نجاح محمد علي من طهران: الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الى طهران والتي ممدت الى اليوم الثلاثاء ، شهدت بعض الاخفاقات والعثرات بشأن اتفاقية الجزائر وعودة الطاترات العراقية.

فالمسؤولون الايرانيون الذين لم يتطرقوا للتعويضات التي يطلبونها من العراق، طلبوا عدة مرات من الجعفري أثناء المحادثات معه، المصادقة على اتفاقية الجزائر لعام 1975 والتي أنهت حقبة طويلة من الخلافات الحدودية بين ايران والعراق، ولكن الجعفري المعروف بصلاته القوية مع ايران، رفض هذا الطلب، وشرح للايرانيين أن عمر حكومته الانتقالية قصير ومحدود،مؤكدا لهم وجود معارضة قوية من أطراف فاعلة في الساحة السياسية العراقية لهذه الأتفاقية، أو بعض البروتوكولات الملحقة بها.

بعض أعضاء الوفد المرافق للجعفري، وهم نصف أعضاء الحكومة العراقية،أبلغ المسؤولين الايرانيين في الاجتماعات الثنائية، رفض قاطبة الشعب العراقي وممثليهم في الجمعية الوطنية والحكومة لهذه الاتفاقية ، مشيرين الى أن الحرب التي استمرت ثمانية أعوام، وأكثر من مليون ضحية من البلدين والدمار، كانت بسبب هذه الاتفاقية التي مزقها الرئيس العراقي السابق صدام حسين،أمام برلمانه بعد ساعات فقط من شنه الحرب على ايران في 22 سبتمبر/أيلول 1980.

من جانبها فقد رفضت ايران إعادة 148 طائرة عسكرية ومدنية كان النظام السابق نقلها الى الأراضي الايرانية في الفصل الأخير من حرب تحرير الكويت عام 1991، ولم يرد المسؤولون الايرانيون على طلب بهذا الشأن تقدم به الجانب العراقي أثناء المفاوضات.

الوفد العراقي فاجأ المسؤولين الايرانيين بملفات عن " تسلل " مسلحين من ايران الى الأراضي العراقية، رغم السياسة المعلنة للحكومة الايرانية والمؤيدة للعملية السياسية الجارية في العراق.

وبات واضحا ان ملفات عدة ظلت مفتوحة ولم تجد طريقها الى الحسم، خصوصا وأن بعض أعضاء الوفد وتحديدا وزير الخارجية (الكردي) هوشيار زيباري أبلغ الايرانيين رفض التدخل لصالح ايران حين عرضوا على العراق القيام بوساطة مع الولايات المتحدة لتخفيف التوتر الراهن بين طهران واشنطن بقوله " لسنا طرفا في النزاع بينكم وبين الأمريكيين، فأمريكا لديها سياسة واضحة ومعلنة مع ايران حول ملفها النووي و عموم الأداء الايراني في المنطقة والعالم".

الجعفري زار طهران بعد لقاء مدروس مع نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت زوليك الذي حدد (في بغداد) سقف التقارب الايراني الأمريكي بقوله أمام الجعفري"إنه تعاون محدود لحل المسائل العالقة من الحرب بين البلدين".