مصر تتأهب لنشر قوات حرس الحدود مع غزة
مناقشات حول دور جديد للقوة متعددة الجنسيات


نبيل شرف الدين من القاهرة: كشفت اليوم الأربعاء مصادر دبلوماسية في القاهرة عن أن مصر اتخذت كافة الاستعدادات اللازمة لنشر أول فوج من قوات حرس الحدود عبر ممر "فيلادلفي" الحدودي على قطاع غزة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع حرب حزيران (يونيو) عام 1967، بالتزامن مع إجلاء المستوطنين الإسرائيليين، وذلك وفقاً للاتفاق المبرم بين مصر وإسرائيل، والذي يعد أول تعديل على اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979 ، بينما لم يتم إنجاز اتفاق بين مصر وإسرائيل حول مسألة المعبر البري بين مصر وغزة بعد.

وعلى الرغم من إنجاز الاتفاق الخاص بتسوية الوجود المصري المسلح، فما زالت هناك مناقشات جارية حول مستقبل دور قوة المراقبين متعددة الجنسيات المنتشرة منذ 1982 لمراقبة تطبيق اتفاقية السلام، وتشارك بهذه القوة عناصر من أحد عشر بلدا في هذه القوات، التي يقودها ويشكل أكثر من نصف أفرادها البالغ عددهم الفين، اميركيون، وتتمركز غالبية هذه القوات في معسكر في الشمال قرب قطاع غزة .

وفي هذا السياق قال المصدر الدبلوماسي المصري، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن قوات بلاده كانت غير مجهزة وتعمل برجال شرطة، واستدرك موضحاً أنه "وفي ظل وجود عسكريين أكثر كفاءة وخبرة، وأفضل تجهيزا سنقوم بمسؤولياتنا"، غير أنه أضاف قائلاً إنه "ليست هناك ضمانة بنسبة مئة في المئة"، على حد تعبيره .

وساطة أميركية
وحسب بنود ذلك الاتفاق فمن المقرر أن تتمركز عناصر حرس الحدود البالغ عددهم 750 جندياً على طول هذه الحدود التي تمتد نحو 12 كيلومترا مقابل ممر فيلادلفي الذي يخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ولن يجهز هؤلاء العناصر باسلحة ثقيلة، بل سيقومون بدوريات على متن آليات مدرعة صغيرة في هذه المنطقة الصحراوية، وسيكون بإمكانهم استخدام نظارات للأشعة تحت الحمراء للمراقبة الليلية، مع الإشارة هنا إلى أن اتفاق السلام المبرم بين إسرائيل ومصر في 1979 ينص على الا ينتشر في المنطقة المنزوعة السلاح سوى رجال شرطة يحملون اسلحة خفيفة .

وكان شون ماكورمك، المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال ليلة أمس إن "الحكومتين المصرية والإسرائيلية توصلا لاتفاق بشأن ممر فيلادلفي وانهما بصدد اتخاذ الخطوات الضرورية لتنفيذ هذا الاتفاق"، موضحاً أن واشنطن تواصل العمل مع إسرائيل لحل موضوع المعابر بين غزة والضفة الغربية لتسهيل عبور البشر والبضائع الفلسطينية وفي نفس الوقت الحفاظ على الأمن، كما ان واشنطن تعمل عن قرب مع الإسرائيليين ومن ذلك تقديم بعض المساعدات التكنولوجية التي تضمن عملية تأمين أكثر فعالية للحدود ولمرور البضائع والأشخاص عبر نقط العبور الحدودية كخطوة أولى, مشيرا الى ان هذه الجهود ستستمر في هذا المضمار .

ومضى ماكورمك قائلاً إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تحدثت بشأن نقاط العبور على الحدود مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي , وان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ويلش ومبعوث اللجنة الرباعية بشأن الانسحاب من غزة جيمس وولفنسون توجها إلى غزة، والتقيا بوزير الامن الفلسطيني ناصر يوسف والمسؤولين الأمنيين الآخرين، موضحاً أن هذا الاجتماع كان مقررا منذ وقت سابق، وأن الجنرال ويليام وورد هو الذي تولى عملية التنسيق لهذا الاجتماع .

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تسيطر منذ العام 1967 على مركز رفح الحدودي الواقع في وسط هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 160 الف نسمة، والمقسمة إلى قسمين، وبالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة، فإن هذا المعبر يعد الباب الوحيد المؤدي إلى خارج القطاع.