المرشد رهبر خامنئي يعلن إذلال أميركا في العمق
طهران نجاد ترد على واشنطن: كفّوا عنا

خامنئي
نصر المجالي من لندن، طهران خاص: ردت إيران التي دخلت عهدا جديدا اليوم بفوز رئيس متشدد ليس من رجال الدين ولكنه مدعوما منهم، على الولايات المتحدة بعنف ينذر بمعارك كلامية جديدة كالتي امتدت نيف وربع قرن من الزمن منذ انتصار الثورة الخمينية العام 1979 ، وفي تصريح هو الأقسى من نوعه يعيد إلى الأذهان اللهجة المتشددة المعتادة من القيادة الإيرانية ضد السياسات الأميركية، فإن المرشد الأعلى علي خامنئي أعلن أن الإيرانيين "أذلوا في العمق" الولايات المتحدة نتيجة "شفافية الديموقراطية" في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي فاز بها المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد، فيما اعتبر الرئيس الايراني الجديد محمود احمدي نجاد أن أعداء إيران منيوا "بالفشل والهزيمة" في اشارة الى الولايات المتحدة.

و

إقرأ أيضا

مانشيت كيهان: فوزنجاد يفجر الصراع

إسلاميون عرب: إنتصار نجاد صفعة لواشنطن

ردود الفعل الدولية بين الترحيب والملف النووي

البيت الابيض: سندعم خيار الحرية في إيران

أميركا: إيران مسبوقة بالنسبة إلى الميل نحو الحرية

فريق نجاد يعلن بداية مرحلة من العدالة

النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية الايرانية

تسونامي المحرومين يحكم بلد أل 70 مليون فقير
نجاد يهزم رفسنجاني رئيسا تاسعا لإيران الملالي

الباسدران والباسيج يتدخلان ثانية لصالح نجاد

نجاد ينتظر دوره للاقتراع

احمدي نجاد قريب جدا من الفوز النهائي

إيلاف على مواقع انتخابية وإعلامية إيرانية

إيران محكومة لأغرب نظام متشابك في التاريخ

إيران تنقسم بين الشاه الجديد ونصير المحرومين
رفسنجاني : أنا المنتصر ونجاد يرد : لا أنا

علمانيان و3 رجال دين انتخبوا رؤساء في ايران خلال 26 عاما

أميركا قلقة بشأن تأثير الانتخابات نوويا

رفسنجاني: أنوي وقف التطرف

رفسنجاني يدلي بصوته

المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية
يعبر عن ثقته بنزاهة الانتخابات

خامنئي يوقع قبل الاقتراع


رفسنجاني واثق من فوزه ويتوقع منافسة شديدة

يلقي بالتحية على مناصريه

عبادي: رفسنجاني ونجاد وجهان لعملة واحدة

مرشح متشددي العتبات المقدسة: لست طالبانيًا


نسبة 55 بالمائة شاركت وإيران إلى دور ثان
صراع الحسم بين ثعلب البراغماتية وأستاذ الإصلاح

أمير طاهري: انتخابات إيران بعيون قادم من المريخ

إنتخابات إيران من منظور خليجي

أميركا: الانتخابات الرئاسية الإيرانية مزورة مسبقًا

قال احمدي نجاد في اول تصريح له بعد فوزه اليوم وعبر التلفزيون الايراني الرسمي: "وسط الحرب النفسية الشرسة الجارية، هزمت ايران كل اعدائها من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات". واضاف "كما انها افشلت كل المعادلات المتصورة ضدها في العالم".

واوضح "تتمثل مهمتنا الكبرى اليوم في بناء مجتمع اسلامي نموذجي متطور وقوي في ايران" مضيفا "ما اشعر به هو نفس ما شعرت به عندما اصبحت عمدة طهران"، وتابع "الا انني اشعر بثقل المسؤولية الملقاة ععلى عاتقي".

وقال الرئيس الايراني في تصريح نقلته الاذاعة الايرانية الرسمية "اليوم، يجب ان تتحول كل الخصومات الى صداقات، اننا ننتمي كلنا الى عائلة كبيرة يجب ان تعمل يدا بيد من اجل بناء ايران فخورة بنفسها".

وقال خامنئي في رسالة موجهة إلى الإيرانيين تليت عبر التلفزيون الرسمي الايراني "لقد جسدتم سر قوتكم ضد السياسات التوسعية الإمبريالية العالمية". وأضاف "لقد اذل كبركم وشفافية ديموقراطيتكم العدو رغم كل ما قاله". ولكن لوحظ أن خامنئي لم يستخدم تعبير (الشيطان الأكبر) المعتاد.

وقال خامنئي ان مشاركة الايرانيين في الدورتين الانتخابيتين "تقدم الدليل الملموس على وفائكم للحفاظ على مصالح الجمهورية الاسلامية التي تحقق كل القيم الاسلامية والثورية". وتابع "على كل الرسميين وكل النخب في كل القطاعات مساعدة الرئيس الجديد من منطلق الواجب الاسلامي والانساني".

وحيا المرشح الخاسر في الانتخابات اكبر هاشمي رفسنجاني معتبرا انه "احد نقاط القوة في الثورة وشخصية كبيرة في الجمهورية الاسلامية". وقال "آمل ان يستمر هذا الاخ العزيز والزميل القديم في القيام بدور على الساحات المهمة في النظام الاسلامي".

وفاز محمود احمدي نجاد امس الجمعة بنسبة تجاوزت 61% من اصوات الناخبين، فيما بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات حوالي60%، من أصل 26 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم، وانتقدت الولايات المتحدة مرارا ديموقراطية الانتخابات الايرانية. ورات وزارة الخارجية الاميركية تعليقا على نتيجة الانتخابات ان ايران تخلفت عن تيار الحرية التي تشهده المنطقة.

ومن جهته رد المتحدث باسم وزاره الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اليوم السبت على تصريحات الناطق بلسان الخارجية الاميركية أن الساسة الاميركيين الذين "يتشدقون بالديمقراطيه يجب ان يحترموا تصويت الشعب الايراني ويتجنبوا التدخل في شؤون ايران الداخلية".

واضاف آصفي ان المشاركة الكثيفة للشعب الايراني في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التاسعة تؤكد حرصه على تقرير مصيره ومعارضته الصريحة للسياسة الاميركية، وقال ان الساسة الاميركيين اتخذوا منذ البدايه توجها ينطوي على تدخل ازاء الانتخابات الايرانيه وسلكوا طريقا خاطئا تماما.

وصرح المتحدث باسم الخارجيه الايرانيه "فيما كان جميع المسؤولين الاميركيين يدعون بان الانتخابات الايرانية شكلية ونتائجها متوقعة الا ان المتحدث باسم الخارجية الاميركية وفي تناقض صارخ يعلن اليوم بان هذا الانتصار يشكل حادثا لم يكن متوقعا". واضاف ان المسؤولين الاميركيين يجب ان يتعلموا بان يتحدثوا بحذر وان تكون لديهم معطيات كاملة ويتحاشوا النظرة السطحية حتى لا يضطروا إلى تصحيح مواقفهم .

وكان رئيس بلدية طهران المتشدد محمود احمدي نجاد فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة الايرانية يوم السبت مما ينذر بنهاية محتملة للاصلاحات الاجتماعية الايرانية الهشة والتقارب المبدئي مع الغرب. وينتمي احمدي نجاد إلى الاوساط الفقيرة وهو معروف ببساطته وسمعته كمسلم ملتزم وخطابه الشعبي الواعد باعادة توزيع الثروات الوطنية على الشعب.

وقال لدى ادلائه بصوته امس الجمعة "انا فخور بان اكون الخادم الصغير وعامل التنظيفات على طرقات الامة الايرانية". وحيا "الامام الخميني الاوفياء له وشهداء الاسلام والحرية". وكشفت انتخابات يوم الجمعة الانقسامات الطبقية العميقة في تلك الدولة البالغ عدد سكانها 67 مليون نسمة.

وجذب اسلوب حياة احمدي نجاد المتواضع وتعهده بمحاربة الفساد واعادة توزيع ثروة البلاد النفطية الفقراء المتدينين في الريف والحضر. وقال احمدي نجاد بعد فوزه يوم الجمعة "اليوم بداية عهد سياسي جديد."

وانتصار احمدي نجاد هو احدث انتصار تحققه مجموعة جديدة من الساسة المتشددين وكثير منهم كانوا اعضاء سابقين في الحرس الثوري والذين فازوا في انتخابات المجالس المحلية والانتخابات البرلمانية عامي 2003 و2004 وسط استياء واسع النطاق من الطريقة البطيئة التي يسير بها الاصلاح.وايدت الاحزاب السياسية المؤيدة للاصلاح والطلاب ورجال الدين والاكاديميون رفسنجاني متهمين احمدي نجاد بأنه يمثل اتجاها شموليا في السياسة الايرانية.

وحصل احمدي نجاد البالغ من العمر 48 عاما على تأييد الفقراء المتدينين لهزيمة رجل الدين المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني الذي ساندته الاحزاب المؤيدة للاصلاح والايرانيين الاثرياء الذين يخشون احتكار المتشددين للسلطة في تلك الدولة الاسلامية . وقال جهانبخش خانجاني المتحدث باسم الداخلية الايرانية ان"الاحصاءات تظهر ان احمدي نجاد هو الفائز."

وسيصبح احمدي نجاد اول رئيس من غير رجال الدين في ايران منذ 24 عاما عندما يتولى السلطة في اغسطس (آب) المقبل، وصرح مسؤول في مجلس صيانة الدستور الذي لابد وان يوافق على نتيجة الانتخابات بأنه بعد فرز 24.8 مليون صوت حصل احمدي نجاد على 61.7 في المئة من الاصوات متحديا توقعات قبل الانتخابات بان يكون السباق متقاربا.

واضاف ان عدد الذين أدلوا بأصواتهم بلغ 26 مليون شخص او 56 في المئة وهو ما يقل عن نسبة من أدلوا بأصواتهم خلال الجولة الاولى غير الحاسمة من الانتخابات يوم الجمعة الماضي والتي بلغت 63 في المئة من مجموع الناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم 47.6 مليون شخص.

وعلى الرغم من ان الزعيم الاعلى الايراني اية الله على خامنئي له القول الفصل في كل شؤون الدولة فان وجود رئيس متشدد سيزيل التاثير المعتدل على صنع القرار الذي كان يمارسه الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي منذ عام 1997 . وقال كريم ساجدبور المحلل بالجماعة الدولية للازمات والمقيم في طهران "هذا يغلق الباب تقريبا امام حدوث انفراج في العلاقات الاميركية الايرانية".

ردود أفعال

معارضون ايرانيون
هذا ورحب معارضون ايرانيون يعيشون في المنفى في الولايات المتحدة بفوز المحافظ المتشدد احمدي نجاد الجمعة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ايران لانه سيسرع، برايهم، سقوط الجمهورية الاسلامية التي يحاربونها.

واعلن روزبه فرهاني بور الناشط في مجموعة مرزي بور كوهر السياسية العلمانية "اننا متحمسون جدا، انه امر جيد جدا للمعارضة في الجمهورية الاسلامية". واعتبر هذا المسؤول السابق في الحركة الطلابية الذي هرب من ايران في العام 2000، ان احمدي نجاد يمثل "طريقا مختصرا" للمعارضة في مسيرتها نحو "الثورة" ضد النظام. واضاف "آمل ان يكون الرئيس الاخير للجمهورية الاسلامية".

وردا على اسئلة وكالة فرانس برس في كاليفورنيا حيث يعيش ما بين 400 الى 600 الف ايراني منفيين في الولايات المتحدة، بدا ان معارضين ايرانيين اخرين يشاطرون وجهة النظر هذه على الرغم من انقساماتهم العميقة حول مواضيع اخرى.

واعلن بيهان مهر من حزب جبهة ملي الليبرالي، والذي يقيم في المنفى منذ مغادرة شاه ايران السابق البلاد في 1979 "مع هذا الرجل، سيسرع العالم وايران باتجاه عمق المشكلة"، واضاف "الناخبون قاموا بالخيار الافضل بالنسبة للمعارضة".

وابدى قريب من نجل رضا بهلوي، آخر شاه في ايران، دهشته، لكنه مسرور جدا بنتيجة الانتخابات. واضاف ان المرشح الاخر في الدورة الثانية اكبر هاشمي "رفسنجاني كان ليخدع الناس بشان ما هو عليه حقيقة. اما احمدي نجاد فهو تماما كما يبدو. هذا امر جيد على المدى الطويل، لكنه سيء على المدى القصير".

لندن
بدوره صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بعد انتخاب نجاد رئيسا لايران ان لندن "تأمل" في ان تتخذ طهران "تدابير سريعة استجابة لمخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي".

وقال سترو في بيان "آمل ان تتخذ ايران في ظل رئاسة احمدي نجاد تدابير سريعة للاستجابة لمخاوف المجتمع الدولي في ما يتعلق ببرنامجها النووي وسياستها حيال الارهاب وحقوق الانسان وعملية السلام في الشرق الاوسط".

واضاف "سنعمل جاهدين مع شركائنا الاوروبيين وبطريقة ثنائية بهدف تشجيع ايران على التحرك في هذه المجالات لكي يتمكن هذا البلد من ايجاد مكانته الصحيحة داخل الاسرة الدولية". واعرب الوزير البريطاني عن اسفه من جهة اخرى لان تكون "مخالفات خطيرة" قد شابت الانتخابات الرئاسية في ايران.

النروج
من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية النروجية اليوم ان فوز المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الايرانية يعني ان الفقر قد املى على الناخبين خيارهم وليس الاصلاحات الديموقراطية.

وقالت الناطقة باسم الوزارة آن كيرشتي شو "نحن نعتقد ان نتيجة الانتخابات هي دلالة على ان معظم الشعب الايراني مهتم قبل كل شيء بمستوى معيشته المتواضع اما الاصلاحات الديموقراطية فبقيت في موقع ثانوي".

وقالت المتحدثة ان النروج ترى انه من "الحيوي جدا ان يستمر الحوار الديموقراطي في ايران (..) بهدف تامين احترام حقوق الانسان" ووصفت انتخاب احمدي نجاد بانه "تحد هائل بالنسبة للقوى الديموقراطية ولمحاولاتهم اصلاح المجتمع الايراني".