مساع مصرية للحيلولة دون استجواب الأسد
مبارك قد يلتقي خدام سراً بعد اجتماع شيراك


تحرك إقليمي ودولي لإنقاذ الوضع السوري واللبناني

غزالي مستعد للاستقالة

برنامج لحكم سوريا ولبنان

مبارك وعبد الله يبحثان الأزمة السورية

لبنان في مهب اتفاقية سورية وأميركية

دمشق: الاسد محصن دوليا ووطنيا وقانونيا

نبيل شرف الدين من القاهرة : بعد ساعات على القمة المصرية ـ السعودية المفاجئة التي ينقل نتائجها مبعوث سعودي رفيع المستوى إلى دمشق، يواصل الرئيس المصري حسني مبارك تحركاً حثيثاً يقوده في وقت لاحق من اليوم الأربعاء إلى باريس، حيث يجري محادثات مع نظيره الفرنسي جاك شيراك، اكتفت المصادر الرسمية في القاهرة بالقول إنها quot;ستتطرق إلى آخر التطوّرات في المسألة السورية ـ اللبنانية، والقضية الفلسطينية، والوضع في العراق، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريسquot;، حسب تعبير المصادر الرسمية المصرية.
غير أن مصدراً دبلوماسياً غربياً في القاهرة كشف النقاب عن اتصالات تجريها القاهرة سراً مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، الذي يقيم في باريس، في مساع مكثفة من القاهرة لاحتواء تداعيات التصريحات التي أدلى بها أخيراً، وكان من شأنها أن مهدت الطريق أمام لجنة التحقيق الدولية لطلبها سؤال الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فاروق الشرع، على خلفية التحقيقات الجارية بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .

مبارك وخدام
وتوقع المصدر الدبلوماسي الغربي أن يلتقي الرئيس المصري شخصياً، أو ربما أحد كبار مساعديه، نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام (بصفة سرية) في باريس، وذلك في محاولة لإثنائه عن المضي قدماً في اتجاه توريط دمشق مع المجتمع الدولي، موضحاً أن باريس لا تمانع في إجراء اتصالات بهذا الشأن، إذ تنفي أي صلة لها بما أثاره خدام من تصريحات، كما تنفي أيضاً علمها بأية خطوات أخرى ربما يقدم عليها الرجل الثاني سابقاً في النظام الحاكم بدمشق .
وألمحت مصادر مصرية إلى أن القاهرة تسعى للحيلولة دون استجواب الرئيس السوري، بالنظر إلى أن هذا الأمر حال حدوثه ربما يشكل سابقة يمكن أن يتكرر مع أي زعيم عربي آخر، موضحة أن التحرك الدبلوماسي المصري المكثف هذا يستهدف احتواء الأزمة السورية، والتنسيق مع باريس وعدة عواصم عربية وغربية أخرى لتجنب توقيع عقوبات دولية على سورية، وتداعيات التصريحات التي أطلقها خدام مؤخراً، وما قد يعتزمه من خطوات أخرى لم تتضح معالمها حتى الآن .
وأجرى مبارك يوم أمس محادثات مع العاهل السعودي خلصا بعدها إلى إيفاد مبعوث لدمشق لإحاطتها علماً بنتائج محادثاتهما، ولفتت المصادر إلى أن مبارك طلب من الرياض استثمار علاقاتها الوثيقة مع واشنطن لتخفيف الضغوط الدولية المتنامية على دمشق، مشيرة إلى أنه أوضح للعاهل السعودي ضرورة تدخل واشنطن لإثناء اللجنة الدولية عن استجواب الرئيس بشار الأسد، والبحث عن أي صيغة تحفظ ماء وجه النظام ولا يبدو معها رأسه وقد مثل أمام لجنة تحقيق بأي صورة .
وأكد سليمان عواد الناطق باسم الرئاسة المصرية quot;التقاء وجهات نظر الرئيس مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز على أن استجلاء الحقيقة بشأن جريمة اغتيال الحريري هو ما يتفق مع الشرعية الدوليةquot;، مشيراً إلى أن quot;هذا الهدف يجب التعامل معه على نحو يضمن استمرار العلاقات السورية ـ اللبنانية في مسارها الصحيح بما يعكس العلاقات التاريخية بين سوريا ولبنانquot;، على حد تعبيره .
تجدر الإشارة إلى أن عبد الحليم خدام كان قد فجر قنبلة خلال مقابلة مع فضائية (العربية) الأسبوع الماضي، قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد وجه كلمات قاسية للحريري قبل اغتياله، وألمح إلى معرفة الأسد مسبقا بعملية الاغتيال، قائلاً إنه quot;من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني أو غير امني في الدولة السورية أن يتخذ مثل هذا القرار وحيداًquot;، وهي التصريحات التي تكتسب أهميتها كونها صادرة من أحد كبار المسؤولين السوريين الذي أقصي عن السلطة منذ مدة وجيزة .