سجنه 75 ألف عام مقابل ضحايا برجي نيويورك
أبو دحداح زار لندن 20 مرة والتقى أبو قتادة

نصر المجالي من لندن: أسدلت مدريد أمس الستار على أكبر محاكمة لجماعة القاعدة الإرهابية في أوروبا، وكان أحد أبطالها السوري الأصل (الإسباني الجنسية) عماد الدين جركس و24 آخرين من بينهم مراسل فضائية (الجزيرة) القطرية السابق بسام علوني الذي قررت المحكمة الوطنية الإسبانية سجنه سبعة أعوام، حيث تعهدت الفضائية بخوض معركة قضائية لاستئناف الحكم. وكشف النقاب اليوم عن أن جركس كان زار العاصمة البريطانية خلال السنوات الأربع الماضية 20 مرة وفيها التقى المتشدد أبو قتادة الذي تستعد السلطات البريطانية تسليمه إلى الأردن الذي يطالب بتسليمه لقاء تورطه بعمليات إرهابية هناك.

ومع الحكم الذي صدر بحق جركس، وهو السجن 27 عاما، مضافا إليها السجن 75 ألف عام بواقع 25 عاما لقاء كل ضحية من ضحايا تفجير برجي نيويورك ألـ 2973 الذين قتلوا في 11 سبتمبر 2001 خلال العملية التفجيرية الجوية التي نفذها إرهابيون من شبكة (القاعدة)، فإن جركس وزكريا موسوي يكونان آخر المتورطين بتلك التفجيرات، بعد تبرئة المغربي منير المتصدق أمام محكمة ألمانية رغم أنها سجنته لارتباطه بشبكات إرهابية، ويواصل موسوي المغربي الأصل (الفرنسي الجنسية) حكما بالسجن مدى الحياة في سجن أميركي.

ومحاكمات مدريد التي انتهت أمس بعد خمسة أشهر من المداولات والاستماع إلى 107 من الشهود بصدور أحكام ضد المتورطين ألـ 24 ، تعتبر هي المحاكمة الأكبر لمتشددين إسلاميين على الساحة الأوروبية، واعتبر قاضي المحكمة بالتاسار غارزون أن السوري جركس (42 عاما) الملقب (أبو دحداح) هو الأخطر بين رجالات القاعدة في أوروبا.

وكان أبو دحداح اعتبر المحكمة الإسبانية حين ظهر أمامها في يونيو (تموز) الماضي مخادعة ولا تستند في اتهاماتها على أي دليل قانوني ضدهن كما أنه نفى أن يكون على اية علاقة مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وأعلن أمام المحكمة عن تنديده وشجبه لتفجيرات سبتمبر. على أن جميع الدلائل التي قدمت للمحكمة أثبتت أنه التقى مع عدد من منفذي تفجيرات سبتمبر ومن بينهم المصري محمد عطا.

ويعتقد القاضي الإسباني غارزون أن مدريد كانت إحدى العواصم التي تم فيها التخطيط لهجمات سبتمبر، وفي الحكم أشار القاضي إلى أن جركس كان التقى محمد عطا في يوليو 2001 للتخطيط لتلك الهجمات وتحديد ساعة الصفر لتنفيذها. كما أن القاضي نبه إلى ان مدريد ولندن وهامبورغ الألمانية تعتبر مراكز أساس لتحركات عناصر القاعدة.

وإليه، فإن من بين الذين حكم بسجنهم أمس من جانب المحكمة الإسبانية المغربي إدريس شلبي، حيث تمت تبرأته من أعمال القتل، لكنه أدين بتورطه مع إرهابيين للتخطيط لعمليات، وحكم ضده بالسجن لسنوات ست، كما تمت تبرئة المتهم الرئيس الثالث غصوب الأبرش غليون.

وكان غليون السوري الأصل (الإسباني المولد) اعتقل بتهمة تصويره فيلم فيديو للمركز التجاري الدولي خلال زيارة له لنيويورك العام 1997 ، لكنه قال أمام المحكمة ان زيارته تلك كانت سياحية لا أكثر.

يشار إلى أن المحاكمات كانت بدأت في إبريل (نيسان) الماضي، ومن بين الذين تم استدعاءهم كشهود وهم 107 أشخاص، كان المغربي جمال زوغام وهو المتهم الرئيس في تفجيرات محطات القطارات في العاصمة الإسبانية العام 2004 التي راح ضحيتها 191 قتيلا و1500 جريح. وبرأت المحكمة ساحة خمسة من المتهمين أمس، لكنها دانت البقية ومن بينهم تيسير علوني مراسل الجزيرة الذي حكم بالسجن سنوات بتهمة الارتباط بشبكة القاعدة، وهو كان أجرى مقابلة تلفزيونية لصالح الجزيرة وبثتها معها أيضا شبكة (سي إن إن الأميركية).