بشار دراغمه من رام الله: أعلنت حركة حماس أنها تشارك في الانتخابات التشريعية الفلسطيني لتحقيق مجموعة من الأهداف ومن بينها القضاء على الفساد المستشري، وأعلنت الحركة أهدافها خلال افتتاحها لداعيتها الانتخابية وقالت في بيان لها انها اختارت منزل الشيه المؤسس الشهيد أحمد ياسين، زعيم الحركة تأكيدا على ماضي الحركة على نهجه، ووفاءً لدمائه، ولدماء شهداء الحركة وشهداء الشعب الفلسطيني، واستشعاراً بالمسئولية التي تحملها حماس . وأضافت: quot; تأكيدا كذلك على أن الانتخابات التشريعية التي تخوضها الحركة ما هي إلاَّ خطوة في طريق الإستراتيجية التي تبنتها الحركة والتي أسسها الإمام الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله . و وفاءً منا لكل الأسرى الأبطال والجرحى وتأكيد على مواصلة طريق المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات بإذن اللهquot;.
واعتبرت حماس أن قرارها بدخول الانتخابات التشريعية شكل تطوراً جديداً في مسار عمل الحركة السياسي على الصعيد الفلسطيني واعتبرت أن هذا طبيعياً في ضوء تعاظم مسؤولياتها والتزاماتها، وفي ضوء حركة الأحداث والتاريخ والمتغيرات المحلية والعربية والدولية، من دون أن يؤثر ذلك على ثوابتها الإسلامية وبرنامج عملها المقاوم. على حد قول الحركة.
واعتبرت مشاركتها مدخلا جديداً ومنبراً لخدمة الشعب الفلسطيني ومحاربة الفساد والإسهام في إعادة تشكيل الحياة السياسية الفلسطينية بما يكفل الحفاظ على الثوابت الوطنية وحقوق الشعب غير القابلة للتصرف.
وقالت :quot;واتخذت حماس قرار مشاركتها بعد دراسات طويلة متأنية ومعمقة، وبعد ممارسة العملية الشورية في أرقى صورها وبشكل واسع منتظم لقواعدها وكوادرها في الداخل والخارج بما في ذلك الأسرى في سجون الاحتلالquot;
وأكدت الحركة على أن دخولها الانتخابات يأتي لحماية برنامج المقاومة واستخدام منبر المجلس التشريعي للدفاع عنه، والوقوف في وجه من يحاول العبث بحقوق شعب فلسطين ومكتسباته، وعلى رأس ذلك حقه في مقاومة الاحتلال، وأضافت: quot;حيث أوجدت انتفاضة الأقصى المباركة حقائق جديدة على الأرض، جعلت من برنامج أوسلو تاريخاً ماضياَ، وتحدثت القوى المختلفة بما فيها قوات الاحتلال الصهيوني عن quot; دفن أوسلو quot;. وإن شعبنا الآن هو أكثر تماسكاً ووعياً، وإن حماس تتقدم نحو الانتخابات في وقت بات جزء كبير من الشعب في دائرة المقاومةquot;.
وقالت الحركة: quot;إن حماس تتقدم للمشاركة وهي تحس بعظم المسؤولية وثقل الأمانة لتدفع باتجاه تصويب المسيرة وترشيدها وبناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس متينة تستعصي على الضغوط والتنازلات والتفريط بحقوق شعبنا وأمتنا، لأن قضية فلسطين هي الأقدس والأهم والأخطر في العالمين العربي والإسلامي، فضلا عما تحمله من أبعاد إنسانية يقف معها كل محب للعدل والحق والحرية. ولا يمكن لشخص أو فصيل مهما كانت قوته ونفوذه أن يستفرد بإدارة الصراع مع العدو أو بمشروع التحرير، وستبقى الحركة وفية للقدس ولحق العودة للاجئين وللإفراج عن كافة أبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال الذين يشكلون عنواناً جهادياً عظيماًquot;.
معتبرة مشاركتها في المجلس التشريعي هي خطوة باتجاه إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على قواعد سليمة، تعيد له الحيوية، وتستثمر طاقات الفلسطينيين في الداخل والخارج في معركة التحرير مدعومة بأبعادها العربية والإسلامية والإنسانية.
مؤكدة على إن دخولها للمجلس التشريعي سيسهم في متابعة الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية للناس، وستسعى لأن تكون ظهيرا يحمي مؤسسات المجتمع المدني، ويرتقي بها ويفعل دورها.
وستعمل ايضا حسب بيانها على محاربة الفساد الذي استشرى في أوساط الشعب وأصبح من الظواهر الكبرى التي تحتاج إلى علاج سريع وفعال، وأضافت: quot; لأن كافة أهلنا في الضفة والقطاع يتضررون بسبب هذه الممارسات الفاسدة. إن محاربة الفساد هو واجب الحركة، وان إيقاف هدر المال العام وتكريس مبدأ المحاسبة والشفافية، والانتصار للمظلوم كلها تدخل في مهمات الحركة، ولكشف الفاسدين والمفسدين، وخصوصا وأن الكثيرين من أهلنا وأحبتنا وجماهيرنا في الداخل أخذوا يلتفون حول الحركة لتقوم بدورها في هذا المضمار. وهي تتبنى برنامجا شاملا للنهضة بالشعب الفلسطيني.
واكدت حماس على إن العمل في المجلس التشريعي يدخل ضمن دائرة الانفتاح وخدمة القضية بعد الاطمئنان إلى رجاحة المصلحة، وأضافت: quot; لأن حماس حركة إسلامية تلتزم بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، وتنضبط بضوابط الشرع الحنيف في حركتها وعملها. لكن إسلاميتها لا تعني تعصبا أو عزله أو إساءة لأحد. وإنما هي الأخوة والتسامح والتراحم وإنما هي الوسطية والاعتدال. إن حماس تحمل مشروعا حضاريا نهضويا ترى أنه الأقدر على تعبئة طاقات الأمة وحشد إمكاناتها في مشروع التحرير. وهو مشروع لا يملك إلا أن يكون منفتحا يسع لجميع الراغبين في خدمته ولا يمكن إلا أن يكون شاملا يسع جوانب الحياة المختلفة. ومسيحيو فلسطين هم شركاء في الوطن الواحد وقد تعرض الجميع للظلم والقهر والتشريد الصهيوني وعلى الجميع أن يكونوا شركاء في الدفاع عن فلسطين وفي تحريرها، وحماس تدرك الأبعاد الوطنية والعربية والإنسانية للقضية كما تدرك أبعادها الإسلامية وستسعى حماس في نشاطها السياسي وفي عملها في المجلس التشريعي إلى تقديم نموذج في الوحدة الوطنية، وهي تمد يدها لكل المخلصين من أبناء فلسطين للمشاركة في مشروع البناء والتحريرquot;.
مؤكدة في الوقت نفسه على أنها لا تسعى للاستئثار لوحدها بالمقاعد ولا تسعى إلى عزل الآخرين وتهميشهم بل تسعى لتحقيق الشراكة السياسية على قاعدة التعاون في خدمة الوطن ومجابهة العدو، وتحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني. وقالت :quot;إن التنافس الأخوي الشريف هو الذي يحكم علاقتنا بالقوى الفلسطينية الأخرى، كما أن المقاومة والجهاد هي التي تحكم علاقتنا بالعدو الصهيوني. وإن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز الاقتراب منهquot;.
وركزت حماس على دور المرأة ودعت إلى أن تأخذ دورها الحقيقي، وقال البيان :quot;وآن للمجتمع أن يقدر حجم تضحياتها وجهادها، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، التي تخرج المبدعين والأبطال والشهداء وأجيال المستقبل وستسعى حماس إلى أن يكون للمرأة دورها في المجلس التشريعي، وأن تكون إلى جانب الرجل في إدارة الصراع مع العدو. وأن تسنّ التشريعات التي تحمي المرأة وحقوقها. وستقاوم حماس محاولات تهميش دور المرأة أو تسطيحهquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات