محمد الخامري من صنعاء: يبدو أن مبادرة الإصلاح السياسي التي قدمها تكتل اللقاء المشترك المعارض الذي تضم اكبر أحزاب المعارضة اليمنية quot;تجمع الإصلاح والحزب الاشتراكي والبعث العراقي والتنظيم الناصري وحزبي الحق واتحاد القوى الشعبيةquot; ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير وستعمل على إنهاء التكتل الذي صمد طويلاً في وجه المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; من خلال العديد من الآراء والفعاليات التي نظمها منذ إنشائه والى الآن.

وكانت أول مفاجأة للتكتل المعارض حين أعلن رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي القومي عن تحفظه عليها رغم تأكيد قيادات الإصلاح والاشتراكي والناصري الذين حضروا إعلان المبادرة عن موافقة ومشاركة حزب البعث في صياغتها ، مؤكدين أن عدداً من اللقاءات تمت في منزل الدكتور قاسم سلام الشرجبي رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي.

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل وصل حد مهاجمة المشترك من قبل نائب أمين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث عبد الواحد هواش الذي قال أن أحزاب اللقاء المشترك أفرغت أمراضها في مبادرتها للإصلاح السياسي التي أطلقتها الشهر الماضي ، مشيراً إلى أن من يريد عمل مبادرة لإصلاح البلد لا يطرح قضايا فراق بل قضايا وفاق ، معتبرا أن ما طرح في مبادرة اللقاء المشترك أشبه بمواد صراع أكثر منها لغة حوار.

ونسب موقع الحزب الحاكم لهواش أن حزبه المنضوي تحت إطار تحالف اللقاء المشترك أعلن عدم موافقته على مبادرة المشترك لأنه كانت لدينا ملاحظات عليها، لكن لم يعمل بها ، معتبرا أن quot;كثيراً من العبارات انساقت وراء الكثير من الشعارات الأجنبية، ممثلاً على ذلك بمفردات المصالحة الوطنية، إصلاح مسار الوحدة إلى جانب ما ورد في المبادرة من تغيير النظام الرئاسي إلى برلماني دون النظر لمسألة التدرج في التشريعات والدساتير.

وكان احد الأجنحة الرئيسية للحزب الاشتراكي اليمني وهو ما يسمي بتيار إصلاح مسار الوحدة استنكر تجاهل في بيانه الذي نشرته quot;إيلافquot; أمس مبادرة الإصلاح السياسي للقاء المشترك لقضية الجنوب ، معتبراً المبادرة شطرية.

أما موقف التجمع اليمني للإصلاح الذي يعتبر الأب الروحي للتكتل المشترك بصفته اكبر الأحزاب جماهيرية وقاعدة شعبية فقد انتقد البرلماني السابق وعضو مجلس شورى الإصلاح محمد الصادق مغلس كثرة مشاريع الإصلاح السياسي والانتقادات للأنظمة الحاكمة ، مشيراً إلى أن انحراف الأنظمة لا يعني دائما صلاح والتزام كل المنتقدين والداعين إلى الإصلاح السياسي، لأنهم جميعا quot;بشرquot;.

وحسب مقال للقاضي المغلس في صحيفة صوت الإيمان فإنه quot;لو أنتقل الملك من أيدي المتنفذين (السلطة) إلى أيدي المنتقدين (المعارضة) لربما وجدته أيضاً جبرياً ولوجدت الممارسات الظالمة المعتادةquot;.

وأضاف مغلس الذي يعمل مدرساً في جامعة الإيمان في مقاله الذي حمل عنوان(أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقم على أرضكم) quot;بل إنك قد تجد بعض المنتقدين الذين ليس لهم تمكين ويشكون من الطغيان والجبروت والعبث وتقديم الموالين والإسراف عليهم بالألقاب والمناصب وتهميش وتسريح الكفاءات وكبت ومطاردة العناصر الأخرى والتعتيم على أفكارهم وأنشطتها المشروعةquot;, مشيراً إلى أنه quot;يستكثر عليها مجرد ظهور أو إعلان أو كلمة أو قصيدة أو مقال أو منبر أو محفل أو مدخل.. تجد أن بعض هؤلاء المنتقدين قد يمارس مثل ذلك الطغيان والتقديم والتهميش والتسريح والتعتيم على من يقدر عليه في نطاقه المحدود كمدرسة أو جامعة أو مؤسسة أو صحيفة أو قبيلة أو تشكيل وحتى في نطاق أسرته وقد يظلم بعض أقاربه في منعهم من الميراث أو بعض أصدقاؤه في عدم قضاء الديون التي لهم وقد لا يحترم كبار السن وأساتذته أو أهل الفضل عليه والسابقة أو زملاؤه ورفاق العمل وقد يعتمد سوء الظن والعبارات الطائرة والتقارير الظاهرةquot;.

وواصل الصادق حديثه عن المنتقدين quot;وفي الوقت نفسه قد يرفع عقيرته بضرورة احترام الحقوق والحريات ومراعاة الشورى والآراء وعدم الالتفاف والتسييس وتحييد وسائل الإعلام والحفاظ على المال العام.