتله على الفور واصابة سيدة كانت برفقته في السيارة، تردد بادىء الامر انها زوجته الزميلة جيزيل خوري غير انه تبين ان خوري موجودة في الولايات المتحدة. وعملت فرق الدفاع المدني على انتشال جثته من السيارة التي اندلعت فيها النيران. وتم نقل جثة أخرى لمواطن لم تعرف هويته قضى في الان

سميرقصير في سطور
سمير قصير كاتب مقالفي صحيفة النهار واستاذ في العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت. وله مؤلفات عدة حول لبنان والعالم العربي منها "الحرب في لبنان" و "قصة بيروت" الصادران عام 2003 و"تطلعات الى المأساة العربية" الصادر عام 2004.

بدأ حياته الصحافية في جريدة "لوريون لوجور". هاجر بعد ذلك إلى باريس التي عاش فيها لفترة مع عائلته. عاد إلى بيروت في مطلع التسعينات، وتسلم دار النهار للنشر، ليعود ويتفرغ بعدها للعمل الصحافي ككاتب عامود في الصفحة الأولى في جريدة النهار اللبنانية.

قصير دأب على الكتابة في الصفحة الأولى من النهار منتقدًا الوصاية الأجنبية على لبنان. تعرض في العام 2001 لمضايقات وألغي جواز سفره من قبل الأجهزة الأمنية، وحاول عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية حمايته، خصوصًا بعد المطاردة التي تعرض لها إثر مواقفه إزاء اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) الماضي.

وكتب سمير قصير سلسلة مقالات ضد "النظام العسكري الشرطي" الذي اقامته سورية في لبنان، ونشرت احدى مقالاته الاكثر عنفا تحت عنوان "عسكر على ناس".

يأتي هذا الانفجار في خضم الانتخابات التشريعية اللبنانية التي بدأت الاحد الماضي في بيروت وتتواصل حتى 19 حزيران(يونيو).